فمنذ زواجنا قبل ثمانية أشهر، لم نُمارس الجنس سوى خمس مراتٍ . أنا لا أفهم! لقد حاولت فعلاً كل شيء: من ثوب النوم المثير ليلاً، إلى المداعبات الصباحيّة الباكرة، ولكنّ شيئاً لم ينفع، حتّى أنّني لا أقرأ في عينيْه أيّ رغبة جنسيّة تجاهي.
مع ذلك، هو يُظهر لي الكثير من الحب ويردد دائماً أن حبّنا طاهر ومقدس، لكن كل هذه الكلمات المعسولة لم تعد تطمئنني. لقد بدأت أشك بنفسي وبه، وبطبيعة حبّنا.
حتّى بدأتُ الظن أنه لا يرغب بي وأنه تزوجني خوفاً من الوحدة. حرماني وشكوكي تجعلانني عدائيّة وتُبعدانني عنه شيئاً فشيئاً. أنا حقاً لا أعرف كيف عليّ أن أتصرف". عزيزتي ،معظم المشاكل الزوجيّة، بما في ذلك الجنسيّة، تعود إلى مشكلة في التواصل بين الزوجيْن، ولكن عليك مقاربة الموضوع برقّة كي لا يشعرزوجك بدونية، وبأن رجولته مشكوك بها. حدّثيه عما يدور في بالك، وعذاباتك.
فإنْ كان يُحبّك فعلاً، سيُصغي إليكِ. حاولي أن تفهمي منه ماذا تعني له العلاقة الجنسيّة: هل الجنس والحبّ متناغمان عنده؟
يبدو لي أن زوجك مُحافظ جدّاً، ورغبته قد توقفها مثلاً تعاليمه الدينيّة أو تربيته الصارمة، اللتين تجعلان من العلاقة الجنسية ذنباً نقترفه.
هل يشعر بالرغبة عامةً؟ هل يستمني بمفرده؟ ماذا عن تجربته الجنسيّة؟ هل كانت لديه تجارب مع نساءٍ أخريات؟
إذا كانت الإجابة نعم، هل كان يشعر تجاههنّ بالرغبة الجنسيّة؟
قد يكون شريكك لا خبرة له في هذا المجال، ويخاف أن لا يكون على المستوى الذي تطلبينه منه.
هل عنده صعوبات جنسيّة؟ هل يخشى من عدم الانتصاب، أو أن يقذف بسرعة؟ فالخوف كفيلٌ بمفرده أن يوقف الرغبة الجنسيّة.
تحدثي معه أيضاً عن مفهومه للذة: هل يشعر باللذة خلال العلاقة الجنسيّة؟ هل هو بحاجة إلى إستيهامٍ معين حتّى يبلغ الذروة؟
ابحثي معه أيضاً عن الأسباب العضويّة أو المسبّبات الطبية. هل يأخذ مثلاً علاجاً معيّناً؟ فبعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب، يكون لها أثراً مُدّمراً على النشاط الجنسيّ، من دون أن ننسى أنّ الانهيار العصبي بحدّ ذاته يُدمر الرغبة.
اسأليه إن كان يرغب في استشارة الطبيب. فبعض الاضطرابات الهرمونيّة كنقص هرمون "التستوستيرون" أو إرتفاع هرمون "البرولكتين" يكبُتان الرغبة الجنسيّة عند الرجال.
كما تلاحظين، فإن الإحتمالات كثيرة ومُتعدّدة، بعضها عضوي وبعضها نفسيّ صرف. فبعد مناقشة الموضوع معهُ، عليكِ استشارة اختصاصيّ، فرأيه هو أفضل وسيلة للحصول على تشخيصٍ واضح.
في حال لم يوافق على التحدّث معه، وإذا لم يعترف بوجود مشكلة، قد يكون من الصعب عليه مجابهة مشكلته لا سيما إذا كانت جنسيّة. ولكن من الممكن أيضاً أن يكمن وراء هذا الرفض أسباب أخرى لا يريد التحدث عنها، كـالخيانة الزوجيّة أو حتّى المثلية الجنسية. من أجل حوارٍ سلس:
- قبل المباشرة بالحوار، ركبّي كلماتك وجُملك، واختاري من بينها الأفضل حتّى تتجنّبي الكلمات الجارحة التي تجابهينه بها.
- أصغي إليه. فالإصغاء ضروري وأساسيّ لانفتاح الشريكيْن. خذي وقتك في سماعه حتّى النهاية. فقد يعترف لك بسرّ هواجسه، التي قد تدخل حياتكما الجنسيّة.
- اجعليه مطمئناً. أرفقي جُملك بكلماتٍ ناعمة، وذكرّيه دائماً بأنّك تحبّينه أكثر من أيّ شيءٍ آخر في العالم.
- قدّمي له لحظاتٍ من الحنان غير متوقعة، وتكرّمي عليه "بشيكات" من الغرام يصرفها كما يشتهي.
- استفيدي من الأوقات الحميميّة وغير الجنسيّة، حتّى تنّمي تواصلاً ناعماً ومطمئناً.