• الممارسة الحميمة
• أشكال الممارسات الحميمية

لماذا لا نفصح لشريكنا عن خيالاتنا الجنسية؟

By andrewkillen on 2020-03-272022-02-17

رغم حميمية العلاقة بين الشريكين أو الزوجين، إلا أن البعض يخجل من الإفصاح عن خيالاته الجنسية إلى شريكه. كيف يمكن تجاوز ذلك؟ وكيف نستفيد من الخيالات الجنسية لإثراء العلاقة؟

من أصعب المشكلات التي تواجه الشريكين هي الشعور بعدم الرضا الجنسي، ويدخل ضمن ذلك امتلاك أحدهما، أو كلاهما، خيالات جنسية غير معبَّر عنها في العلاقة.

واحدة من الأفكار المغلوطة عن الخيالات الجنسية أنها ذاتية جداً ولا ينبغي مشاركتها، إذ يمكن أن يقتصر الأمر على استغلالها لممارسة العادة السرية.

ولكن العكس هو الصحيح، يمكن أن تزداد المتعة الجنسية كلما صرحنا بهذه الخيالات الجنسية إلى الشريك وحولناها إلى واقع جنسي.

يمكن أن نُعرِّف الخيالات الجنسية بأنها إدراك عقلي واع حيناً ولا واع حيناً آخر، فهي مجموعة من الرغبات الجنسية التي تأتي على شكل صور تربط بين شخصين أو أكثر وتملك قيمة ملهمة مثيرة، إذ تسمح للفرد بإثارة غرائزه الجنسية مع إمكانية السيطرة عليها.

وتعد فكرة السيطرة عليها واحدة من المعايير الهامة التى تفرق بين ما هو سوي وما هو اضطراب.

اقرأ المزيد: الخيال الجنسي.. متي يكون طبيعياً

من أكثر الحالات التي لن أنساها كانت زوجين ترددا على العيادة، وتمثلت إحدى مشاكلهما في عدم التوافق الجنسي.

وعندما فُتح الحديث في هذا الملف في جلستي المنفردة مع كل منهما، ذكرا وجود خيالات جنسية يخجلان من التعبير عنها.

المثير في الأمر أن السيدة كان لديها خيال جنسي حول سيطرتها على العلاقة الجنسية وإصدارها للأوامر، والرجل كانت لديه رغبة في الخضوع وتلقي الأوامر.

ورغم أن خيالاتهما الجنسية تضمن التوافق بينهما، إلا أن ما يمنعهما من التصريح بها هو معرفتهما بأن تلك الخيالات تناقض شخصيتيهما الواقعية، فالرجل في حياتهما العادية يميل إلى التسلط وإصدار الأوامر.

لذلك أخذ الموضوع وقتاً طويلاً ليصرحا لي بمشكلتهما الحقيقية.

الذكاء الجنسي

بخلاف هذه الحالة، توجد عوامل كثيرة أسهمت في عدم التعبير عن الخيالات الجنسية، منها الوصم الذي يُضفى على هذا النوع من الخيالات، إذ يعتبرها البعض اضطراباً.

والأمر ليس له علاقة بالمرض النفسي، كما قلنا، ما دمنا قادرين على السيطرة عليه في الواقع. بل يعد متنفساً لتقليل التوتر وزيادة التواصل بين الشريكين والوصول لمتعة جنسية أعلى.

أيضاً من العوامل التي تعيق مشاركة الخيال عدم وجود ثقافة التواصل اللفظي الجنسي للتعبير عن الاحتياجات الخاصة بكل طرف، والخجل من ذلك ووصمه بالانحراف عن المألوف.

نادراً ما يتم الإفصاح عن الاحتياجات الجنسية الأساسية بين الشريكين وبالتالي فمن المتوقع عدم الإفصاح عن الخيالات الجنسية.

وذلك على الرغم من أن كثير من الدراسات تشير إلى أهمية التعبير عن الخيالات الجنسية ودورها في زيادة وعيك بذاتك ومعرفتك بشريكك وتعميق العلاقة بينكما، والاهتمام بتلبية الاحتياجات الجنسية المختلفة لكل منكما، ومن ثم زيادة التواصل ونجاح العلاقة.

أيضاً سنجد النساء هن الأكثر تحفظاً في التعبير عن خيالاتهن الجنسية للشريك خوفاً من البطش بهن، فلديهن ميراث طويل من التابوهات الاجتماعية حول الجنس وتعد الخيالات أمراً غير قابل للمناقشة أو الإفصاح عنه.

وفي هذا السياق يمكن التحدث عن “الذكاء الجنسي” باعتباره مؤشراً هاماً يحدد مدى قدرة الفرد على التعبير عن الخيالات الجنسية لشريكه.

ويمكن أن نعرف الذكاء الجنسي بمنتهى البساطة بأنه قدرة الفرد العقلية على الوصول لحالة من النشوة والرضا الجنسي.

ولا يرتبط الذكاء الجنسي بقدرة الإنسان الجنسية الفعلية أو بتقدمه في العمر، بل يعتمد على مدى قدرته على الاستفادة من موارده الجنسية إن صح التعبير، والوصول إلى أعلى درجات الرضا الجنسي.

ويمكن القول إن الأفراد الذين يستطيعون التعبير عن خيالاتهم الجنسية لشركائهم هم الأكثر ذكاء جنسياً، وبالتالي هم الأكثر رضا، وينعكس ذلك على علاقاتهم بالشريك.

استمتعا بالخيال

دعونا نتحدث في باقي المقال عن خطوات تمكننا كشركاء من الإفصاح عن خيالاتنا الجنسية.

وأولى هذه الخطوات هي مراجعة تصوراتنا الذاتية وأحكامنا المسبقة عن هذه الخيالات.

يمكن أن أسأل نفسي بشكل واضح ومحدد: “ما الذي يعنيه أن يكون لدي خيالات جنسية؟”

يجب أن أكون منطلقاً/ة من حقيقة أن هذه الخيالات ليست حالة مرضية وأنني بمنتهى السهولة يمكنني التحكم فيها وإدارتها.

ومن الأسئلة التي يمكنني مناقشتها مع نفسي أولاً هي: “ما الذى سيحدث إذا أفصحت عن هذه الخيالات للشريك؟” في هذا السياق اكتب/ي كل ما تلقيته من مصادر تنشئتك الاجتماعية عن الجنس وناقش/ي مع ذاتك كيف وصلت لهذا الوصم للخيالات الجنسية.

هدفنا من هذه الخطوة أن نشعر بالتحرر والرغبة في الإفصاح عن هذه الخيالات للشريك/ة.

ثاني هذه الخطوات هي مناقشة الشريك في أهمية التحدث عن الخيالات الجنسية ومراجعة الخطوة الأولى معه.

يجب أن تناقشا معاً أهمية التعبير عن هذه الخيالات وأثرها على علاقاتنا، وأن يكون لدينا المساحة الكافية لمناقشة تخوفاتنا من عدم التعبير عن ذلك، ومراجعة المعلومات المغلوطة بقراءة معلومات سليمة ومقالات حول الأمر.

ويرتبط ذلك بقدرتنا على مناقشة وضعنا الجنسي كل فترة وتقييمه.

يخشى معظم الشركاء الإفصاح عن مدى رضاهم الفعلي عن العلاقة الجنسية خوفاً من فقدان العلاقة نفسها.

وفي هذه الخطوة يجب أن يشعر كل طرف أنه حر في مناقشه خيالاته الخاصة، مع احتفاظ كل طرف بحقه في رفض تنفيذ هذه الخيالات. فالحديث عنها ليس إلزاماً لأي طرف بتنفيذها.

العلاقة الجنسية قائمة أساساً على التراضي في جميع ممارساتها.

كما أنه لا يحق لأي طرف ابتزاز الطرف الآخر عاطفياً وإشعاره بالذنب من جراء عدم تنفيذه لهذه الخيالات.

وينقلنا هذا إلى الخطوة الثالثة والأخيرة، وهي تلقي المساعدة المتخصصة من معالج نفسي متخصص في العلاقات الجنسية إذا تطلب الأمر ذلك.

لأن الخطوة السابقة تضعنا أمام حقيقة مدى رضانا الفعلي عن الجنس مع الشريك، والمحاولات الذاتية في هذا الإطار قد تعجز عن تحقيق الإشباع، وبالتالي يسود الشعور بعدم الرضا.

وهنا يكون هناك اختيارين أحدهما إنهاء العلاقة، والآخر هو استشارة متخصص.

وللأسف يتسرع الكثيرون في إنهاء العلاقة بدلاً من تلقي المساعدة.

الخيالات الجنسية واحدة من مصادر المتعة في العلاقة الجنسية والتي تساعد على الوصول للنشوة وتخفيف التوتر، ويمكننا أن ننصح بها في هذا التوقيت العصيب الذي نمر به جميعاً من جراء ما يشهده العالم من وباء الكورونا، والذي يجعلنا أكثر قلقاً وتوتراً سواء مادياً أو صحياً أو نفسياً.

وبالتالي فنحتاج لتخفيف هذا التوتر بقضاء وقت حميمي يتميز بدرجات مرتفعة من المتعة غير التقليدية. واعترافنا بهذه الخيالات والإفصاح عنها لشركائنا قد يحقق لنا ذلك.