اهاجر
Pexels

لا أطيق بلدي وزوجتي ترفض الهجرة

“هي تضعني أمام خيارين لا ثالث لهما: إما البقاء في بلدي، وهذا معناه قتلي بشكل بطيء، أو أن أطلقها وأسافر وحدي وبناتي يبقين معها…”

“أنا متزوج ولدي ابنتان؛ الكبيرة في الجامعة والثانية طفلة عمرها ثلاث سنوات.

أعيش في بلد عربي يعاني من الحروب. أنا خريج جامعي عاطل عن العمل بسبب توقف عمل الشركات.
لا أملك – ولا أستطيع أن أملك – وظيفة حكومية بسبب الفساد الإداري والمحسوبية المتفشية وعدم الاستقرار.

حقيقة أحس بجحيم في بلدي! ظهرت عليّ آثار الكآبة والانعزالية والجلوس في الدار.
بت أتكلم قليلاً وانعزلت كلياً عن المجتمع وجزئياً عن عائلتي في غرفة لوحدي.

زوجتي خلوقة تشاركني تحمل مسؤولية البيت ولها وظيفة مستقرة.

كنت عايش في أوروبا بمجتمع متحضر يسوده القانون.

عندما عدت الى بلدي حاولت أن أندمج مع المجتمع، ولكن فساد الحكومة وإداراتها لم يمنحني فرصة العيش الكريم، ولم يمنحني وظيفة ولو بسيطة لكي أستطيع أن آكل من رزقها، فأصبحت عاطلاً ونكرة.

لهذا فكرت أن آخذ عائلتي ونهاجر الى أوروبا ولكن زوجتي ترفض.


هي تضعني أمام خيارين لا ثالث لهما: إما البقاء في بلدي، وهذا معناه قتلي بشكل بطيء، أو أن أطلقها وأسافر أنا لوحدي وبناتي يبقين معها.

إذا طلقتها، هذا الخيار لن يسبب عداوة بيني وبين أطفالي؛ سأتابعهما وسأدفع لهما شهرياً مبلغ إعانتهما رغم سفري إلى أوروبا.

صراحة، أنا بدأت أعد العدة للطلاق دون علم زوجتي. لكنني أريد أن أطلقها بشكل ودي يضمن استمرار علاقة الأبوة والحنان بيني وبين أطفالي.
أرجو مساعدتي في حسم أمر هذه القضية”.

أهلاً بك المغترب في بلدك،


هناك مقولة شائعة تقول أن وطن الإنسان هو مكان رزقه وأكل عيشه. هكذا كان يعيش الإنسان منذ قديم الأزل وهكذا انتشر الجنس البشري مع الرحالة المهاجرين الباحثين عن فرص أفضل لحياتهم وحياة أسرهم.

المشكلة الآن أن العالم تغير ولم تصبح الأرض ملكاً للإنسان يبحث فيها عن رزقه بحرية تامة وعليه فقط أن يتغلب على صعوبات التأقلم وصعوبات البدء من جديد.

أصبح الإنسان الباحث عن فرصة أفضل معرضاً للاضطهاد والتفرقة العنصرية والخديعة والسرقة والإرهاب والقتل


العالم الآن ترسمه حدود سياسية وتتحكم فيه القوانين الدولية وأصبح الإنسان الباحث عن فرصة أفضل معرضاً للاضطهاد والتفرقة العنصرية والخديعة والسرقة والإرهاب والقتل.

لقد ذكرت أنك عشت بأوروبا سابقاً، ولهذه الخبرة وزنها، ولكن أيضاً أوروبا التي عرفتها تغيرت كثيرا في السنوات الماضية وأبوابها لم تعد مفتوحة أمام المهاجرين – وخاصة العرب.

لا أحاول أن أثنيك عن قرارك ولكنني أحاول أن أجمع الحقائق أمامك لتختار الأصلح لك.
نصيحتي الخالصة لك هي ألا تهاجر قبل أن تضمن وظيفة مناسبة وقبل أن تراجع جميع قوانين البلد التي وقع عليها اختيارك من حيث قبول المهاجرين أو اللاجئين أو الزائرين للعمل.

تعرّف أكثر على لغتهم وأنعش ذاكرتك اللغوية وأمّن لنفسك حياة كريمة في الغربة حتى لا تتضاعف خسائرك.

بالنسبة لزوجتك، هناك خيارات بخلاف الطلاق:

  • من الممكن أن تزورك بالبنات مرة في العام لمدة شهر وتزورهم أنت مرة في العام لمدة شهر.
     
  • من الممكن أن تتقابلا في بلاد أخرى بين بلدكما الأصلي وبلدك الجديد.
     
  • من الممكن أن تؤجلا قرار الطلاق حتى تختبرا سويا الحياة الكريمة التي ستوفرها لك ولعائلتك في البلد الجديد.
     

إذا لم تتأقلم زوجتك ورفضت التزاور، يمكنك عندها السعي في إجراءات الطلاق.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (1)

  1. تأثرت بمشكلة الأخ صاحب
    تأثرت بمشكلة الأخ صاحب الرسالة أعلاه ليس على حاله بل لأن حاله هي حالة الأغلبية العظمى من شعوبنا العربية التي إن لم يبتليها الله بالحروب ابتلاها بحكام و حكومات لا ترحم و لا تبقي و لا تزر , فيا عزيزي كلنا نعاني ما تعانيه من عدم التأقلم و الكبت و ندرة فرص العمل في أوطاننا , و لكن فكرة الهجرة على إيجاباتها أراها مأساة فعلية لكافة أفراد ألأسرة , فكما فكما ذكرت المحررة أعلاه , لا يوجد بلد غربي يخلو من العنصرية و الحقد علينا ” نحن العرب ” , فإذر رضيت و تأقلمت مع هذه المأساة أرتاك ترضاه لبناتك ؟؟ فلذات أكبادك ؟ أترضى أن تتعرض إحداهن للإهانة و الشتم ؟؟ دون أن يكون لها حول و لا قوة , و لا يوجد من يسمع شكواها ” إذا اشتكت ” !! فأنا بالنسبة إلي أفضل الموت جوعا ( و هذا مستبعد ) في بلدي على أن يهان أحد أبنائي , و أخيرا اقتراح المحررة أعلاه أجده مناسبا و واقعيا , فلماذا الطلاق ؟ سافرأنت و اعمل و زر عائلتك مرة بالعام و دعهم يزوروك مرة أخرى , كما يفعل كثيرون منا مغتربون من أجل العمل .

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات