أختي تغار مني
Wikimedia Commons

أختي تراقب تحركاتي

لي أخت أكبر مني تراقبني وتتحكم بحياتي. ازدادت مشكلتي معها بعد تعرفي على هذا الشاب – فهو في بعض الأحيان يطلب رؤيتي ويأتي لاصطحابي من العمل.

أنا في منتصف العشرينيات ولا أستطيع التحكم في حياتي. كل يوم، بعد العودة من العمل، عليّ تقديم تقرير: أين كنت! لماذا تأخرت! مع من كنت!

عائلتي تتنصت على مكالماتي وهذا أصابني بخوف شديد وأتلف أعصابي تصل لدرجة أن يديّ ترتجفان.

لي أخت أكبر مني هي من تحرضهم وهي تراقبني جيداً وتخبرهم بتفاصيل تحركاتي. 

 ازدادت مشكلتي معها بعد تعرفي على هذا الشاب. فهو في بعض الأحيان يطلب رؤيتي، ويأتي لاصطحابي من العمل. عندما أكون معه تتصل بي أختي أكتر من مرة، مع أنه تكلم معها ومع أهلي.

في البداية، هي من شجعتني على التقرب منه. وقتها كنت لا أهتم به وهو كان يلاحقني. 

كنت مخطوبة وقتها إلى شخص آخر وكنت على وشك الزواج.

أختي كانت تحرضني ضد خطيبي حتى قمت بفض العلاقة. ثم شجعتني على التعرّف على هذا الشاب والآن تقول لي أن الأول كان أفضل من هذا. أخذت أشك أنها ربما تحب الثاني.

أشعر أني في دوامة لا أستطيع الخروج منها.

أرجوكم! لماذا تتصرف معي هكذا؟ أنا الآن أكتب وأنا أشعر بضيق. الكلام الذي سمعته منها ومن أهلي جرحني كثيراً. أصبحت أقول أنا لا أريد الزواج إطلاقاً.


عزيزتي ذات الأيدي المرتجفة

هناك نظرية ملخصها أننا نعطي القوة للآخرين ليتحكموا بنا. نحن من نعطيهم القوة لكي يؤذوننا. يمكننا في أي وقت أن نأخذ هذه القوة منهم.

لقد أعطيت أختك القوة لإيذائك عندما سمحت لها بالتدخل في حياتك وبمعرفة تفاصيل حياتك الشخصية وبالتسلط على رأيك ومشاعرك. نفس الكلام ينطبق على عائلتك وموافقتك على الخضوع لتدخلهم غير المبرر في حياتك.

أنت لست مراهقة في عمر الرابعة عشر … أنت شابة بالغة بحكم القانون والمجتمع … أنت شابة متعلمة ومستقلة مادياً – إلى حد ما – بحكم وظيفتك.

أنت شابة تعرف الحب وتتطلع للمستقبل ولديها حلم الزواج والإنجاب. هذه حياة شابة ناضجة وليست حياة طفلة تخضع لقرارات أختها وعائلتها.

نصيحتي الأولى لك هي:

أن تثقي بنفسك وهذا موضوع يساعدك على استعادة ثقتك بنفسك

الحياة مرة أخرى
Pixabay

نصيحتي الثانية لك هي:

أن تضعي حدوداً واضحةً وصريحةً لمن حولك وألا تسمحي لأحد بالتعدي على خصوصيتك أو أفكارك أو تصرفاتك. كل المطلوب منك هو التدرب على استخدام كلمة “لا“!

لا لن أقبل … لا لست موافقة … لا لأني لا أسمح.

نصيحتي الثالثة لك هي:

عدم الهروب من أزمتك الأسرية بالزواج! لا تتزوجي إلا وأنت متأكدة تماماً أن هذا الشخص شريك ورفيق وليس مجرد ملجأ أو مخرج من أزمة.

نصيحتي الرابعة لك هي:

أن تبحثي عن شغفك في الحياة … هواياتك … مهاراتك … نقاط قوتك … أحلامك المهجورة … أريدك ألا تتحولي إلى ترس في ماكينة يومية لأن هذا يضعفك ويشعرك وكأنك فأر في المصيدة.

نصيحتي الخامسة والأخيرة لك هي:

التحرر من الخوف من الوقوع في الخطأ. نحن لا نتعلم إلا من خلال تجاربنا السيئة قبل تجاربنا الحسنة. لا تخافي أن تتحرري من أسر أسرتك وأن تستكشفي العالم بمفردك. سوف تخطئين وسوف تتعلمين وسوف تنضجين وسوف تشعرين بالفخر تجاه انتصاراتك الصغيرة.

البدايات دائماً صعبة!

لكن إن لم يتغير وضعك في المنزل سوف تزداد معاناتك وسوف تهتز ثقتك بنفسك لدرجة الإعاقة، وقد تقبلين بالزواج بأي شخص هرباً من سجنك لتجدي نفسك في سجن جديد مع سجان مختلف وتضيع فرصتك الحقيقية في الحياة.

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (3)

  1. ولا تعطي سرك لحدا مهما كان…
    ولا تعطي سرك لحدا مهما كان حتي لو كانت اختك

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات