محمد صلاح العزب عن الحب والجنس

محمد صلاح العزب: الجنس مع الحب.. والجنس مع “الأسف”

تحذير: هذا المقال لا ينوي توجيهك إلى أن “الحب جميل”، ولا إلى أن “الجنس بدون حب رذيلة”، ولا إلى أي شيء أصلاً.

الحب في الأرض بعض من تخيلنا، كما يقول “نزار قباني”؛ أم أن الجنس في الأرض بعض من اختراعاتنا، لو لم نجد من نحبه لمشاركته إياه، لمارسناه مع أي شريك عابر؟

هل يرتبط الحب بالجنس أم أن للحب نقرة، وللجنس نقرات أخرى؟

لو كان المرحوم “ريختر” قد اخترع مقياساً للجنس كمقياسه للزلازل، هل كان مؤشره سيختلف عند ممارسة العلاقة العظيمة مع شريك محبوب عنها مع شريك “والسلام”؟!

“اسأل روحك”

كما تقول “أم كلثوم”، استرجع شريط ذكرياتك أمام عينيك، وقارن، وفكر، واشعر، ثم اسأل روحك:

هل يستوي الذين يحبون والذين لا يعشقون؟

هل أحسست أن مجرد “صيدة” عابرة سقطت في سريرك فجأة، أو صدفة، أو نزوة، أو تجربة، تساوي دفء فراش مستمد من دفء جسد تحب الروح التي تمرح بداخله؟

لا تدفن رأسك في الرمال، فنحن نعيش في مجتمعات “متخلفة”، لديها اضطراب في الحب، واضطراب في الجنس، فعندهم، كيف يجتمع الحب مع الجنس أصلاً، إذا كان الجنس مقيد بزواج لا يعرف الحب – إلا للقلة الناجية المحظوظة؟

من يمارس الجنس بدون حب؟

يموت الكثيرون في مجتمعاتنا دون أن يعرفوا أي شيء عن الحب إلا أغنيات “عبد الحليم حافظ”، ومن غير أن يفهموا ما هو الجنس رغم أن لديهم “أورطة عيال“.

تنبيه: هذا المقال لا ينوي اللعب على أفكارك، أو مشاعرك، أو رغباتك، ولا ينوي اللعب أصلاً.

العادي والطبيعي والمتعارف عليه حين ترد جملة “الجنس بدون حب”، أنها جملة مرتبطة بما تطلق عليه المجتمعات العربية “الرذيلة“، لكن مع قليل من التدقيق، يمكنك أن تدرك وتتخيل بشكل إحصائي أن “الجنس بدون حب” هو عنوان لما يحدث في الكثير جداً من البيوت العربية تحت مسمى “الزواج”، المنعقد على يد مأذون، وبورقة رسمية عليها نسر أزرق ينظر للجميع بسخرية واستعلاء.

الرذيلة المضاعفة أحياناً تكون في علاقة جنسية بين زوجين لا يحب كل منهما الآخر، فيتحول الأمر إلى جنس جماعي كما في قصيدة جيهان عمر:

“يغمض عينيه

يتخيلها امرأة أجمل

تغمض عينيها

تتخيله رجلاً يحبها

كان الأربعة في الفراش

هي وهو

والمرأة الجميلة

والرجل الذي يحبها

يعقدون أطراف الملاءة الملونة

كل طرف تمسكه يد

ربما يحتاجونها كمظلة

لحظة الهبوط من السماء

ولأن جرائم الخيال الكثيرة

القديمة والمخطط لها

تستطيع الابتعاد والتحليق

فلم يشيرا يوماً إلى الأمر”.

 

يقولون: أحب ما تعمل حتى تعمل ما تحب، فهل يمكن مد الخط على استقامته: أحب من تمارس معه الحب، حتى تمارس الحب مع من تحب؟

تنويه: كاتب هذا المقال يحب التأكيد على أنه لا يملك أي حقيقة مطلقة.. ولكنه فقط يفكر معك.

القلة المحظوظة والثلة المنكوبة

لا تكن طموحاً جداً؛ إذا توافر الحب، فاحمد الله، وإذا توافر الجنس فقبل يدك وجهاً وظهراً.

أما إذا كنت من المحظوظين القلائل ممن اجتمع لديهم الحب مع الجنس ف”داري على شمعتك”، واعلم أنه إذا كان أقل من 3% من سكان العالم يمتلكون 97% من ثروات العالم، ويعتبرون هذا ثراء، فأنت من نسبة تكاد تساوي الـ3% ممن اجتمع لهما الحسنيين.

أما الأعزاء الذين يبحثون عن حب مفقود، ومن يعيشون على أطلال عشق بائد، ومن يفرغون طاقاتهم في العادة السرية، ومن يمارسون الحب مع دمى بلاستيكية، وأعضاء كاوتشوكية، ومن يعيشون أبد العمر مع أزواج وزوجات لا يطيقون رؤية وجوههم في الصباح، فربما يتغير الأمر يوماً ما، على هذا الكوكب التعيس، أو في عالم آخر أكثر رحابة، ومتعة، وعاطفة، وربما لا يتغير الوضع أبداً، هذا هو الواقع، مع الأسف.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (1)

  1. مقال حقيقي جداً جداً. أشكرك…
    مقال حقيقي جداً جداً. أشكرك علي المقال انا وجدت كل اللي عايزة اقوله مع بعض فحتة واحدة.

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات