• الجسد
• جسد الرجل

للرجال أيضاً دورة شهرية

By أحمد سمير on 2019-11-222022-02-17

مثله مثلها، يصاب الرجل بحالة من تعكر المزاج والشعور بالحزن وتضخيم الأمور. يصاب بأعراض تشبه أعراض فترة ما قبل الطمث – التي طالما تعرضت النساء للسخرية بسببها.

هل تذكرون إعلانات الشيكولاتة الشهيرة التي حملت شعار “أنت مش أنت وأنت جعان؟”، كانت تلك الإعلانات تصور مختلف الرجال في أوقات الجوع وانخفاض الطاقة إلى سيدات مبالغات في الدراما والحزن، إلى أن يأكلوا قطعة الشيكولاتة فيعودون إلى سابق عهدهم – رجالاً عاديين لا يصيبهم التأثر البالغ بالمواقف.

بغض النظر عن العنصرية التي اتسمت بها تلك الحملة الإعلانية، التي نجحت بشكل كبير، إلا أن الحقيقة التي يجب أن يعلمها الجميع هي:

للرجال أيضاً هرمونات.

أي خلل أو اضطراب في هرمونات الرجل، يصيبه بنفس الأعراض التي تصيب المرأة أثناء الدورة الشهرية.

مثله مثلها، يصاب الرجل بحالة من تعكر المزاج والشعور بالحزن وتضخيم الأمور. يصاب بأعراض تشبه أعراض فترة ما قبل الطمث – التي طالما تعرضت النساء للسخرية بسببها.

في يوم ما، جاء صديقي بالعمل ليروي لي قصة شجار بين سائق ميكروباص وسيدة، انتهى بتهكم السائق قائلاً للسيدة: “أنتِ هتحيضي علينا ولا إيه!”

لأن البشر ربطوا بين أعراض ما قبل الطمث بواقع الحيض والدورة الشهرية، كان من السهل أن يتم التنمر على النساء بسبب تغير الهرمونات. لكن الرجال أيضاً يتعرضون لتغييرات هرمونية يومية، ترتفع فيها مستويات هرمون التستوستيرون في الصباح وتقل في المساء وتختلف من يوم لآخر.

يدعي البعض أن هذه التقلبات الهرمونية قد تسبب الأعراض التي تحاكي أعراض متلازمة ما قبل الطمث، PMS، بما في ذلك الاكتئاب والتعب وتقلب المزاج.

هنا يأتي السؤال: هل تلك التقلبات الهرمونية الشهرية منتظمة عند الرجل، وتكفي لتسمية هذه الفترة بـ “الدورة الشهرية للرجال”؟

المؤلف والطبيب النفسي “جيد دايموند” ابتكر مصطلح “متلازمة الذكور المزعجة” IMS في كتاب يحمل نفس الاسم، ووصف فيه هذه التقلبات الهرمونية وأعراضها وأسبابها، وأوضح أنها ظاهرة بيولوجية حقيقية.

في عام 1972، كتبت “إستيل رامي” عن البيانات المأخوذة من دراسة استمرت لمدة 16 عاماً في الدنمارك لتتبع تقلبات التستوستيرون اليومية.

أظهرت الدراسة البحثية أن الرجل لديه دورة عاطفية كل 4 إلى 6 أسابيع، وعندما تكون نسبة الهرمون قليلة، يظهر على الرجل التوتر والقلق والخمول. أما في أيام ارتفاع الهرمون يشعر الرجل بالسعادة وزيادة الرغبة الجنسية.

بالاختلاف عن المرأة، فإن الرجل لديه عدة دورات هرمونية، وليست فقط شهرية، وتشمل:

• هرمون التستوستيرون يختلف مستواه 4 إلى 5 مرات كل ساعة.
• هرمون التستوستيرون يكون أعلى في الصباح وينخفض مساءً.
• هرمون التستوستيرون يختلف على مدار الشهر.
• هرمون التستوستيرون يختلف على مدار العام حيث يكون في أقل مستوياته في شهر أبريل وأعلاها شهر نوفمبر.
   

كما سبق وذكرنا، هذه التغيرات الهرمونية يمكن أن تؤثر على صحة الرجل النفسية، وتشبه أعراض “متلازمة الذكور المزعجة” بعض الأعراض التي تعاني منها النساء خلال الدورة الشهرية. رغم التشابه بين أعراض الحالتين، هناك أعراض للدورة الشهرية الإنجابية للمرأة لا يشعر بها الرجل أثناء دورته المزعجة:

• الإعياء
• الشعور بالارتباك
• الكآبة
• الغضب
• تدني تقدير الذات
• انخفاض الرغبة الجنسية
• القلق
• فرط الحساسية

لا ينبغي الخلط بين “متلازمة الذكور المزعجة” واضطراب هرمونات الذكورة. انخفاض مستوى التستوستيرون الشديد يسبب أعراضاً شديدةً ومستمرة لفترة طويلة منها:

• انخفاض الرغبة الجنسية
• مشاكل سلوكية
• اضطراب الحالة المزاجية لدرجة الإعاقة عن العمل أو الدراسة
• الاكتئاب

إذا استمرت هذه الأعراض، حدد موعد للتحدث مع طبيبك. هذه حالة قابلة للتشخيص ويمكن علاجها.

عزيزي الرجل، لا تعد “متلازمة الذكور المزعجة” تشخيصاً طبياً معروفاً، لذلك “العلاج” يكمن فيما يلي:

١- إدارة الأعراض.
٢- التكيف مع العواطف وتقلب المزاج عندما يحدث.
٣- البحث عن طرق لتخفيف الشعور بالضغط.
قد تساعد التمارين الرياضية، وتناول الطعام الصحي، وإيجاد طرق لتخفيف التوتر، وتجنب الكحول والتدخين في إيقاف هذه الأعراض. هذه التغيرات في نمط الحياة يمكن أن تساعد أيضاً في علاج مجموعة متنوعة من الأعراض الجسدية والنفسية.

في نهاية هذا المقال علينا نحن معشر الرجال أن نستوعب وندرك مدى أهمية وتأثير دور الهرمونات في جسم الإنسان عموماً، والتوقف عن إصدار الأحكام والسخرية مما تتعرض له النساء نتيجة أعراض طبيعية تحدث لهن خلال الدورة الشهرية.