• الزواج
• المشكلات الزوجية

زواج مع “وقف التنفيذ”

By عبير سرّاس on 2016-01-202022-02-17

حسن شاب في التاسعة والعشرين من العمر، التقى بزوجته مريم لأول مرة في ليلة زفافهما، وبعد سنوات من المعاناة في علاقة زوجية سطحية قرر اخيراً استشارة طبيب.

لم يفلح الزوجان في ممارسة العلاقة الحميمية من أول ليلة، لا بل رفضت الزوجة مشاطرته الفراش. قبلتهما الأولى كانت بعد أسبوع كامل من الزواج، وأول ممارسة حميمة لهما بعد مرور أسبوعين على الزواج، لكنها كانت أيضا علاقة سطحية.

أُصيب حسن بالإحباط من توتر زوجته وصريخها المتكرر حتى أنه ضربها ودفع بعضوه في مهبلها عنوة ليتسبب بنزيف مهبلي. مرت سنوات زواجهما الأولى بعلاقة حميمة سطحية فقط حتى طاف الكيل وقرر حسن زيارة الطبيب.

مشكلة وتعريف واسع
ما مرّ فيه حسن ومريم حالة يعاني منها الكثير من الأزواج الجدد. لكن “العلاقة الزوجية غير المكتلمة ليست خطأ طرف معين” يقول الدكتور السعودي عبدالعزيز باعظيم المتخصص في طب الجنس والرئيس المنتخب لجمعية الشرق الأوسط للصحة الجنسية، موضحاً بأن العلاقة الزوجية غير المكتملة ليست مرضاً بل حالة غالباً ما تكون مؤقتة، قد تصيب أحد الزوجين أو كلاهما.

فما هي هذه الحالة التي تصيب نسبة تصل إلى 20% من الأزواج وفقاً لأبحاث علمية اُجريت في مصر والسعودية؟

العلاقة الزوجية غير المكتملة هي فشل حدوث ولوج مهبلي خلال الممارسة الحميمية. ويسميها البعض العجز الجنسي في شهر العسل. لكن ليس هنالك تعريف دقيق للفترة التي يجب أن تمر أو عدد المحاولات التي تستغرقها لكي نشّخص زوج معين بأنه يعاني من العلاقة الزوجية غير المكتملة أو كما تسمى بالانجليزية Unconsummated Marriage.

يرى د. باعظيم بأن “هنالك من يعتبرها فقط الفشل في ليلة الزفاف، وهنالك من يعرفها بفشل العلاقة في شهر العسل، وهنالك أبحاث تعتبر بأن التشخيص الأكيد ممكن فقط بعد مرور فترة الأربع أشهر الأولى من الزواج، ومحاولة انتظام العلاقة الزوجية. قد يستغرق الأمر أسابيع أو أشهر قليلة، ويمكن أن تستمر لسنوات طويلة. 

في حالة الزوجين حسن ومريم (أسماء مستعارة)، كانت فحوصات الزوج سليمة ولم يكن بوسع الطبيب المعالج في ذلك الوقت إلا استدعاء الزوجه التي اتضح بأنها ما زالت عذراء، وأنها تتخوف من العلاقة الحميمية بسبب استخدام زوجها العنف في تلك الليلة.

كانت متوترة للغاية حتى أن الطبيب لم يتمكن من فحصها بدون تخدير. وبعد التشاور قام الطبيب بإجراء عملية Hymenotomy أو عملية بضع البكارة وهي عملية جراحية يتم من خلالها استئصال أو فتح غشاء البكارة.

بين ليلة وضحاها تنتقل العلاقة من الممنوع والمحرم إلى علاقة جنسية كاملة

الرجال والنساء خائفون
في الغالب تبقى مسألة فشل العلاقة الحميمية سراً بين الأزواج. والبعض يشعر بالحرج والعار من الحديث في الموضوع أو طلب المساعدة.  يقول د. باعظيم: “للكثير من الزوجات في المجتمعات العربية تعتبر ليلة الزفاف الليلة الأولى التي تجمعك برجل في غرفة واحدة”. “بين ليلة وضحاها تنتقل العلاقة من الممنوع والمحرم إلى علاقة جنسية كاملة وواجب على كلا الطرفين”.

هنالك أيضا العامل النفسي. حيث يمر الزوجان بتغيرات نوعية في حياتهما في فترة قصيرة جداً. غالباً ما ينتقلا من بيت العائلة إلى التعايش في بيت جديد ومع شخص غريب من الجنس الآخر. يقفزا قفزة نوعية من عالم يكون فيه الجنس واللمس ممنوع، إلى عالم آخر يُتوقع منهما أن يمارسا فيه الجنس بحرية تامة ليصبح جزءً طبيعيأ لا يتجزأ من حياتهما اليومية.

حالة شرق أوسطية؟

يضيف الدكتور بأن كثير من الأبحاث العلمية التي تناولت مشكلة العلاقة الحميمية غير المكتملة بدأت في الشرق الأوسط وبالتحديد في مصر، ايران، تركيا، والسعودية. لكنه يؤكد بأن هذه الحالة لا تصيب أشخاصاَ أو فئات مجتمعية معينة، وتم تشخيصها في مجتمعات محافظة من مختلف الأديان.

خرافات
لماذا يفشل الأزواج في إقامة علاقة حميمة طبيعة؟ أحد العوامل التي تساهم في حدوث هذه الحالة بين الزوجين تتعلق بطريقة نشأتنا وتربيتنا وفقا للطبيب السعودي.

“هنالك أزواج لا يعرفون كيفية إنشاء العلاقة الحميمية، وهنالك نقص واضح في التثقيف الجنسي وتهيئة الأزواج لهذه العلاقة. إلى جانب التخلص من الكثير من الخرافات عن ممارسة ليلة الزفاف.

“في هذه الليلة غالباً ما تكون العروس في حالة توتر شديد مما ينتظرها من ألم المرة الأولى كما سمعت من قريباتها، والزوج متوتر لأنه يعتقد أن رجولته تعتمد على فحولته في الليلة الأولى وغالباً ما يعاني من الأرق لأعتقاده بأن حجم قضيبه أو سرعة قذفه لن ترضي الشريكة”.  

يضيف: “من المهم هنا لكلا الشريكين أن يدركا أن ليلة الزفاف هي التجربة الأولى فقط، وأن الممارسة ستتطلب التدريب والمثابرة إلى جانب التعرف أكثر ببعضهما البعض واكتشاف أماكن الإثارة كي يصلا معاً للمتعة المشتركة”.

خبر سعيد
المهم هنا أن نسبة نجاح وتغلب الزوجين على هذه الحالة عالية جداً، وهذه بعض التعليمات من الطبيب المختص:

1. الاعتراف بوجود مشكلة هي الخطوة الاولى من العلاج

2. لا تنتظرا طويلاً قبل استشارة مختص، استشيرا المختص معاً

3. لا تسمحا للأهل والأصدقاء التدخل في حياتكما الجنسية

4. تحليا بالصبر، ولا توجها اصبع الاتهام لبعضكما البعض

5. تذكرا أن المشكلة لن تختفي حتى لو نجحتما في حدوث الحمل

6. اتبعا ارشادات الطبيب في التدرج في العلاقة وتنويع الممارسات حتى تصلا للولوج الكامل

7. اطلبا مساعدة الطبيب النفسي لو كان الهاجس من الممارسة هو الخوف من الفشل أو من الألم