على مشارف علاقة جديدة
Shutterstock

على مشارف علاقة جديدة؟ إذن يهمِّك التفكير في هذه الأمور

دخول علاقة مسؤولية مشتركة، وينبغي أن تعي الفتاة، منذ وقت مبكر، إذا كانت هذه العلاقة تناسبها أم لا.

توجد أوقات نتطلع فيها إلى علاقات طويلة ومستقرة، ونرغب في الحصول على “شريك” وليس على مجرد صحبة لقضاء بعض الوقت الممتع وفقط، ونخرج في مواعيد عاطفية مع رجال نظن أنهم مناسبون لنا أو أننا متفقون على ما نريده من العلاقة، لنفاجأ بعد قليل أنهم ليسوا كذلك على الأقل، إن لم يكونوا متلاعبين أو معنِّفين أو مبتَّزين.

العلاقات الصحية بطبيعة الحال مسؤولية مشتركة، يجب أن يتحمل كل منا مسؤولية الدخول في علاقة والنتائج المترتبة على هذا القرار، وبالتالي يجب أن نكون على وعي ودراية بموقفنا بشكل عام.

إذا كنتِ تبحثين عن علاقة مستقرَّة مع شريك يحترمك ويقدِّرِك، ربما تساعد الإجراءات التالية على التأكد من الشخص الذي تتعاملين معه.

 قد يبدو الرجل منفتحاً أو مقبلاً على العلاقة، وربما يكون الساعي إليها منذ البداية، لكن في جميع الأحوال وقبل إعطاء هذا الشخص الثقة التامة، يجب معرفة الشخص الذي نشعر أننا مقبلون على علاقة معه من عدة جوانب.

فيما يتعلَّق بالمجتمع والتعاملات مع الآخرين

 هل يجد هذا الرجل صعوبة في التعامل مع الأشخاص من حوله؟ هل لديه حدود في علاقاته ويعرف كيف يفرق بين الصديق، الزميل، المعارف؟ هل يعرف كيف يخبر شخصاً بخبر سيء أو بمعلومة أو رأي صعب تقبله؟

هذه كلها مواقف تُظهر معدن الأشخاص وتعطي مؤشرات عن رؤيتهم للحياة واحترامهم لأنفسهم وللآخرين.

لاحظي كيف يعامل الأصدقاء: هل يحترم الصداقة ويضعها في قائمة الأولويات؟ هل تعتبر صداقاته ضارة أو ذات تأثير سلبي على سلوكه؟

هل علاقته بعائلته متوازنة أم بها مشاكل؟ وإذا كانت هناك مشاكل هل يحاول حلَّها أم يتجنَّبها؟

تعامله مع الندَّل ومقدمي الخدمة في المطاعم وعمال النظافة مثلاً مؤشر على أخلاقياته وكيف يعامل مختلف المِهَن والطبقات الاجتماعية.

وكذلك تعامله مع الزملاء في العمل وأصدقائك. 

إذا لم تطمئني لهذه المعاملات فلا تأخذي الأمور معه أبعد من ذلك.

فيما يتعلَّق بكِ

في بداية التعارف يكون الشغف على أشده، يسعى الطرفان في العلاقة لمعرفة كل شيء عن الآخر، يحاولان التواصل بشتَّى الطرق إذا لم يتمكنا من المقابلة وجهاً لوجه أو لا يستطيعان الخروج أكثر من مرة في الأسبوع. 

إذا كان الشريك المحتمل لا يتصل أبداً حينما يعد بذلك ولا يعتذر، أو يتأخر دائماً في مواعيدكما دون اعتذار مناسب، فهذا الشخص لا يحترم وقتك بما فيه الكفاية، ولا يضع تعارفكما في موقع جدي على سلم أولوياته.

لاحظي كيف يتعامل معك
shutterstock

انتبهي أيضاً إذا كان يُكثر من المزاح الذي يقلل من شأنك! فإذا كان أسهل ما يفعله أن يلقي دعابات تتعلق بوزنك أو بهيئتك أو بعملك أو دراستك أو اختياراتك في الحياة، فهذا الشخص لا يكن لكِ احتراماً كافياً.

وإذا زاد الأمر عن حدِّه للدرجة التي جعلتك تتساءلين عن هذا الاختيار، أو اعتاد على فعل ذلك أمام الأصدقاء المشتركين، فهذا الشخص يمارس عليكِ عنفاً معنوياً يجب الهروب منه فوراً.

هناك أيضاً معيار هام في بدايات التعارف يمكن قياس العديد من الصفات عليه، وهو التوازن بشكل عام.

إذا كان الشريك المحتمل غير متوازن في التعريف بنفسه أو التعرُّف عليكِ مثلاً، فهذا يعني أنه يستغرق أغلب الوقت المتاح لكما سوياً في سرد تفاصيل عن حياته وعمله وأفكاره والفيلم الأخير الذي شاهده وهكذا، فيما يتجاهل تماماً سماع صوتك إلا للتأكد من متابعتك له.

العكس أيضاً مريب، إذا كان قليل التحدُّث عن هذهِ الأمور، وينتظر منك دائماً كل التفاصيل المتعلقة بيومك وبالعشرين سنة الماضية دون مشاركة منه، تظهر هذه السلوكيات ميلاً للنرجسية، وفي حالات أخرى يكون الشخص متلاعباً يريد إبهارك للموافقة على علاقة معه دون الحاجة إلى بذل مجهود حقيقي.

هناك بعض العلامات الأخرى التي لها علاقة بالتوازن:

  • إذا كان الشريك المحتمل يعدك كثيراً جداً بالنسبة لكونكما في بداية التعارف فهذا معناه بالتأكيد أنه شخص متلاعب في أقل الأحوال سوءاً، يعتمد على عمل خطط ووعود مستقبلية بلا سند يدعم تحقيق هذه الوعود، ولا يتناسب مع تعارفكما الوليد، ليختصر الوقت الواقعي اللازم لذلك هارباً من فكرة الحميمية أو التعلق العاطفي.
     
  • إذا كان يتصرف كأنكما بالفعل في علاقة منذ فترة طويلة ولم يمر على تعارفكما شهور. هل تذكرين “الإفيه” الشهير “ده إنتي مراتي يا بت؟” بالطبع تصرُّف كهذا ينفي صفة النضج عن العلاقة.

    العلاقات مراحل، ولكل مرحلة منها ما يميِّزها، والعلاقات الصحية تحتاج إلى استثمار من الطرفين.

    الرجل الذي يختصر علاقة سنوات إلى عدَّة شهور، يريد أن تتعلَّقي به عاطفياً دون أن يتورط هو تماماً، وهذا الرجل في الغالب سيُنهي العلاقة فور شعوره بالتحقق أو الملل أو بأنه حصل على ما كان يريده منذ البداية.
شريك مشغول بمآسي الحياة
shutterstock
  • إذا كان دائماً ما يستغرق في قصص مأساوية عن حياته، لا يترك فرصة في أي لقاء إلا ليحكي لكِ عن أسوأ الأشياء التي تحدث له في العمل أو مع الأهل أو خيانات الزمن والأصدقاء، لا يرى النصف الممتلئ من الكوب ولا يرى أن هناك كوباً من الأصل، هذا الشخص يريد دعماً مستمراً وتربيتاً على الكتف وكلمات مواساة لا تنتهي.

    العلاقة معه ستكون غير صحية، قائمة على اعتماده على دعمِك وتفهّمك باستمرار، وكبتك لأي احتياجات أو نقاشات أو رغبات احتراماً لمأساوية حياته.
     
  • إذا واجهتِ مصاعب في خلال فترة معرفتك له، أو أحداثاً سيئة، واختفى تماماً أو لم يكن قادراً على التحدُّث وتقديم الدعم بشأنها، فلا تغامري بإقامة علاقة معه قولاً واحداً. العلاقات تعتمد على المشاركة، مشاركة “الحلو والمر”، إذا كان يظهر في الأوقات الجيدة فقط، ويختفي عند الحاجة، فأنتِ تعرفين الإجابة.

استمتعي بالدخول في علاقات جديدة، وباللحظات الحلوة والشغف لمعرفة الآخر المجهول، لكن في نفس الوقت لاحظي العلامات السابقة واختبريها إذا كنتِ ترين في الرجل شريكاً محتملاً.

إذا كانت العلامات سلبية أكثر من اللازم؛ اكسري الدائرة ولا تستمري في مواعدة قد تؤدي إلى علاقة مسيئة لكِ، يمكنك دائماً الاستمتاع بصحبة نفسِك حتى إشعار آخر.

إما إذا كانت العلامات إيجابية؛ فهنيئاً لكما!

اقرأ المزيد: كيف أرفض الطرف الآخر؟

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (1)

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات