عدم الإنجاب
Shutterstock

لا ننجب.. ماذا نفعل؟

الإنجاب حلم العديد من الأزواج، ولكن قد تعيقه بعض الأسباب. هذا ليس مبرراً لليأس، إذ توجد العديد من الحلول الطبية لتحقيق هذا الحلم.

مرّ أكثر من عام ونحن نمارس الجنس ثلاث مرات أسبوعياً دون استخدام أي وسائل لمنع الحمل، ورغم ذلك لم ننجب! فماذا نفعل؟

بعض الأزواج يرغبون في الإنجاب، ورغم ممارسة الجنس بانتظام ودون موانع، لا يحدث الحمل بشكل طبيعي. هذا ما يطلق عليه تأخر الإنجاب.

توجد عدة أسباب تؤدي إلى تأخر الإنجاب.

قد يكون سبب من عند الزوج، والأكثر شيوعاً هو:

  • نقص عدد الحيوانات المنوية أو ضعف حركتها
  • وجود تشوّه في شكلها بما يعيق حركتها وقدرتها على مواصلة الرحلة الشاقة من الخصية إلى الرحم واختراق البويضة لإخصابها
  • عيوب السائل المنوي

 

والأسباب السابقة هي الأكثر شيوعاً.

  • وجود بعض الأمراض مثل التهابات الخصية أو بعض الأورام
  • وأحياناً دوالي الخصية الشديدة.

 

وقد يكون سبب تأخر الإنجاب من عند الزوجة، مثل:

  • مشكلات التبويض، وهي الأكثر شيوعاً
  • تكيّس المبيضين أو بطانة الرحم المهاجرة أو خلل في هرمونات التبويض
  • وأحياناً انسداد في قناة فالوب، وهو ما يعيق التقاء الحيوان المنوي بالبويضة

وفي أحيان قليلة لا توجد أسباب عند الزوج أو الزوجة! إذ تكون كل الفحوص والتحاليل سليمة، ورغم ممارسة الجنس بانتظام ودون موانع، لم يحدث الحمل، وهو ما يطلق عليه العقم.

وبصرف النظر عن وجود سبب لتأخر الإنجاب عند كلا الزوجين أو أحدهما، فالنتيجة واحدة والهدف واحد وهو الرغبة في الإنجاب.

ونريد في هذا المقال إرشاد الزوجين الراغبين في الإنجاب للتصرف السليم والحلول الطبية التي تساعدهما في تحقيق هذه الرغبة.

دائماً هناك أمل

القلق والتوتر والخوف من كلمة عقيم/ة هي أعداء حلم الإنجاب. حتى لو لم تكن هناك أسباب طبية لعدم الحمل، فالتوتر وحده كفيل بتأخير الإنجاب، إذ يسبب التوتر والقلق اضطرابات هرمونات التبويض عند الزوجة كما يسبب اضطرابات السائل المنوي والقذف عند الزوج.

وحتى عندما نلجأ للحمل بواسطة التلقيح الصناعي بكل وسائله فإن التوتر يقلل من فرص نجاح هذه الوسائل في حدوث الحمل.

لذا لا داعي للقلق والتوتر، فتقدم وسائل التلقيح الصناعي منحت الكثير من الأزواج فرصة تحقيق الرغبة في الإنجاب.

زيارة الطبيب
shutterstock

الشائعات والمعلومات المغلوطة

من الضروري ألا يستمع الزوجان الراغبان في الإنجاب إلى أي نصائح أو معلومات من غير المتخصصين.

إذا كنتما ترغبان في الإنجاب فعليكما التوجه إلى الطبيب/ة لتلقي النصيحة الطبية السليمة ومعرفة كل الإجابات عن تساؤلاتكما بشأن طرق الإنجاب المناسبة لكما وحدكما. لأنه ليس بالضرورة ما يناسبكما، يناسب أزواجاً غيركما، والعكس.

 

وسائل مساعدة الإنجاب

منذ الثمانينيات وحتى الآن، تقدمت وسائل الحمل الصناعي بشكل ملحوظ، وأصبح حلم الإنجاب ليس ببعيد كما كان في الماضي.

صحيح أنه لا يوجد ضامن علمي مطلق لنجاح طرق الحمل الصناعي المختلفة، لكنّ التجربة والمحاولة أفضل من انقطاع الأمل.

كل طريقة من طرق الحمل الصناعي تخضع لقواعد محددة، لذلك على الزوجين الحرص في اختيار الطريقة المثلى بالنسبة لهما.

تذكرا أنّ تكلفة التلقيح الصناعي عالية وعادة لا تتبع منظومة التأمين الصحي، ولذا فهناك كثير من المراكز الخاصة للتلقيح الصناعي المنتشرة في كل البلدان.

لذلك يجب على الزوجين التدقيق في اختيار الطبيب/ة والمركز الذي يلجآن إليه، إذ تخضع فرص نجاح التلقيح الصناعي لخبرة الطبيب/ة المعالج/ة ونوعية الأجهزة المستخدمة في ذلك، وسبب العقم إن وجد، وسن الزوجين.

على الزوجين إعداد كل الأسئلة التي يرغبان في الحصول على إجاباتها قبل الذهاب إلى الطبيب/ة، لطرحها عليه/ا، ومن أمثلة هذه الأسئلة:

 

  1. هل توجد فرصة للإنجاب بشكل طبيعي دون مساعدة؟ وما نسبة هذه الفرصة؟
  2. إذا كانت هناك فرصة للإنجاب بشكل طبيعي فما هي النصائح والخطوات لتحقيق ذلك؟
  3. ما طريقة الحمل الصناعي المناسبة لنا؟ وما نسبة نجاحها؟ وتكلفتها؟
  4. كم يبلغ عدد محاولات التلقيح الصناعي؟ ومتى نتوقف عن هذه المحاولات؟
  5. هل سنستخدم أدوية منشطة للتبويض؟ وما هي مضاعفاتها؟ وكيفية التغلّب عليها؟

 

طرق التلقيح الصناعي

 

هناك ثلاث طرق رئيسية في التلقيح الصناعي وهي:

1. حقن السائل المنوي داخل الرحم:

وهي طريقة تناسب الأزواج عندما تكون هناك مشكلة في السائل المنوي.

إذ يستلزم لحدوث الإخصاب أن يقذف الرجل 200-300 مليون حيوان منوي في المرة الواحدة. حيوان منوي واحد هو الذي ينجح في الرحلة الشاقة، من لحظة القذف مروراً بالمهبل وسائله الحمضي ثم عنق الرحم ثم تجويف الرحم حتى يلتقي بالبويضة ويخترقها ويحدث الإخصاب.

الإخصاب في المختبر
shutterstock

في هذه الطريقة يحقن الطبيب/ة السائل المنوي يدوياً داخل رحم السيدة. نسبة نجاح هذه الطريقة نحو 20%.

2. طفل الأنابيب:

يلجأ الطبيب/ة إلى هذه الطريقة في حال فشلت محاولة حقن السائل المنوي داخل الرحم. أو في حالة كان سبب تأخر الحمل مشكلات التبويض عند الزوجة.

في هذه الطريقة يستخدم الطبيب/ة أدوية لتنشيط المبيض مع متابعة دقيقة لعملية التبويض لمدة 3 أشهر على الأقل. وفي اللحظة المناسبة يستخرج الطبيب عدداً من البويضات من المبيض ويضعها مع السائل المنوي للزوج -عن طريق الاستمناء– في أنبوب اختبار وفي ظروف معملية خاصة مدة 3-5 أيام حتى يحدث الإخصاب بشكل طبيعي ولكن في أنبوب المختبر.

ثم يأخذ هذه البويضات المخصبة ويزرعها في رحم الأم.

نسبة نجاح طفل الأنابيب تصل من 30% إلى 40% وقد تقل أو تزيد حسب عوامل عديدة، منها خبرة الطبيب/ة والمركز الطبي نفسه، ومنها أيضاً عمر الزوجة، فبعد سن الـ 35 عام تقل فرص الإنجاب عن الطبيعي عند المرأة عموماً.

3. التلقيح المجهري:

وهي الطريقة الأحدث والأكثر دقة والأكثر تكلفة بالطبع، إذ يختار الطبيب بويضة صحيحة واحدة، وحيوان منوي واحد صحيح. ثم تحت المجهر يلقّح الحيوان المنوي البويضة يدوياً. ثم يُترَك في ظروف معملية معينة حتى ينمو ويصبح نطفة. ثم يزرع الطبيب هذه النطفة في رحم الأم.

نذكر مرة أخرى أنّ تحقيق رغبة الإنجاب لم تعد مستحيلة كما السابق، بل تزداد نسب نجاح التلقيح الصناعي يوماً بعد يوم، ولذا لا داعي للتوتر والقلق الشديد.

كل ما على الزوجين فعله هو البعد عن النصائح غير الطبية واللجوء إلى طبيب/ة متخصص/ة، والتدقيق في اختيار المركز الطبي ومعرفة نسب نجاحه.

مصادر: 

NHS

Mayoclininc

Webmed

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات