• ذوو الاحتياجات الخاصة
• الحق في الحب

التحدي هو ليس نهاية الطريق

By إليز أغازريان on 2016-06-132022-02-17

كيف تمكن أكثر الناس معاناة من جلب اللحظات الحلوة لغيرهم…

هل مررت في الآونة الأخيرة من ظروف صعبة أو لا تشعر بالثقة حيال ذاتك ومظهرك؟ 

بعيداً عن خطابات مساعدة الذات وقريباً من تجارب حياتية، هناك عدة أشخاص مروا بتحديات عديدة، وتمكنوا على الرغم من ذلك النظر إلى الجانب المشرق والملون، ومواصلة القيام بما يحبونه، ونجحوا في ترك بصمة جميلة في هذا العالم.

1. أم كلثوم
   كثيراً ما تعاني المرأة في عصرنا من انعدام الثقة بالنفس، حتى لو كانت جميلة وذكية. 
   
   ألم تفكر/ي يوماً كيف تمكنت أم كلثوم كامرأة على تجاوز عدة عراقيل في حياتها وذاتها، وإثبات جدارتها أمام آلاف الناس؟ 
    

أصيبت بمرض في الغدة الدرقية، مما أدى إلى مشاكل في عينيها، غير أن ذلك لم يكن عائقاً أمام وقوفها بثقة أمام آلاف الناس، مستعينة بنظارات سوداء.

بمعنى آخر، لو في الحياة شيء واقف في طريقك، امشي والناس حتحبك مثلما أنت، ستواجه الانتقاد من قبل الكثيرين ولكن على المدى الطويل إصرارك سيأخذك إلى أماكن حلوة. بنظارات أو بدون نظارات اليوم نحب أم كلثوم مثلما هي، وتلقّب بـ “كوكب الشرق”، وما زالت تحرّك قلوبنا حتى بعد وفاتها.
 

• أوبرة ونفري 
  تعد وينفري من أغنى الأمريكيين من أصل أفريقي في الولايات المتحدة، وضمن قائمة أكثر الأمريكيين تبرعاً لعمل الخير في وسطها.
   

تعرضت للاغتصاب أكثر من مرة أثناء طفولتها، ومرت بظروف أدت إلى حملها المبكّر حين كان عمرها 14 عاماً فقط، وتوفي الطفل بعد ولادته.

كانت تتعرض للسخرية في الوسط الإعلامي الأمريكي بسبب لونها وشكلها ووزنها، غير أن كل هذه الآلام لم تحل دون مواصلتها الدرب، لتصبح من أشهر الإعلاميين حول العالم، وتصبو إلى تدعيم غيرها من النساء الأمريكيات الافريقيات.

  

•  الرسامة فريدا كاولو 
  يذيع صيت الفنانة المكسيكية ولوحاتها وطرازها الفريد، ويهواها عدة أشخاص في عصرنا وأصبحت بمثابة أيقونة فنية.
   

لم يكن درب فريدا سهلاً. أصيبت عام 1925 بحادث باص وانكسر عمودها الفقري وحوضها، وحصلت رضوض في رجلها اليمين وأكتافها.

أصبح بمقدورها أن تمشي بعد مدة من الزمن، ولكنها بقيت تعاني من الألم بقية حياتها، ومرت بأكثر من 25 عملية جراحية.

مع أنها حملت بضع مرات وكانت ترغب بالإنجاب، إلا أنها لم ترزق بأي طفل حيث لم يتسن لحملها أن يستمر نتيجة لظروفها الصحية.

عاشت على الرغم من ذلك قصص حب جميلة، وتركت بصمتها الخاصة في عالم الفن.

•  الكاتبة راولنغ مؤلفة سلسلة هاري بوتر
   من يرى شهرة أفلام وروايات هاري بوتر التي تصدرت أكثر من مرة قائمة الكتب العالمية الأكثر مبيعا في بريطانياً، لا يدرك التحديات التي واجهتها كاتبتها.

عانت جي كي راولنغ من اكتئاب حاد لمدة، خاصة نتيجة لكونها امرأة مطلقة وعاطلة عن العمل تقع عليها مسؤولية إعالة وعناية طفلها. 

في فترة الكفاح تلك، لم تكن لتعلم أن هناك باب من ذهب ينتظرها، وأنه سيصبح لها ثروة وشهرة يوماً ما نتيجة لخيالها الناضب وإقدامها على الكتابة. على الرغم من تحدياتها العديدة جلست وكتبت القصص.

•  ليونيل ميسي  

ربما يعد الارجنتيني ليونيل ميسي – العضو اللامع في فريق برشلونة – أشهر لاعب كرة قدم في عصرنا. كسر الأرقام القياسية في حصوله على ألقاب عالمية في عالم كرة القدم.

خلال طفولته، تم تشخيص إصابته بمرض صعوبة النمو، وكان شكله قصيراً للغاية ومثار سخرية زملائه، غير أنه تم اكتشاف موهبته البارعة في كرة القدم، وانتقل إلى برشلونه حيث تم تكفّل علاجه وتصويب قامته ليتربّع عرش كرة القدم بعد جهد وعناء ورغبة بالتحدي.

 

•  المغني خوليو إجليسياس
  لم يتوقع الاسباني خوليو اجليسايس (ووالد المغني إنريكيه اجليسياس) أنه سيدخل عالم الفن يوماً ما.

بدأ مشواره كلاعب كرة قدم، وحارس مرمى فريق ريال مدريد إلى جانب دراسته للحقوق، إلا أن حادث سيارة أحبط أحلامه وجعله غير قادر على المشي لمدة عامين. أصبح جسده بعدها غير مناسب لطموحاته في عالم كرة القدم. ولكن “لعله خير” كما يقولون. 

 خلال مكوثه في المستشفى، قامت إحدى الممرضات بإعطائه قيثاراً كي يتسلى به، فأخذ يعزف به ويغني للمرضى، وكانت هذه بداية مشوار فني اختتم بالنجاح والثراء وجني آلاف المعجبين حول العالم.    
 

•  الفنانة الفلسطينية ريم البنا 

على الرغم من إصابتها بمرض سرطان الثدي، خرجت الفنانة الفلسطينية المعروفة بأغانيها الثورية البديلة بشعر محلوق، ومنحت الأمل والقوة والتدعيم لغيرها من النساء.

أصيبت بعد ذلك بمشكلة في الأوتار الصوتية، إلا أنها معروفة بتحديها لذلك وتواصلها مع الجمهور والقضايا الإنسانية عبر الكتابة والنشاط بكل ثقة.     

 

•  المفكر أنطونيو غرامشي   

من أشهر مفكري إيطاليا في الفكر السياسي والاجتماعي الحديث. أصيب بمشكلة في العمود الفقري أثناء طفولته، الأمر الذي جعل ظهره محنياً طيلة عمره وأعاق نموه. كان قصيراً ومصاباً بعدة أمراض.

لم يمنع ذلك من أن يترك دوراً في التاريخ السياسي والاجتماعي، وقيامه بتأليف نظريات هامة في المجتمع المدني والثقافة والتي أثرت على التاريخ المعاصر.

عرف بقوة إرادته، وكان يثور ضد الظلم والنظام الفاشي الأمر الذي أدى إلى اعتقاله، ومع ذلك استمر بالكتابة، حتى وهو معتقل ومريض.  
 

• سيد مكاوي
  فقد والده وأصبح كفيفاً أثناء طفولته، ووجد دربه في عالم الموسيقى. عرف بألحانه المليئة بالحب والمزاج الجميل، ولقّب بـ “مسحراتي الشعب المصري”.
   

لحّن للكثير من المطربين مثل ليلى مراد، وشادية، وصباح، ونجاة الصغيرة، وسميرة سعيد، ووردة الجزائرية، وفايزة أحمد، وأغنية “يا مسهرني” لأم كلثوم وبعض أشعار صلاح جاهين.

عرف بألحانه المليئة بالحب، والتي ما زال الشعب المصري والعربي يرددها ويدندنها، مثل “يا حلاوة الدنيا” و”الأرض بتتكلم عربي”، وأدى بعض الأغنيات بطريقة حلوة مثل “مخطرتش على بالك يوم”. 

غنى قائلاً “الورد جميل وله أوراق عليها دليل من الأشواق… شوف الزهور بقى وتعلّم”.  
 

• الشيخ إمام 

فقد نظره أثناء الطفولة، وأبصر الواقع والجمال والموسيقى الشعبية. لحّن أشعار أحمد فؤاد نجم وغنيا معاً الموسيقى السياسية الثورية، الأمر الذي أدى إلى اعتقالهما. ألحانه ما زالت حية في القلوب مثل “يا مصر يا بهية” و”يا مصر قومي”، وأغنية “إذا الشمس غرقت” التي تقول كلماتها:
“إذا الشمس غرقت في بحر الغمام، ومدت على الدينا موجة ظلام، ومات البصر في العيون والبصاير، وتاه الطريق في الخطوط والدوائر، يا ساير يا داير يا أبو المفهومية ما فيش لك دليل غير عيون الكلام”.      
 

•  طه حسين

أصيب طه حسين بالرمد حين بلغ 4 أعوام من العمر، الأمر الذي أفقده النظر وجعله كفيفاً. ترك أثراً في عالم الأدب والفكر وترشح مرتين لنيل جائزة نوبل وكانت هذه سابقة في العالم العربي.

اليوم حين نتذكر أكثر المصريين تأثيراً على عالم الفكر يذكر العالم طه حسين، ويبقى صاحب مقولة “فإذا ابتسم الصبح و أشرق الضحى واستيقظت الحياة ذابت كل المروعات”. 
  

•  “السوبرمان” كريستوفر ريف 
  نال النجومية على فيلم “سوبرمان”، وأصبح رمزاً لـ “الرجل الخارق”، وشارك في مسلسلات وأفلام أخرى. كان رياضياً يحب المغامرة مثل ركوب الأمواج والتزلج وقيادة الطائرة ويهوى الفروسية وركوب الخيل. مر بحادث أثناء ركوب الخيل أدت إلى شلل في جسمه حيث أصيب رأسه وعموده الفقري ورئتيه. 
   

بعد الحادث فكر لوهلة بالانتحار، غير أن زوجته دانا طمأنته قائلة بأنها ستبقى معه مهما حدث، ومهما طالت مدة العلاج، ومهما حدث ستكون إلى جانبه وستبقى تحبه على الرغم من شلله. هذا ما جعله يغير رأيه ويصبر على مواصلة العلاج.

أعتقد أن هذا الحادث هو ما جعله “سوبرمان” بعيداً عن الرجل الخارق في هوليود. حين أخذت صحته تتحسن، عمل ريف مع زوجته على دعم جمعيات أمريكية مختصة بإصابات العمود الفقري ومشاكل الشلل وتبرع لها، وحاول تسليط الضوء على قضايا الأشخاص ذوي التحديات الخاصة في هوليود، تبرع حتى وفاته للأعمال الخيرية.

طبعاً لا تقترن كافة التحديات بمنجم من الذهب والشهرة، ولا يهم “النجاح” في نهاية الأمر، فكل شيء نسبي.

الأهم هي القدرة على مواصلة القيام بما نحبه على الرغم من مختلف التحديات، والإقدام على تقبّل الذات والآخرين على طبيعتهم، والنظر إلى الحياة من منظور آخر.