التحرش الجنسي على النت
Pexels

التحرش الإلكتروني … كيف تتغلبين على “الزومبي”؟

مجرد وجودك “كأنثى” على الإنترنت يجعلك مستهدفة من أفواج “الزومبي”، ويمتلئ صندوق رسائلك بمحادثات متطفلة، بعضها صوراً إباحيةً. ما هو التحرش الإلكتروني؟ وما هي أشكاله؟ وكيف تتصدين له وتحمين نفسك منه؟

التحرش الإلكتروني وباء سام يطارد الفتاة العربية يومياً، إلى جانب المضايقات والانتهاكات التي تقابلها في العمل أو الدراسة أو المواصلات.

مجرد وجودك “كأنثى” على الإنترنت يجعلك مستهدفة من أفواج “الزومبي”، ويمتلئ صندوق رسائلك بمحادثات متطفلة، بعضها صوراً تخدش الحياء، أو عباراتً إباحيةً.

تتلقين أحياناً رسائلاً تضايقك، بعضها يحتوي على تهديدات، وأخرى بغرض التعارف، فتجعلك متوترة عند التعامل مع الإنترنت.

ما هو التحرش الإلكتروني؟ وما هي أشكاله؟ وكيف تتصدين له وتحمين نفسك منه؟

التحرش الإلكتروني … ليست الرسائل فقط

لا يختلف التحرش الإلكتروني عن ذلك الذي يطاردك في الشارع؛ هو كل تصرف يتعمد مضايقتك لمجرد أنك أنثى، تلميحاً أو تصريحاً، ويشعرك بعدم الراحة والأمان.

يبدأ التحرش الإلكتروني من نوع التعليقات الجنسية، والشتائم التي تستهدفك لأنك أنثى، إذا علقتِ في الصفحات العامة والمنشورات المفتوحة، ويتميز بالعنف والإيذاء المباشر.

يتطور التحرش الإلكتروني إلى الرسائل الجنسية، والتي تحتوي على عبارات خادشة، أو صور عارية، أو فيديوهات خليعة، الغرض منها مضايقة من تتلقاها.

العروض الجنسية الصريحة أيضاً تعتبر أحد أشكال التحرش الإلكتروني.

فيها يلجأ المتحرش لعرض المال أو إغراء ضحيته بقدراته الجنسية، أملاً في أن تستجيب له، أو لإثارة غضبها وإشعارها بالإهانة.

يصل التحرش الإلكتروني لأوقح صوره عند ابتزاز الضحية بصور إباحية تم تركيبها لها، أو تهديدها بذلك، لتدمير حياتها الأسرية والشخصية.

غالباً ما يكون هدف التحرش الإلكتروني إشعارك بالضيق، أو إهانتك، أو الانتقام منك، خصوصاً إذا كان لك خصوم وأعداء يرغبون في تكدير أوقاتك.

قد يكون هدف المتحرش العثور على فتاة ترضي احتياجاته، أو مجرد التسلية من شخصٍ مريض عاجز عن التفكير السليم واحترام الآخرين.

التحرش الإلكتروني الناعم … للخطورة وجه آخر

يبتكر المتحرشون في كل يوم أساليباً جديدةً للإيقاع بضحيتهم، وإذا كان بعضهم يعمد للوقاحة، فهناك آخرون يفضلون النعومة.

أشهر أشكال التحرش الناعم هي الإلحاح في طلب التعارف، ومطاردة الفتاة بالتعليق على صورها، والإعجاب بكل ما تنشره أو تكتبه، ومحاصرتها بعبارات الغزل.

يتطور التحرش الناعم أحياناً لعروض الزواج والارتباط، لتقبل الفتاة منحه فرصة التقرب منها، والحصول على المزيد من معلوماتها الشخصية.

قد يلجأ المتحرش لإرسال عروض عمل مغرية للغاية، وبرواتب مرتفعة جداً، للفت انتباه ضحيته واللعب على وتر الطمع في نفسها.

يركز المتحرش الناعم على معرفة مكان ضحيته، ويرغب بأي شكل في الحصول على معلومات تقوده إليها، مثل موقع عملها، وعنوانها ورقم هاتفها.

من أهم علامات التحرش الإلكتروني الناعم إلحاح المتحرش على مقابلتك على أرض الواقع

أو التواصل معك هاتفياً، وبحجج واهية، وغالباً ما تتحول كل هذه النعومة إلى شراسة وشتائم وقحة إذا تصديت له بحزم وطلبتِ منه عدم مراسلتك.

هل “ممكن نتعرف” تعتبر تحرشاً؟

لا تخلو صناديق رسائلنا كفتيات من عبارة “ممكن نتعرف؟“، والتي غالباً ما نقابلها بعنف باعتبارها لون من ألوان التحرش، بالنظر لتجاربنا المريرة الكثيرة.

على الجانب الآخر، يشكو كثير من الرجال من التشهير بهم لمجرد إبداء اهتمامهم بفتاة، وطلبهم التعرف إليها بكل أدب، ومقابلتهم بـ”سكرين شوت” مشفوعة بالشتائم.

فهل الرغبة في التعارف تعتبر تحرشاً؟

الحقيقة أن التعارف هو أول أهداف مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تكفل لنا التعرف على أشخاص يشاركوننا اهتماماتنا ويقدرون تجاربنا، وقد يصبحون من أعز الأصدقاء.

لا يمكننا اعتبار “ممكن نتعرف” تحرشاً فعلاً إلا إذا دخلت في نطاق الإلحاح المزعج، ولم يتوقف صاحبها حتى ولو اعتذرتِ له وأخبرته بعدم اهتمامك.

غير هذا يمكنك قبول رغبة الآخرين في التعرف عليك إذا أردتِ، أو تجاهل الرسالة إذا لم تكن بك طاقة للاعتذار المباشر.

في كل الأحوال لا داعي للتشهير بمن يريد معرفتك، فقد يكون حسن النية.

أمَّا إذا أبدى تصرفاً وقحاً فإليك الحل.

الحماية من التحرش أونلاين
Pixabay

كيف تحمين نفسك من التحرش الإلكتروني؟

مهما كان السبب الذي يدفع شخصاً ما للتحرش بك، فالضرر النفسي الواقع عليك يستوجب أن تتخذي إجراءً حاسماً لحماية نفسك ورد اعتبارك.

هناك مجموعة إجراءات أساسية تحجب كثير من المتحرشين عنك، يجب أن تنتبهي إليها:

1. ضبط إعدادات الخصوصية في مواقع التواصل الاجتماعي لإخفاء بياناتك المهمة، مثل رقم هاتفك، وعنوان عملك وبيتك ومكان دراستك.

2. الحرص من الحسابات الوهمية التي تحمل أسماء مثل “عاشق النساء” و”أمير الوسامة”، فهي حسابات لا توحي بالثقة وكثير من مستخدميها متحرشين ومتنمرين إلكترونيين.

3. تجنبي مواقع التعارف والزواج، فنسبة كبيرة من مستخدميها الرجال يعتقدون أن المتعاملات معها من الفتيات مجرد “صيدة سهلة” تنتظر القنص.

4. تجنبي الرسائل الجنسية مع شريكك مهما كنتِ تثقين فيه، فلا تدرين كيف ستكون علاقتك به مستقبلاً، كما لا تضمنين اختراق حساب أحدكما وسرقة الصور.

5. لا تتركي صوراً تسبب لك المشاكل على هاتفك، حتى لا تتعرضي لكارثة إذا سُرق منك.

6. الجئي لمباحث الإنترنت! أغلب دول العالم تُجرم التحرش الإلكتروني وتعاقب من يرتكبه بعقوبات رادعة.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (4)

  1. اناتعرضت لي التحرش الاكتروني…
    اناتعرضت لي التحرش الاكتروني من بنت وليس ولاد وكانت هدي البنت
    تبعت في صور حقيرة جدا

    1. لدي أخت تكلم. شخص اسمه يوسف…
      لدي أخت تكلم. شخص اسمه يوسف وقد اتت بة الى المنزل وهي تكلمة منذ فترة لاتتجاوز السنتان وقد حاولنا منعها ولاكن لا فائدة .
      وامي كانت كل مره تعرف بهاذا الامر تنهار ثم اصبح الامر بالجلطات واخواني لديهم مشاكل نفسيه بسبب هاذا منها التوحد والقلق الهستيري الاكتئاب الانفصام الخفيف

      1. مرحباً نسايم، لم نفهم ما هو…

        مرحباً نسايم، لم نفهم ما هو وجه الإعتراض على الشخص بالتحديد؟ هل هو غير مناسب؟ أم أن أختك صغيرة في السن؟ أم أنه بدون أخلاق أو سبب لها أي أذى؟

        برجاء التوضيح حتى نتمكن من مساعدتك.

        فريق التحرير

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات