التربية الجنسية في المدارس: من حق الطفل أن يعرف
قررت تونس تدريس “التربية الجنسية” في المدارس. ويمكن أن نعتبر تونس تجربة رائدة في العالم العربي، الذي يؤدي طرح هذا الموضوع فيه إلى الكثير من الجدل.
في شهر نوفمبر الماضي امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بأخبار إدراج التربية الجنسية بالمناهج الدراسية في تونس.
انقسم الناس بين معارضين ومؤيدين، كانت كفة المعارضين تمتلئ بالمحافظين، الذين تركز رأيهم في أن تدريس التربية الجنسية يتعارض مع القيم والعادات المجتمعية، وأن ذلك سيؤدي إلى انتشار الإباحية بين التلاميذ في المدارس.
في حين أيد آخرون الفكرة و تحمسوا لها آملين أن ينتشر القرار في الدول العربية كلها.
عاد قرار تونس بإدراج التربية الجنسية في المناهج إلى انتشار حالات التحرش في المدارس الابتدائية، وخاصة بعد حادثة كانت بمثابة الصدمة على الشعب التونسي. ففي فبراير عام 2019، اكتشفت السلطات أن أحد المعلمين اعتدى جنسياً على مجموعة من تلامذته وتحرش بهم في مدينة صفاقس.
ومن هنا جاء قرار إدراج التربية الجنسية بسبب رفع الوعي بين التلاميذ حول الاعتداءات الجنسية وتعزيز مفاهيم مثل حرمة الجسد.
المنهج المقرر تدريسه
قررت وزارة التربية والتعليم في تونس أن يتم وضع البرنامج المقترح خلال سنة 2020، كي يتم تفعيل تطبيق المادة في العام الدراسي 2022/2021، على أن يتم الاستعانة بمدربين في مجال التربية الجنسية لتأهيل المعلمين والأساتذة.
ويتم التدريس للتلاميذ بداية من عمر 5 سنوات.
والهدف من المنهج أن يكون توعوياً لمكافحة التحرش، على أن تتطور هذه المناهج مع تقدم العمر، وتُشرح بأسلوب “ملائم ثقافياً ودينياً”.
وأشارت الوزارة إلى أن هذة المبادرة سوف تنفذ بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان والمعهد العربي لحقوق الإنسان بالتعاون مع وزارة الصحة، وأشارت أيضاً إلى أن منهج التربية الجنسية لن يكون مادة منفصلة، بل ستُوزع الموضوعات على مناهج اللغة العربية والتربية البدنية.
صعوبات في العالم العربي
لم يكن قرار وزارة التربية والتعليم في تونس فريداً من نوعه في المجتمعات العربية.
ففي عام 1997 قررت لبنان ضم التربية الجنسية للمواد التي يتم تدريسها إلا أن القرار قوبل بالرفض.
ثم عاد قرار الضم في المدارس في 2009 تحت عنوان “التربية على الصحة الإنجابية من منظور النوع الاجتماعي”، في مواد: العلوم، علم الأحياء، اللغات، والتربية المدنية، والتنشئة الوطنية، وعلم الاجتماع، إلا أنه رُفض ثانية وتم سحبه من مناهج العلوم وأصبحت مادة اختيارية تدرس في بعض المدارس الخاصة.
وحتى الدول الغربية التي حققت تقدماً في مسألة تدريس التربية الجنسية في المدارس، مثل ألمانيا وكندا وبريطانيا، شهدت رفض بعض الآباء العرب حضور أولادهم لحصص التربية الجنسية، وخاصة الإناث منهم، لأن ذلك، في رأيهم، يتنافى مع عادات المجتمع العربي وقيمه.
تقدم على المستوى الغربي
اتخذ العالم الغربي أشواطاً طويلة في تدريس التربية الجنسية، إذ صارت المادة جزءاً من المنهج الدراسي في ألمانيا وفرنسا منذ السبعينيات من القرن العشرين.
في الولايات المتحدة كانت التربية الجنسية جزءاً من مناهج العلوم منذ بداية القرن العشرين تقريباً.
أما كندا فقد بدأت التدريس أيضاً كجزء من مناهج العلوم منذ الثلاثينيات من القرن العشرين.
ولكن مع ذلك لا تخلو الأمور في العالم الغربي من جدل وصعوبات.
وبالحديث عن كندا، فعندما قررت مقاطعة أونتاريو تقديم منهج جديد للتربية الجنسية في عامي 2016/2015، لاقى المنهج اعتراضات من الأهالي لأنهم وجدوه غير مناسب للسن المقدم له.
وجاء قرار تدريس التربية الجنسية لكي يتعلم الأطفال فهم التلميحات والإشارات غير اللفظية التي قد تحمل رسائل مبطنة تحث على التحرش.
وتقول كاثلين وين رئيسة وزراء أونتاريو السابقة إن هذا القرار جاء لأن فضول الأطفال يجعلهم يبحثون عن معلومات متعلقة بالتربية الجنسية على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تعتبر مصدراً غير موثوق لمثل تلك المعلومات.
وأكدت على أن المناهج ستكون تدريجية وتبدأ من الصف الأول في المدرسة الابتدائية.
لماذا يجب تدريس التربية الجنسية؟
يتساءل الأطفال في سن صغيرة غالباً، قد تبدأ من سن الثالثة، عن كيفية مجيئهم إلى الحياة.
يتهرب الآباء والأمهات من ذلك السؤال بإجابات غير منطقية وغير واقعية، تكون النتيجة أن سؤال الطفل يظل مطروحاً بلا إجابة.
في المدرسة يبحث الطفل بطريقته الخاصة عن إجابة لأسئلته، ويبدأ في اكتشاف عالم الجنس عن طريق استكشاف أعضائه، أوعن طريق المناقشات بينه وبين زملائه، أو عن طريق الأفلام الإباحية.
في النهاية يصل الطفل لطريقته لاكتشاف عالم الجنس، وللأسف كثيراً ما يحصل على معلومات مغلوطة.
ولما كان الاكتشاف هو طريق الطفل في التعلم فإنه من الأولى أن ترعى المدرسة تلك الطريقة، لكي تصل المعلومات إلى الطفل بشكل صحيح.
ويجب الاستعانة بالخبراء في الصحة الجنسية في وضع مناهج مناسبة للمراحل العمرية للتلاميذ، وكذلك يجب أن تكون المواد قابلة للتدريس، وأن يتم تدريب المدرسين عليها.
كيف يمكن تدريس التربية الجنسية؟
يمكن أن يحدث ذلك عن طريق اتباع خطوات ثلاث:
الخطوة الأولى هي تجاوز الخلط الموجود لدى الآباء عن معنى التربية الجنسية، لذلك لا بد من تحديد معنى واضح وتعريف صريح للتربية الجنسية ويتم شرحه للآباء والأمهات، وتقديم رؤية واضحة عن كيفية التدريس والإرشاد، على أن يتم ذلك في إطار المدرسة.
إذا فهم الآباء أن من الأغراض الأساسية للمنهج حماية الأطفال من الاستغلال الجنسي، يمكن أن يتحول موقفهم من الاعتراض إلى المساندة.
كذلك ينبغي توضيح أن تدريس التربية الجنسية لن يتعارض مع الأعراف الدينية والاجتماعية.
أما الخطوة الثانية فتكمن في التوعية بأهمية التربية الجنسية والفوائد التي تعود على التلاميذ والمجتمع والأسرة من ذلك القرار.
ويتم ذلك عن طريق وضع خطط وبرامج توعية من قبل مؤسسات المجتمع المدني بالاستعانة بخبراء الصحة العامة والصحة النفسية والأخصائيين الاجتماعيين.
لأن ذلك سيغير الانطباع السلبي عن التربية الجنسية في المجتمع ككل.
أما الخطوة الثالثة، فتتمثل في حملة “الدعم والمناصرة”، وذلك لتعزيز أهمية الثقافة الجنسية في المجتمعات العربية، حتى تتم استساغة مفهوم التربية الجنسية ونزع أي صفة غربية منه ليصبح مناسباً لقيم المجتمعات العربية.
يمكن للخطوات الثلاث السابقة أن تحول المجتمع إلى مساند بل ومطالب بضرورة إدراج التربية الجنسية في المدارس.
على أن يتم بعد ذلك التخطيط لوضع مناهج سليمة تختلف باختلاف المراحل العمرية، ومن ثم تأتي خطوة تحديد الأنشطة المناسبة لتوضيح الموضوعات، ثم تدريب المعلمين على المناهج لكي يتمكنوا من التفاعل مع أسئلة الطلاب في المدارس.
اقرأ المزيد: التربية الجنسية: من أجل علاقات صحية وآمنة
حب
حب
حسنا كيف يمكن لمعلمة شابة أن…
حسنا كيف يمكن لمعلمة شابة أن تشرح مثل هذه الأمور الجنسية أمام أولاد مراهقين ألن يحدث إستشعارات جنسية بين المعلمة والتلاميذ ، بل سنرى الأولاد يبلغوا بشكل مبكر بسبب هذه المناهج الجنسية.
أهلاً بك، يتم شرح المحتوي…
أهلاً بك، يتم شرح المحتوي باسلوب علمي يحافظ على الحدود بين المعلمة والتلميذ.
فريق التحرير
قبحكم الله،
لا سلام ولا وءام،
وعليكم اللعنة والشنار والحرب والدمار.
ألا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون
مرحباً بك،
موقع الحب ثقافة هو موقع معني بتقديم معرفة حول الحب والعلاقات والجسد والجنس من منظور علمي وطبي وليس من منظور ديني، وغير مسموح بتوجيه تعليقات بها أي نوع من أنواع الإهانة أو الوصم أو التحقير من زوار الموقع أو من القائمين/ات عليه، برجاء عدم تكرار هذا النوع من التعليقات حتى لا نضطر لحظر حسابك.
لاأوافق على هذا العلم طبيعي الطفل عندما يكبر يتعلم كل شيء تدريجيا. الطفل لا يمارس الجنس اذا ادخال هذه المادة مضيعة للوقت ولعمر الطفل تدريسه ماده لا فائدة منها في عمره. ان هناك ذكر وانثى فقط لا يجب تعلم تفاهات الافكار الجديدة السلبيه لا معنى لها
وكيف يمكن للطفل تعلم شيئاً تدريجياً بدون وجود مرجع ومنهج علمي للتعلم؟!