حافية القدمين
Pexels

شريك حياة أم علاقات عابرة؟

“الشراهة وهي إحدى أكثر غرائزنا شيوعاً، شئنا أم أبينا، أدركنا أم لم ندرك. النساء كثيرات، الرجال كثيرون، لماذا لا أجرّب أكبر عدد منهم أو منهنّ؟”

للرجل؛ وأنا رجل – والمقال هنا يعبّر عن رأيي الشخصي، وليس ملزماً لباقي الرجال، أو ليس بالضرورة أن ينطبق على طبيعة كل رجل – للرجل رغماً عنه طبيعة مزدوجة؛ ربما ليس كل الرجال على الإطلاق، حيث أنه لا شيء مطلق، ولكن للرجل بشكل عام، بشكل غالب، طبيعة مزدوجة.

قد ترضى تلك الطبيعة بامرأة واحدة، وقد تميل لعلاقات عابرة متعددة.

ما الذي صنع الرجال هكذا؟ من الذي شطرهم نصفين؟ لا احد يدري، نحن؛ الرجال، خُلقنا هكذا، وكأنه تمت صناعتنا بماكينات سبك العملات المعدنية. من عجب، انه يجب أن تكون للعملة وجهان، حيث أن وجهاً واحداً سوف لن يصنع أي قيمة للعملة. ستصبح حينها مجرد قطعة معدن، فاقدة المعنى و الهوية.

كالجسد للروح أو الروح للجسد
شريك الحياة؛ لا غنى عنه، ولن أبالغ إن قلت انه يستحيل الاستغناء عنه. شريك الحياة ليس فقط نصفك الآخر.

ليس فقط يكملك، شريك الحياة كالجسد للروح، أو الروح للجسد، ليس لكلاهما غنى عن الآخر. هل رأيت يوما جسداً يعيش دون روح أو العكس؟ أنا على يقين أن احدنا لم يصادف شيئاً كهذا.

حتى على مستوى تكوين الرجل و المرأة، أنت ستجد أن اكتمالهما بأشد أوضاعهما حميمية، يكاد يكون – إن لم يكن بالفعل مصمماً – لكي يتداخل بعضه ببعض، يكتمل.

إحدى أعظم لحظات العقل البشري صفاء، هي لحظات التواصل الحميم، وتبادل واختلاط الأجساد.

أنت حين تضع جزءاً من جسدك بجسد شريكك، فأنت بحقيقة الأمر تضع جزءاً حميماً من روحك، وليس فقط جزءاً حميماً ودافئاً من جسدك، بل جزءاً حميماً منك.

إنه أيضاً جزء حميم منه. ينتج أجمل وأروع وأقوى رابطه قد تنشأ بين كليكما، الأبناء أو الأطفال، والذين من فرط حبّنا لهم، ربما نحبّهم أكثر من أنفسنا، بل نحن بالفعل نحبّهم أكثر من أنفسنا، ولن أبالغ مرة ثانية إن  قلت أننا ربما نحبّهم أكثر من حبّنا لشريكنا.

مشهد رومانسي
Pexels

حتى الآن؛ حتى هنا، نحن دكتور جيكل. الطبيعي، المحب، الشريك، الرفيق، الأب أو الأم، رفيق الدرب والحياة والعادات والمشكلات.

الشريك أو الطرف الذي يتقبّلنا كما نحن، بعيوبنا ومميزاتنا، بمناطق ضعفنا ونقاط قوتنا، بمزاجنا او توصيفنا الشكلي الظاهري الخارجي – بدينين كنا أم نحيفين، بشعر غزير أو صلع الرؤوس، بلحية كثيفة أو ذقن حليقة. حتى الآن نحن بنفس المركب أو نفس القطار.

ما الذي يجعل مستر هايد يظهر إذاً؟ ما الذي يجعلنا نميل إلى العلاقات العابرة؟ ما الذي نفتقده بالشريك أو الطرف الآخر؟ ما الذي يسقط منه في الطريق ونفتقده؟

التعود: أول الأمور القاتلة بالعلاقات، رغم انه قد يكون على الوجه الآخر، من أسباب الاستقرار والاطمئنان والسعادة، إلا إنه على وجهه الآخر السري، ربما يفقدنا الرغبة رويداً رويداً بشريكنا، فنبحث عن طعم آخر، نكهة أخرى، مغامرة أخرى، حتى لو عابرة.

شريك عابر آخر، وربما نفضّل لو كان الأمر عابراً، كأننا نتناول غداءنا بمطعم بدلاً من تناوله في البيت.

” <
الرغبة بالتملك: أكثر احد الأمور التي تجعلنا نقرر أو نميل إلى تجربة علاقات أخرى عابرة. طالما أننا نمتلك الطرف الآخر في البيت، وطالما أنه ملك يدينا، ولن يذهب هنا أو هناك، لا ضرر من علاقات مثيرة عابرة، ربما تسعدنا بشكل شخصي، أو هذا ما قد يتبادر إلينا، وربما نجد طعماً في تلك المتعة السرية. ربما ومن عجب تربطنا أكثر أو تربطنا مرة أخرى بشريكنا بشكل أقوى. كأن نجرب غيره لكي نفتقده، أو نجرّب غيره لكي نختبر الفرق بينه و بين غيره.

>
شفه
Pexels

” <الشراهة:  وهي إحدى أكثر غرائزنا شيوعا، شئنا أم أبينا، أدركنا أم لم ندرك. النساء كثيرات، الرجال كثيرون، لماذا لا أجرّب أكبر عدد منهم أو منهن؟ لماذا أرتبط أو التزم طيلة حياتي بشريك أو بشخص أو بمذاق واحد؟

لكل إنسان نكهته الخاصة المميزة. لكل آخر صفات وعادات متباينة ومختلفة. في الحديث والشكل والمداعبة. لماذا لا أجرّب، لماذا لا أخوض تلك التجربة أو الخبرة أو المخاطرة أو المغامرة؟

>p <">
الفضول: هو شريك الشراهة، واحد أشهر وأول الأسباب التي دعت آدم و حواء للخروج من الجنة. رغم توافر كل شيء لهما. إلا أن الفضول غريزة أصيله. الفضول أمر رائع، وقاتل أيضاً، ولكننا مجبولون على الفضول، على الاستكشاف، على التورط مع أكبر عدد ممكن من الخبرات، مع الآخر.

” <في النهاية الشريك يكسب:
 
لكن؛ بالنهاية، وربما هنا الأخبار السارة، الشريك يكسب، خاصة حين نتقدم بالسن، أو ننضج، تتوطد أكثر بنفوسنا رغبة في الشريك، في الرفيق، في الصاحب، نحن بالنهاية حيوانات اجتماعية، كلما توغلنا بالعمر، كلما زادت حاجتنا الى رفقة، شراكة ثابتة، متينة، تعفينا من الحياة بمفردنا مع الوحدة، والحديث مع السقف أو الحائط، تنصت إلينا حين نتكلم، تهتم بنا حين نمرض، تحبنا على ما نحن عليه، حتى نهاية العمر.

>p <">ملاحظة: كافة المدونات تعبّر عن رأي كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (1)

  1. لايوجد حب حقيقي …. وعود…
    لايوجد حب حقيقي …. وعود كاذبه …. مشاعر مزيفه … علاقات مبنيه على المصالح الشخصيه .

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات