لماذا يشعر الجميع بإفراط في الاستثارة الجنسية وقت الجائحة؟
قد تشعر من خلال متابعتك لمواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال حديثك مع أصدقائك، أن الناس من حولك يشعرون باستثارة الجنسية أكبر، كأحد أعراض التباعد الاجتماعي الذي يفرضه فيروس الكورونا. هذا الإحساس سائد في العالم كله. ولكن ما هي أسبابه؟
مقال آليكس مانلي
ترجمة بتصرف عن askmen
إذا كنت تلاحظ أن الناس من حولك يشعرون باستثارة جنسية مفرطة، فأنت لست وحدك.
قليلة هي الأشياء التي ظلت على حالها بعد سواد جائحة الكورونا.
في هذه الأيام يدلي الناس بأصواتهم الانتخابية بالبريد، ويحضرون الشعائر الدينية من خلال اللابتوب، ويشاركون تناول الطعام مع بعضهم من خلال التليفونات.
وبينما يحاول كل من العزاب والناس الذين يعيشون مع شركائهم وأزواجهم أن يحددوا إذا كان من الأفضل أن يتعايشوا مع الموقف وحيدين، أو أن يسجنوا مع شخص لا يستطيعون الانفصال عنه، فأحد العواقب غير المتوقعة هو أن الناس يشعرون باستثارة جنسية أكبر.
هذا لا يعني أن الناس يمارسون الجنس بمعدل أكبر، هذا الشيء الذي يصعب على الكثير من الناس، بسبب العزلة الاجتماعية الحالية. ولكن معظم الناس يتجهون للأساليب الرقمية لإرضاء رغباتهم الجنسية والرومانسية والتعبير عنها.
لماذا تؤدي الجائحة لزيادة الاستثارة الجنسية؟
تؤثر الجائحة العالمية على ملايين الناس، وبالتأكيد تؤثر سلباً على حياتهم العاطفية، لأن الناس منعزلة في منازلها بسبب إجراءات الحجر.
من الطبيعي في هذا الوقت أن تظهر الرغبات الجنسية في الصورة.
عامل الملل والضغط
يقول هارفي فايسمان، المتخصص في شؤون إدمان الجنس: “في هذه اللحظة يختبر معظم الناس التباعد الاجتماعي والجسدي، ما يجعلهم يتخلون عن روتينهم الطبيعي”.
ويضيف: “التشكك الذي يتسم به العالم والمختلط بعدم القدرة على ممارسة الروتين والنشاطات الطبيعية التي تجعل الناس يشعرون شعوراً طيباً تجاه أنفسهم يمكن أن يزيد من الضغط والقلق”.
ولكن للمفارقة فالضغط والقلق، أكثر شعورين يؤثران سلباً على الرغبة الجنسية، يمكن أن يؤديا إلى زيادة الاستثارة الجنسية.
يقول جور إل كارابالاتو، الطبيب المتخصص في العلاقات: “يوجد اعتقاد بأن الملل والخوف والضغط يمكن أن يقودا لزيادة الرغبة في الجنس”.
كيف يحدث ذلك؟ يوجد طريقان، أولاً من المحتمل وجود رابط تطوري مباشر.
يشرح كارابالو ذلك قائلاً: “هناك اعتقاد أنه يوجد أساس تطوري لهذه الرغبة، تطوير العلاقات يمكن أن يساعد في إبعاد الوحدة الوجودية، ويساعدنا على التعامل مع المواقف الخطيرة”.
ثانياً، حين نختبر الضغط المتزايد، يمارس العديد من الناس العادة السرية أو الجنس تحديداً لتخفيف التوتر.
يشير فايسمان: “إذا كان الشخص يمارس الجنس بانتظام، أو يمارس أفعالاً جنسية مثل استخدام البورن أو العادة السرية لتقليل القلق والتشكك، فرغباته واشتياقه للجنس سيكونان أقوى في هذه الظروف”، وإن كان يضيف أن العديد من الناس الآخرين سيشعرون بنقص رغبتهم.
عامل الوحدة
الناس الذين في حالة علاقات أحادية، يمكن أن تكون حياتهم ماضية على نفس الوتيرة بدون تغيير. ولكن العزاب، الذين كانوا يتواعدون من آن لآخر قبل الجائحة، تؤثر الجائحة تأثيراً كبيراً عليهم، فلا يوجد تواعد ولا محاولات تواعد. وهذا قد يشعرهم بوحدة كبيرة.
يقول كونيل باريت، وهو مدرب في المواعدة: “منذ تطور الإنسان والناس في حاجة للتواصل، هذه هي طبيعة الحياة؛ الحب والتشارك من أجل الاستمرار في العيش. العديد من الناس في الحجر غير قادرين على خوض تجارب جنسية، بالتالي توجد حاجة غير مشبعة لديهم. وأنت دائماً تريد ما لا تستطيع الوصول إليه، لذلك فالناس يشعرون باستثارة أكبر حالياً”.
يقول فايسمان: “مدمنو الجنس والبورن يمارسون سلوكيات جنسية من أجل تقليل الضغط أو تجنبه، وتقليل أي مشاعر غير محتملة في حياتهم. يُستخدم الجنس والبورن لتنظيم المشاعر. والمغازلة والإثارة الجنسية يمكن أن يستخدما بالطريقة نفسها”.
العديد من الناس الذين صاروا غير قادرين على التواصل وجهاً لوجه، يمكن أن يتجهوا إلى نفس التصرفات على الإنترنت، يتضمن هذا أن تتضاعف المغازلات أو التعبيرات الجنسية على المواقع الاجتماعية، سواء على الرسائل الخاصة أو بشكل عام، أي على الصفحة الرئيسية لمواقع التواصل.
عامل الغرابة
العامل الأخير هو الغرابة، وهو إدراك غرابة الموقف الذي نعيش فيه. لم تعد “القواعد العادية” للحياة تنطبق على حياتنا الآن، مما يؤدي إلى تزايد مستوى الاستثارة الجنسية.
يقول باريت: “تصرفات مشابهة حدثت بعد هجمات 11 سبتمبر، بدأ الناس يسعون للتواعد بشكل أكبر، كنوع من إيجاد العزاء والحميمية لدى الناس الآخرين”، هذا معتاد في الأوقات الصعبة: “حين تخلق الأخبار حالة من الضغط والقلق، تكون الحميمية الجنسية طريقة للوصول إلى الأمان والشعور بأنك أقرب للحياة الاعتيادية”.
الوجه للآخر للغرابة يؤدي دوره حين يذهب الناس إلى الرحلات والإجازات.
تشير الدراسات إلى أن الناس، والنساء منهم بوجه خاص، يختبرون زيادة في الرغبة الجنسية في الرحلات، ويعود ذلك جزئياً إلى أن الناس في الرحلات يشعرون بالتحرر من قيود حياتهم العادية.
الإحساس بأن الكورونا بلا نهاية واضحة المعالم، وأن مشاعرنا داخلها مختلفة، هو إحساس قائم لدى بعض الناس حالياً، وهذا ما يجعلنا نشعر بالغرابة.
كيف تتعامل مع زيادة الاستثارة الجنسية في وقت الجائحة؟
إذا كان كل ما سبق ينطبق عليك، ربما تتساءل كيف يمكن أن تتعامل مع زيادة معدلات الاستثارة الجنسية حالياً.
ما الذي ينبغي أن تشعر به؟
أول شيء عليك معرفته، هو أنك لست شخصاً سيئاً بسبب زيادة رغبتك الجنسية، وذلك لأن الوقت صعب وقلق على العديد من الناس.
وفقاً لفايسمان، إذا كنت تشعر باستثارة أكبر من المعتاد، “ابحث عن المشاعر الموجودة وراء الاستثارة الجنسية، فتلك المشاعر هي إشارات لاحتياجات كامنة”.
يقول: “ربما يكون وراء الاستثارة الجنسية شعور الوحدة والخوف، وربما يكون سبب مشاعر الوحدة والخوف الاحتياج للحميمية مع الآخرين. إذا لم يتمكن الشخص من استيعاب مشاعره واحتياجاته، فيمكن أن تتبدى تلك المشاعر في صورة الاستثارة الجنسية العنيدة والمستمرة”.
هل يمكن أن نجد حلاً؟
يقول: “ممارسة التأمل meditation يمكن أن تكون طريقة عظيمة للتواصل مع تلك المشاعر والاحتياجات، بدون أن تتصرف تصرفًا محددأ”. ويقول إن بديل ذلك هو إيجاد “طرق خلاقة لسد هذه الاحتياجات، وقد تكون العادة السرية هي الحل”.
ما الذي يمكنك فعله إذا كنت في علاقة؟
بخلاف محاولة ممارسة التأمل لتقليل الاستثارة، أو ممارسة العادة السرية للوصول للسرور في وقت العزل الاجتماعي، توجد أشياء أخرى يمكن فعلها.
يقترح باريت: “إذا كنت في علاقة سابقة للفيروس، ولا تظهر عليكما الأعراض، تمسكا بالعلاقة، أنتما تريدان الحميمية أكثر من أي وقت آخر، وكحيوانات إنسانية، ما زلنا بحاجة للتعبير عن جنسانيتنا”.
ولكن اعرفا الإجراءات الوقائية تجاه الفيروس، فحتى الآن نعرف أن الكورونا ليس فيروساً يمكن أن ينتقل جنسياً، ولكنه قد ينتقل باللعاب، فتجنبا الممارسة لو كانت على أحد الشريكين أعراض الكورونا.
يقترح باريت أن لو كان الشريكان بعيدين عن بعضهما فأفضل حل للتواصل هو استخدام التكنولوجيا الحديثة.
يقول: “الآن هو أفضل وقت للممارسة الجنس الهاتفي، إنه شكل آمن من الحميمية، ويمكنك من خلاله التعبير عن رغباتك الجنسية”.
ماذا تفعل إذا كنت أعزب؟
وفقاً لكارابالو، فالتعامل مع الإثارة الجنسية يعتمد على أسلوب حياتك الحالي بشكل عام.
يقول: “أهم شيء أن تكون آمناً، بعد ذلك، يمكن لكل شخص أن يفكر بالطريقة التي يتوقع بها الجنس أو يريده في هذا الموقف. هل تسعى للممارسة الجنسية العابرة؟ هل تسعى إلى شيء أكثر جوهرية مثل محاربة الوحدة التي يفرضها فيروس الكورونا؟”
بينما لا يعتبر من الحكمة أن تبدأ علاقة جديدة في هذا الوقت، هل لا يعني الابتعاد عن الحميمية كلية، حافظ على الأمور رقمياً.
يشير باريت إلى أنه في الوقت الحالي: “يشترك الناس في تطبيقات المواعدة أكثر من أي وقت مضى. تطبيقات المواعدة شهدت ارتفاعاً بنسبة من 10 إلى 25%. لم؟ لأننا نريد الحميمية، وفي الوقت الحالي لن نستطيع الوصول إلى المقاهي والكافيهات والمطاعم. ولكن يمكن أن تدخل الإنترنت وتجد أحباء يمارسون المواعدات الافتراضية. يمكن أن يكون لديك شخص تواعده عن طريق فيسبوك أو التليفون”.
أشار أحد المتحدثين باسم تندر إلى أنه منذ منتصف مارس “وفي بلاد مثل إيطاليا وأسبانيا، شهد تندر زيادة في المحادثات اليومية تصل إلى 25% بالمقارنة بالأسبوع الذي قبله”. قالوا أيضًا إن مدة المحادثات: “شهدت زيادة 10 إلى 30% بالمقارنة بفبراير في أوروبا وجنوب شرق آسيا”.
ما الذي لا ينبغي فعله؟
على الرغم من القواعد المعتادة تبدو غير منطبقة على الوضع الحالي، إلا أن هذا لا يعني عدم الالتزام بها.
يقول فايسمان: “تجاهل مسؤولية أي شخص عن أفعاله لا تصح في أي ظرف. من المهم أن تزن عواقب أي فعل. لأنك ستدفع ثمن فعلك، سواء فكرت فيه أم لا. لذلك من المهم التروي قبل أن تؤدي فعلاً مؤذياً لك أو للآخرين”.
ولكن هذا لا يعني تجنب المغامرة تماماً على الإنترنت.
يقول فايسمان: “إذا أعجبك شخص، لم لا تخاطر بمحاولة التواصل معه في وقت كهذا”.
نكرر أن القواعد الاعتيادية ما زلت تنطبق على الوضع هنا. يمكن أن تدمر يوم شخص إذا تحرشت به/ا وهو غير معجب بك. لذلك تأكد من أنه يبادلك الاهتمام قبل أن تتخذ خطوة أخرى، ولا تحاول الإصرار إذا لم يكونوا متجاوبين.
في الوقت الحالي، إذا كانت توجد مغازلة جارية مع شخص ما، ربما تكون فرصة للاقتراب أكثر، حتى لو لم تشعر بأن العلاقة ستستمر على المدى الطويل.
يشير باريت إلى أنه “في العادة، إذا كنت لا تعتقد أن العلاقة ستكون طويلة الأمد، عليك أن تخبر الطرف الآخر ذلك في أسرع وقت، حتى يمكن أن تجد شخصاً آخر، ولكن في الوقت الحالي، ما دمت لا تتعهد تعهدات طويلة الأمد وأنت لا تثق بها، قد يكون لديك شريك (في فترة الجائحة) حتى لو لوقت قصير، عدة أشهر مثلاً. لأننا جميعاً نريد الحب، وخاصة في وقت مثل الذي نعيش فيه”.