شابة ترتدي فستان الزفاف
تسنيم فهيد

قلق ما قبل الزواج

هل تتخيلون الوجوم الذي اعتراني حين وصَلت إلى قاعة الفرح ولم يكن “المأذون” قد وصل بعد، ولم يحضر مُعظم المعازيم لأن من قام بإبلاغهم بموعد فرحي لم يُحدد ساعة…

“الرجل الذي يستطيع أن يتعامل مع غضبك وتوترك الشديد الناتج عن ضغوط ما قبل الزواج، يستحق أن تتزوجيه”..

هذا المثل الأمريكي، يُقال كنصيحة لطيفة للفتيات المُقبلات على الزواج واللواتي يُصبحن عدوانيات ويفقدن أعصابهن بسرعة كبيرة بسبب ضغوط ما قبل الزواج. تلك الضغوط التي ينتج عنها “رهاب” أو خوف غير مبرر يدفع الفتاة قسراً إلى إعادة التفكير في قرارها، والتشكيك في مقدار ثقتها في كون هذا الشخص الذي ستقترن به قريبا،  هو “الشخص المنشود”.

هذا التوتر يولّد خوفا حقيقيا يُمكن لمسه باليد، ويسيطر على العروس في هذه الفترة – التي من المفترض أن تكون وردية وهانئة – لدرجة تُنغّص عليها الاستمتاع بجميع الترتيبات النهائية التي تُمهّد لانتقال –يُرجى أن يكون- أبديّ من بيت أبويها إلى بيتها الخاص.

في الأساس أنا شخص عصبي، يُمكن إثارة غضبي من أقل شيء، فهل يُمكنكم تصوّر حالي في الفترة التي سبقت زواجي مباشرة وكم التوتر الذي عايشته عندما لم يرد على مكالماتي مسؤول قاعات الأفراح في الفندق الذي سأقيم فيه زفافي؟ أو هل يُمكنكم تصوّر موقفي حين وصلت لبهو الفندق في تمام الساعة الثانية ظهرًا، فأخبرني المسؤول أن الغرفة ليست جاهزة بعد، وكان من المفترض أن تبدأ جلسة التصوير في تمام الساعة الخامسة، كي ألحق ساعات النهار؟

وهل يُمكنكم تخيّل نوبة الغضب العارم التي اجتاحتني حين علمت أن المصورة الآتية من القاهرة، كانت حتى تمام الساعة الواحدة والنصف ظهرًا في محطة السوبرجيت، تبحث عن تذكرة أتوبيس لمدينة بورسعيد؟.

 لا تجزعي، فلستِ الأولى أو الأخيرة

أو هل تتخيلون الوجوم الذي اعتراني حين وصَلت إلى قاعة الفرح ولم يكن “المأذون” قد وصل بعد، ولم يحضر مُعظم المعازيم لأن من قام بإبلاغهم بموعد فرحي لم يُحدد ساعة، فظنّ الجميع أنه فرح ككل الأفراح، وستصل العروس كالمعتاد بعد العاشرة مساءً فلماذا يحضرون في تمام السابعة والنصف؟!.

كل هذه الأشياء وتفاصيل أكثر بشاعة، مررت بها قبل زفافي ويوم زفافي، وأثّرت بالسلب على علاقتي بمن حولي، سواء أسرتي الصغيرة، أو خطيبي، وجعلت مني “برايدزيلا/ Bridezilla” حقيقية.

اليوم، وبعد مرور ما يزيد عن 50 يوم زواج، أسترجع كل هذه المواقف، وأبتسم، فكل هذا قد مرّ..

لذا، ومن مُنطلق أن يدي “ليست في الماء” لأني مررت بذلك من قبل، دعيني أيتها الفتاة المقبلة على الزواج والتي تعيش هذه الفترة الجحيمية، أن أُخبرّك بأشياء مؤكدة..

  • كل هذا سيمُرّ..


أؤكد لكِ وعن تجربة، أن كل هذه الضغوط والعكوسات وحتى خلافات أهلك وأهل خطيبك، ستمر..

لذا لا تشغلي بالك بها ولا تعطيها أكبر من حجمها. ولا تتركيها تتسبب في إحداث شرخ في علاقتك بشريك حياتك. تعاملي معها بعادية ودون أن تُضخّمي معنى كل قول وفعل.. فهذه الأشياء ستمر، إن تركتيها تمرّ، فرجاءً لا تتمسكي بها.

  • لا يوجد قفص للزوجية..

 

صورة للعروسين

لا أعرف من الشخص الذي اخترع هذا المصطلح الخبيث، فالزواج ليس قفص يضع فيه إحداهما الآخر.. الزواج علاقة قائمة على الشراكة والسكينة والتناغم بين شخصين؛ يتنازل أحدهما عن شيء يُفضّله حُبّا في الطرف الآخر، الذي يُقدّر ذلك ويتذكره في مرة أخرى يضطر هو فيها لتقديم رغبة شريكه على رغبته الشخصية، بعيدا عن أنانية وعناد الأطفال.

 

في أوقات كثيرة، سيتملكك ذلك الهاجس الذي يقول أنك ستفقدين حريتك واستقلالك عندما تكونين في عصمة أحدهم.. أنا نفسي تعرضت لذلك الهاجس، لكني نفضته عن ذهني. فالحرية والاستقلال شيئان مكتسبان، ولا يستطيع شخص أن يسلبك إياهما إلا لو سمحتي له. لذا لا تُصدّقي أن الزواج قفص، ستُحبسين فيه، أو أن تضعي زوجك فيه، وإلا “لاف” على غيرك، كما تقول نصائح الأمهات والجدات.

  • لا بيت يبدأ كاملا، وكل شيء يأتي تباعا..


“الصنايعية” لا ينتهون من شيء في موعده أبدًا. لذا وأنتِ تتفقين مع أحدهم على شيء، أخبريه بموعد يسبق زفافك بشهرين على الأقل. –أخبرت النجّار أن زفافي 30 مايو وهو في الحقيقة 23 يوليو زها أنا بعد زواجي بشهرين، لم أستلم باقي أدراج المطبخ-.

 لذا لا تجزعي، فلستِ الأولى أو الأخيرة، وأي شيء يمكن شراؤه أو اتمامه لاحقا.

فرش بيتي مثلا أتمتّه أمي وأختي وزوجة أخي بعد زواجي بأسبوع وقبل عودتي من شهر العسل بيومين.

التجهيز لحياة جديدة، لا يتطلب هذا القدر الهائل من التعقيدات، فترفّعي ولا تُضخّمي صغار الأمور وتجعلي منها وحوش تقتات عليكِ.. حاولي على قدر الإمكان أن تتحكمي في التوتر لا أن يتحكم هو فيكِ ويُفسد عليكِ حياتك.

ومبروك مقدمًا..

 

 


تسنيم فهيد

Image removed.

مدوّنة وقاصة مصرية

 أؤمن في الحكي وأهميته الكبرى وأثره الإيجابي على الروح. لي مجموعة قصصية بعنوان “لوح رخام أبيض” عن دار كيان، وكتاب آخرعن تأثير النانوتكنولوجي على جودة الأغذية. أرحب بالتواصل عبر تويتر    

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات