عنق الرحم: الغائب عن البال، الحاضر في الخدمة

هل كنت على معرفة بأن شهر يناير هو شهر التوعية عن سرطان عنق الرحم؟

لا يعد سرطان عنق الرحم ضمن أنواع السرطانات المعروفة بين الناس على الرغم من انتشاره، فطبقًا لمنظمة الصحة العالمية: “يأتي سرطان عنق الرحم في المرتبة الرابعة بين السرطانات الأكثر شيوعًا بين النساء عالميًا”.

ولكن قبل الحديث عن سرطان عنق الرحم، نحتاج في يناير هذا العام أن نعرف أولًا عن عنق الرحم كعضو جنسي وتناسلي ذي أهمية كبيرة.

ما هو عنق الرحم؟ أين يقع؟ هل له وظائف حيوية ومهمة؟ وما الأمراض التي قد تصيبه غير السرطان؟

ما هو عنق الرحم؟

عنق الرحم هو عضو عضلي في الجهاز التناسلي الأنثوي. شكله أسطواني يشبه النفق، يبلغ طوله من 2.5 إلى 3.5 سم. يقع في المنتصف بين المهبل في الأسفل وبين الرحم بالأعلى لكي يصلهم ببعضهم البعض. يتصل عنق الرحم بالمهبل عن طريق (فتحة عنق الرحم الخارجية) ويتصل بالرحم عن طريق (فتحة عنق الرحم الداخلية).

وظائف عنق الرحم

على الرغم من قلة الحديث والتوعية عن عنق الرحم، إلا أنه عضو مسئول عن الكثير من الوظائف الجنسية والإنجابية، حيث أنه الممر الذي يسمح بعبور السوائل من وإلى الرحم. كما أنه عضلة قوية الفتح والغلق بشكل يسمح بالحمل والولادة.

يلعب عنق الرحم أدوارًا مهمة في:

حماية الرحم

يمنع عنق الرحم الأجسام الخارجية التي تدخل المهبل من الوصول للرحم، مثل السدادات القطنية للحيض.

الحيض

يمر دم الحيض أثناء الدورة الشهرية من عنق الرحم أولًا قبل الوصول للمهبل والتدفق خارج الجسم.

الإخصاب

–          تحتاج الحيوانات المنوية للعبور من خلال المهبل ثم عنق الرحم قبل الوصول للرحم ثم قناة فالوب حيث يحدث التخصيب.

–          كما يفرز عنق الرحم إفرازات مختلفة الشكل واللزوجة على مدار الدورة الشهرية، ولكن في مرحلة الإباضة من الدورة الشهرية تحديدًا، يفرز عنق الرحم مخاطًا أرق وأقل حمضية من المعتاد، لكي يُسهّل على الحيوانات المنوية الوصول للرحم وحدوث  الإخصاب.

الحمل

عنق الرحم هو عضلة قوية، تغلق بقوة أثناء فترة الحمل لكي تحافظ على الجنين في الرحم من السقوط أو الولادة المبكرة.

الولادة المهبلية

–          عندما يحين موعد الولادة، يتوقف عنق الرحم عن الإغلاق بقوة، فيصبح أقصر، أرق، أكثر ليونة، ويتسع تدريجيًا لكي يتمكن الطفل من الخروج من الرحم.

–          وعن طريق مدى اتساع فتحة عنق الرحم يستطيع الطبيب/ة تحديد موعد وإمكانية الولادة الطبيعية.

ما أشهر الاضطرابات التي قد تصيب عنق الرحم؟

مثل أي عضو بالجسم، قد يصاب عنق الرحم ببعض الأمراض والاضطرابات غير السرطان، مثل:

التهاب عنق الرحم

 يحدث لأسباب مختلفة، مثل:

–          العدوى المنتقلة عن طريق الممارسات الجنسية غير الآمنة مثل السيلان، الكلاميديا، داء المشعرات، فيروس الهربس التناسلي, فيروس الورم الحليمي البشري.

اقرأوا أيضًا: ما هي الممارسات الآمنة وغير الآمنة؟

–         الحساسية من مادة اللاتكس التي تُصنَع منها الواقيات الذكرية، أو من منتجات النظافة الشخصية الأنثوية مثل الدش المهبلي أو المعطرات المهبلية، أو من مبيدات الحيوانات المنوية المانعة للحمل.

قد يأتي بأعراض مثل:

  •  حكة بالمهبل 
  • زيادة الإفرازات المهبلية بشكل غير معتاد
  • النزيف المهبلي بعد انتهاء الحيض أو بعد الإيلاج
  • ألم في منطقة الحوض
  • ثآليل تناسلية

تكيسات عنق الرحم

يوجد عدة أنواع منها، لكن أكثرها شيوعًا هو كيسات نابوت. وهو عبارة عن نتوء صغير يتشكل عندما تحبس خلايا الجلد المخاط داخل الغدد الموجودة في عنق الرحم.قد تصاب السيدة بكيس واحد فقط، أو بعدة كيسات.

عادةً، لن تعرفي أنك مصابة بكيس نابوت إلا إذا اكتشف الطبيب/ة واحدًا بالصدفة أثناء فحصك. لا تقلقي إذا كان لديك أحدهم. فإن تكيسات عنق الرحم شائعة ولا تسبب أعراضًا ولا تستلزم العلاج.

بطانة الرحم المهاجرة

هو اضطراب مؤلم غالبًا، يحدث بسبب نمو نسيج مشابه لبطانة الرحم ولكن خارج الرحم. سبب هذا الاضطراب غير معروف لذلك لا يمكن الوقاية منه، ولكن يُعتقد أن نمو هذه الأنسجة يحدث بسبب ارتفاع مستوى هرمون الاستروجين لفترة طويلة من الزمن.


يحدث لهذه البطانة الموجودة خارج الرحم مثلما يحدث للبطانة التي بداخله تمامًا، حيث تنمو وتنزف وتؤلِم مع كل دورة شهرية.


الأعراض غالبًا ما تظهر مع فترة الحيض وتنتهي مع انتهائها، تكون غالبًا عبارة عن ألم بمنطقة الحوض أكثر شدة من ألم الحيض عند النساء الأخريات.

اقرأوا أيضًا: كل ما تودين معرفته عن بطانة الرحم المهاجرة

قصور عنق الرحم

  •  دائمًا ما يكون عنق الرحم مغلقًا أثناء حياة النساء، لكنه يفتح تدريجيًا بانتهاء فترة الحمل استعدادًا للولادة ثم يُغلَق مجددًا. 

في حالة قصور عنق الرحم، يبدأ عنق الرحم في الانفتاح مبكرًا جدًا (من الشهر الرابع للسادس)، مما يسبب سقوط الحمل أو الولادة المبكرة.

أسباب الحدوث غير مؤكدة، لكن مؤشرات الخطر تشمل الآتي:

–          الولادة بعيب خلقي في أعضائك الجنسية والتناسلية

–          قِصَر خلقي بعُنق الرَّحم 

–          إصابة عنق الرحم أثناء عملية جراحية

–          حدوث 3 حالات سقوط للحمل أو أكثر سابقًا

الأعراض:
للأسف لا توجد أعراض أو علامات لقصور عنق الرحم، وعادةً ما تُفاجأ السيدات بسقوط الجنين. 

يتم تشخيص هذا القصور عن طريق التاريخ السابق للسقوط أو الولادة المبكرة لحالات حمل سابقة للسيدة (خصوصًا أثناء الشهور الوسطى من الحمل أي الشخر الرابع أو الخامس أو السادس).


العلاج: يقوم الطبيب بربط عنق الرحم بدايةً من الشهر الرابع للحمل لكي لا تتكرر هذه الحالة ويتم الحفاظ على الحمل حتى موعد الولادة.

شتر عنق الرحم

شتر عنق الرحم هو حالة حميدة ويعتبر تغيرًا طبيعيًا يحدث بشكل متكرر عند النساء في الفئة العمرية الإنجابية. ويعني أن الخلايا الموجودة داخل عنق الرحم تكون مرئية خارج عنق الرحم.

يرتبط حدوث شتر عنق الرحم بزيادة مستويات هرمون الاستروجين. لذلك عادة ما يتم العثور عليه في حالات التعرض العالي لهرمون الاستروجين، مثل:

–          فترة المراهقة أو الحمل

–          النساء اللاتي يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية

–          خلال سنوات الحيض، وتظهر بشكل شائع في مرحلة التبويض

الأعراض: غالبًا ما يأتي بدون أعراض، ولكن قد يأتي بزيادة الإفرازات المهبلية، أو نزيف بين فترات الحيض أو بعد الإيلاج، أو نزيف أثناء عمل فحص لعنق الرحم.

لحمية عنق الرحم

هي واحدة من الأورام الحميدة صغيرة الحجم التي تنمو في منطقة عنق الرحم ولا تنتشر خارجه. وتعتبر أكثر شيوعًا بين السيدات في عمر الأربعين والخمسين، والسيدات اللاتي أنجبن أكثر من مرة.


غالبًا ما يأتي بدون أعراض، لكن قد يصحبه بعض الأعرض مثل: 

  • زيادة الإفرازات المهبلية باللون الأبيض أو الأصفر 
  • النزيف المهبلي بعد الإيلاج أو بعد غسل المنطقة

التهابات فيروس الورم الحليمي البشري

هو فيروس شائع جدًا، يوجد منه ما يقارب 100 نوع، والتي تؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم، وبعض تلك الأنواع يؤدي إلى سرطان عنق الرحم. لكن فيروس الورم الحليمي البشري يأتي غالبًا في صورة ثآليل في الأعضاء التناسلية الخارجية أو ثآليل في عنق الرحم.

خلل تنسج عنق الرحم

هو تغير الخلايا الطبيعية التي توجد على سطح عنق الرحم لتصبح غير طبيعية. لا تعتبر هذه التغيرات سرطانية، لكن إن لم يتم معالجتها، تؤدي لحدوث سرطان عنق الرحم. غالبًا ما يأتي بدون أعراض ويتم اكتشافه عند إجراء مسحة عنق الرحم Pap smear روتينيًا.

لا يمكن الإصابة بخلل تنسج عنق الرحم إلا بعد الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري أولاً، لكنه ليس شرطًا لكل الحالات المصابة بفيروس الورم الحليمي البشري أن تُصاب بخلل تنسج عنق الرحم.


مصادر:

1.       التهاب عنق الرحم

2.       صحة المرأة – التهاب عنق الرحم 

3.     Nabothian Cyst

4.     تكيسات عنق الرحم: هل يمكن أن تكون سرطانية؟

5.      الانتباذ البطاني الرحمي

6.       Cervical Ectropion 

7.      Cervical Ectropion

8.       قصور عنق الرحم 

9.       حقائق سريعة: قصور عنق الرحم

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (2)

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات