لا للعنف ضد المرأة
الحب ثقافة

مُعتقل الزوج السادي: أحد أوجه العنف ضد المرأة

ماذا تفعل زوجة الرجل السادي؟ هل من حق الزوج المطالبة بقطع وتشويه الأعضاء التناسلية لزوجته باسم الطهارة؟ كيف تتعامل الفتاة مع العنف الأسري؟ للعنف ضد المرأة أوجه كثيرة، والاعتراف بها أول خطوة لمناهضته.

معتقل الزوج السادي

ما عندناش قانون اغتصاب زوجي، أنتِ اللي هتتفضحي

“بيحب يؤلمني وبيعورني وجسمي كله كدمات. كرهته وكرهت علاقتي الزوجية معاه”، هكذا عبرت “هدى”، عن سادية زوجها الذي كان يتلذذ بتعنيفها وضربها لإقامة علاقة جنسية معه.

حلمت الفتاة العشرينية بحضن دافئ وأجواء رومانسية عندما تتزوج. تحول حلمها إلى كابوس وكأنه تعيش في معتقل للتعذيب.

استمتع السجان بتعذيب سجينته وتفنن في أساليب العقاب والثواب وانتهاز الفرص لأي مشكلة زوجية حتى يطالب بمعاقبتها. هكذا كان يشبع نزعته السادية بكل أريحية.

تقول “هدى” باكية، “جوزي شخص عدواني وسادي، دايماً بعد أي علاقة يعمل مشكلة عشان أصالحه، ولما أجي أصالحه، يقولي هضربك، في الأول خدت اللي قاله على إنه لعبة وتغيير، ومكنش الموضوع بزيادة كانت ضربتين صغيرين كدة ومن غير ألم كبير، بس الظاهر إني خليته ياخد على الموضوع لدرجة أنه بيعورني وبيعذبني بطرق بشعة”.

لجأت إلى عائلتها. رفضوا رفضاً قاطعاً تطليقها.

“جوزك وهو حر فيكي واللي ملكك ملكه حتى جسمك”

باتت حياتها جحيماً: “مرة رفضت ينام معايا. ضربني بتوكة الحزام. فتحلي حواجبي وعيني كانت هتضيع. خدني غصب. رحت المستشفى قلت للدكتورة اثبتيلي تقرير طبي عشان أعمل محضر. رفضت. قالتلي هتقوليلهم إيه؟ ما عندناش قانون اغتصاب زوجي، أنتِ اللي هتتفضحي”.

قطع وتشويه الأعضاء التناسلية “الختان” بأمر الزوج

فجأة لقيت جوزي بيقول لي إنه مخبي عليا حاجة مسببة له قرف من ناحيتي

أراد أهل “شمس” إجراء عملية ختان لها وهي بعمر الخامسة عشر. أتت لوالدتها بالكثير من الفيديوهات لأطباء مشهورين عن أضرار قطع وتشويه الأعضاء التناسلية المختلفة. نجحت “شمس” في إقناع أهلها وظنت أنها من الناجيات.

“ماما اقتنعت لما حست إني مصممة، وقالت هي حياتك وأنتِ حرة فيها. بابا طبعاً كان معارض ونفسه أعمل العملية. في النهاية ماحصلش”.

تزوجت “شمس” وكانت المفاجأة: “بعد الجواز كانت حياتي عادية والجنسية كمان كانت ماشية كويس. فجأة لقيت جوزي بيقول لي إنه مخبي عليا حاجة مسببة له قرف من ناحيتي، وهي إن بسبب كوني مش مختنة فمظهر عضوي التناسلي مش مريح له ومسبب له حالة قرف، وقال لي باللفظ “حاسك زي صاحبي”.

وقعت كلماته الجارحة على مسامع “شمس” وأفقدتها توازنها. بترت جزئاً من جسدها إرضاءً لزوجها.

“بعدها تعبت وحصل لي نزيف. كنت هموت. من ساعتها وأنا بكره جوزي وبكره جسمي وبكره إني ست وبكره العلاقة الجنسية. حسيت إننا، كستات، سواء بنعمل ختان أو ما بنعملش، في الأول والآخر، عشان نرضي راجل أكتر ما نرضي نفسنا. كفاية القهر والوجع”.

مات إحساسها بالجنس
الحب ثقافة

كاسر عينها بقرشه

حاولت “هند” الانتحار أكثر من مرة. “الحوجة وحشة” هكذا عبرت “هند” عن حياتها مع زوجها.

“أنا محتاجة له مادياً، ما ليش مصدر رزق غيره، بيصرف كويس وكاسر عيني بالقرش وأنا أمي متوفية وأبويا على قد حاله. يعنى لو فكرت اتطلق هروح فين بالعيال وأنا عندي منه أربعة؟”.

على الرغم من خياناته المتعددة وضربه المبرح لها وتكرار طرده لها، لم يكن أمامها إلا محاولة الموت أو محاولة العيش كما يقول المثل “ضل الراجل ولا ضل حيطة”.

اكسر للبنت ضلع

نشأت “سلمى” في بيت يؤمن بضرب البنات لإصلاحهن وبكسر ضلوعهن لتستقيم نشأتهن.

كانت “سلمى” في الثامنة عشر من عمرها حينما أقدمت على الانتحار هرباً من اعتداءات الأب والأخ المتكررة.

“كأني مش بنتهم وكأن ذنبي الوحيد أني بنت”

“أخويا دايماً بيضربني وبيبهدلني لمجرد تأخيري بره البيت في الجامعة أو في الخروج، وأما بحاول أبعد عنه بابا بيكمل عليا”.

عن قصة انتحارها تقول سلمى، أنها رفضت الزواج من صديق أخيها. أرادت أن تكمل تعليمها وأن تحصل على وظيفة وتستقل مادياً. تحولت حياتها إلى سجن يتكرر فيه الاعتداء عليها بالضرب والسباب.

قررت إنهاء حياتها وابتلعت شريطاً كاملاً من المضاد الحيوي، “كنت هموت وضغطي وطي وجسمي تلج. لحقوني بغسيل المعدة ورجعت لذل أكتر من الأول ومراقبة مستمرة. يا ريتني نجحت في الموت”.

العنف الأسري
الحب ثقافة

معاً لمناهضة العنف ضد المرأة

وفقاً لأخر إحصائية للمجلس القومي للمرأة عام 2016،

نحو 1.5 مليون امرأة مصرية تتعرض للعنف الأسري سنوياً. 70% منهن بسبب حالات الاعتداء الزوجي. 20% من حالات العنف من الآباء تجاه بناتهم، و10% من الإخوة.

كما أعلن المجلس القومي للمرأة بأن نسبة السيدات المتزوجات اللاتي تتعرضن للعنف الجسدي بلغت 40% وهي نسبة صادمة وتزداد بشكل غير طبيعي.

أعلن كذلك أن حوالي مليون ونصف جنيهاً تنفق سنوياً لعلاج الزوجات ضحايا العنف في المستشفيات بسبب الضرب والكسور والعاهات المستديمة، وأن 90% من هؤلاء النساء يعالجن نفسياً بسبب تعذيبهن جسدياً ونفسياً.

أظهر المسح الديموغرافي الذي أجراه مؤخراً الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن العنف في عام 2016، بتعرض حوالي 46% من النساء ممن سبق لهن الزواج لشكل، أو أكثر، من أشكال العنف من قبل الزوج.

43% منهن تعرضن لعنف نفسي. 32% تعرضن لعنف بدني. 12% تعرضن لعنف جنسي.

كما أظهرت نتائج المسح أيضاً عن تعرض حوالي 18% من النساء لعنف بدني أو جنسي منذ بلوغهن سن 18 سنة من قبل أفراد العائلة أو البيئة المحيطة.

17% ذكرن أنهن تعرضن للعنف البدني، و2% تعرضن للعنف الجنسي.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات