ما الذي ينبغي أن نعرفه عن التباعد الاجتماعي؟
يتردد حولنا مؤخراً مصطلح “التباعد الاجتماعي”، كأحد الأساليب الرئيسية لمواجهة جائحة الكورونا، فما هو التباعد الاجتماعي، وكيف نتصرف ونحن نمارسه.
مقال زبير عبد الله
ترجمة بتصرف عن Love Matters Africa
بينما يحارب العالم وباء الكورونا، ويسعى إلى منع انتشاره، كانت وصية العلماء من أجل الوصول إلى “تسطيح المنحنى”، أو تقليل معدل المصابين، أن يلتزم الناس بالتباعد الاجتماعي.
يمكن للتباعد الاجتماعي أن يحد من انتشار الفيروس من شخص إلى آخر، وبالتالي تقليص عدد الإصابات الجديدة.
يشرح هذا المقال بعضاً من أهم الأسئلة المتعلقة بالتباعد الاجتماعي، ويقدم نصائح عملية لممارسة هذا التباعد.
ما هو التباعد الاجتماعي؟
التباعد الاجتماعي يعني تجنب الزحام والحفاظ على مسافة آمنة (حوالي مترين) من الآخرين في الأماكن العامة. يساعد هذا على تجنب أن تكون في نطاقهم عندما يسعلون أو يعطسون، وبذلك تجنب الرذاذ التنفسي الذي يصدرونه والذي يساعد على انتقال الفيروس.
يشتمل التباعد الاجتماعي على تجنب الأماكن المتوقع ازدحامها مثل المدارس والمساجد والكنائس وملاعب الكرة وقاعات الحفلات الموسيقية.
التباعد الاجتماعي يعني عدم الخروج إلا عند الضرورة.
سيساعد التباعد الاجتماعي على تجنب الاتصال المقرب بالناس والأماكن العامة التي يمكن أن تكون ملوثة.
كيف يمكن أن يساعدنا التباعد الاجتماعي؟
هو طريقة تبنتها المؤسسات الصحية العالمية اعتماداً على الدروس التي تعلمتها من الجوائح الماضية، وكذلك ما تعلمناه عن الفيروس الحالي حتى الآن.
كلما كانت مجموعة الناس أكبر، كلما زادت فرصة انتقال العدوى.
الابتعاد عن الناس الآخرين بالتزام المنازل يضمن أن يظل انتشار الفيروس محدوداً، وبالتالي التخلص منه مبكراً.
مَن الذي عليه أن يمارس التباعد الاجتماعي؟
ينبغي علينا جميعاً ممارسة التباعد الاجتماعي. ولكن يتوجب ذلك على كبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنة (مثل السرطان أو أمراض القلب أو السكر).
أفضل وقت يمكن فيه البدء بممارسة التباعد الاجتماعي هو الأمس. والوقت المناسب الذي يليه هو حالاً.
ما هي المشكلات التي يمكن أن تنشأ عن التباعد الاجتماعي؟
هناك عدة مشكلات قد تنشأ عن التباعد الاجتماعي منها:
1. الاكتئاب والملل
تعود العديد من الناس على أن تكون حياتهم عبارة عن عمل وأنشطة مستمرة، وأن يقضوا وقتهم خارج المنزل لمقابلة الآخرين.
يعني التباعد الاجتماعي أن نلتزم منازلنا، وأن نكون غير قادرين على ممارسة الروتين المعتاد، ويتيح لنا وقت فراغ طويل.
ربما يؤدي هذا إلى أن نشعر بالحزن والملل، وأن نختبر الوحدة أو أن يكون مزاجنا سيئاً.
2. الخوف والقلق
القلق من الوباء رد فعل طبيعي.
ربما تشعر بالقلق على نفسك أو على أفراد عائلتك، أو تخشى من أن تنقله للآخرين.
قد تشعر بالقلق لخوفك من عدم الحصول على الطعام والمؤن الكافية، أو تتشكك من أن العالم سيعود إلى طبيعته.
قد يؤدي هذا إلى مشكلات في النوم، أو الاسترخاء، وقد يؤدي إلى تعرض البعض لنوبات فزع.
3. عدم القدرة على الخروج والاختلاط
القلق الأعظم بالنسبة للبعض هو عدم القدرة على الخروج أو تنظيم حفلات منزلية، أو إجراء مواعدات، أو التنزه مع أصدقائك.
أنت ايضاً غير قادر على زيارة أهلك كبار السن في ذلك الوقت.
ربما يشعرك هذا بالوحدة، أو يشعرك أنك مقيد في منزلك، لأن البشر، كما نعرف، حيوانات اجتماعية، ونحن بحاجة إلى وجود أشخاص آخرين.
ولكن من الضروري أن تبتعد جسدياً عن عائلتك وأحبابك. لأن ذلك يحميك ويحميهم من انتقال العدوى.
ما الذي يمكن فعله أثناء ممارسة التباعد الاجتماعي؟
1. حافظ على أسلوب حياة صحي
احصل على نوم كاف، تناول طعاماً مفيداً، ومارس الرياضة في منزلك حين تكون قادراً جسدياً على فعل ذلك.
كل بلد في العالم لديه شروط الوقاية الخاصة به، وربما يكون من المسموح لك أن تخرج للتمشية أو ممارسة الجري خارج منزلك.
2. حين تكون بالخارج
تجنب الاتصال بالناس أو لمس الأسطح مثل الموجودة بمقاعد الحدائق أو السكك الحديدية.
إذا لمست عربات التسوق أو أي منتجات أخرى، اغسل يديك لمدة 20 ثانية.
3. اخلق روتيناً يومياً
إذا كنت تعمل من المنزل سيساعدك الروتين على أن تشعر بأن الأمور طبيعية.
سيساعدك ذلك على الحفاظ على تركيزك، وسيضفي على حياتك معنى، وسوف تظل منتجاً رغم ممارسة التباعد الاجتماعي.
إذا كنت في إجازة، اخلق روتيناً ونظِّم الذي ستفعله في يومك.
4. قلل من الاحتكاك بالناس في بيتك بقدر الإمكان
بينما لا يبدو ذلك ممكناً، ينبغي على أفراد الأسرة ممارسة التباعد الاجتماعي، خاصة لو كان البعض يخرج ويتعامل مع آخرين خارج المنزل.
إذا شعر أحد أفراد عائلتك بالمرض، من المهم عزله عن الأشخاص غير المصابين، وأن يكون الاحتكاك به بأقل قدر ممكن.
5. تجنب استخدام الكحوليات أو المخدرات كأسلوب لمقاومة الضغط النفسي
وبدلاً من ذلك يمكن اللجوء للألعاب الإلكترونية أو الكلمات المتقاطعة أو السودوكو، أو الألعاب المنزلية (بنك الحظ مثلاً).
مارس الرياضة في بيتك طالما لا يوجد جيم.
6. كن على تواصل افتراضي بالآخرين
من خلال المواقع الاجتماعية، والمكالمات التليفونية، أو خدمات المحادثات بالفيديو.
شعورك بأنك على تواصل بالآخرين سيساعدك على التعامل بشكل أفضل مع الوحدة والحزن والقلق.
أن تدعو أصدقاءك للمنزل أو أن تزورهم سيزيد من فرصة انتقال العدوى، وذلك سيهدم كل الخطوات التي قمنا بها.
7. تأكد من أنك تحصر تلقيك للمعلومات المتعلقة بالفيروس على المصادر الرسمية والموثوق بها
لا شك أن الأخبار المزيفة ونظريات المؤامرة الشائعة تؤدي إلى الشعور بالفزع وتزيد من مشاعر الخوف وتعظم من القلق.
هذه الأخبار المزيفة أيضاً تضلل الناس وتؤدي إلى لجوئهم إلى ممارسات مؤذية وغير آمنة.
تزيد هذه الأخبار في كل أنحاء العالم بسبب حالة العزل الذاتي.
اعتمد فقط على مصادر الأخبار الموثوق بها مثل منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الصحية الرسمية في بلدك.
8. تعلم هواية جديدة
يمكن استخدام وقت الفراغ للرجوع إلى هواية قديمة أو البدء في ممارسة هواية جديدة مثل القراءة أو الاستماع للموسيقى أو تعلم لغة جديدة. أو تعلم مهارة مفيدة لعملك كالبرمجة.
يمكنك الالتحاق بكورسات على الإنترنت، أو حضور مؤتمرات إلكترونية متعلقة بمجال عملك في هذه الفترة.
9. إذا كنت تريد أن تتلقى استشارة طبية غير طارئة
سواء كانت الاستشارة متعلقة بالكورونا أو غيرها، يمكن اللجوء للاستشارات التليفونية.
إذا كنت مريضاً، اعزل نفسك عن الآخرين في مسكنك.
أما إذا زادت الأعراض، فاتصل بالأرقام التليفونية التي وفرتها حكومتك لتعرف الخطوات المناسبة للتعامل مع حالتك.
10. حافظ على كل الممارسات الصحية الموصى بها
وهي غسل اليدين، وتجنب لمس وجهك، والسعال في مرفقك، والبقاء في المنزل إذا كنت تشعر بالاعتلال، بالإضافة إلى الالتزام بالتباعد الاجتماعي.
اقرأ المزيد: الحب في زمن الكورونا.. كيف تستغل الجائحة لتحسين حياتك العاطفية؟