امرأة قهوة أم
Pexels

حاسة إني أم فاشلة

“علاقتي بالأولاد سيئة جداً طبعاً لأن النفسية صفر. أعمل إيه؟ ابدأ منين؟”.

أنا امرأة ثلاثينية تزوجت رجلاً مطلقاً لديه أبناء. كنت متعلقة به قبل الزواج، وتزوجته رغم رفض من حولي له.

اكتشفت بعد الزواج أننا لسنا متوافقين. أنجبت بناء على رغبته، وبعدها أصبحت مسؤوليتي تربية أولادي وأولاده، وواجهت صعوبة في ذلك.

أثناء الحمل، أخذت أشعر أن عينه زايغة وبتاع ستات. اكتشفت أيضاً أنه على علاقة بامرأة أخرى. طلب السماح خوفاً من الفضيحة، ولكنه قرر بعدها الزواج منها.

أدى زواجه إلى مشاكل وخلافات مستمرة بيني وبينه. أحمل شهادة جامعية، ولكن لم أستطع العمل بعد الانجاب وأصبحت معتمدة عليه مالياً. 
 حاسة اني أم فاشلة وضعيفة ومعنديش حاجة أقدمها لحد. أشعر بغضب شديد منه.

فهمت أن زواجي منه كان نتيجة لضعف شخصيتي، وهو تزوجني بهدف إعالة أبنائه وليس أكثر. ألوم نفسي كيف قبلت بكل ذلك. 
 نفسي آخذ حقي المالي، وأمشي عشان أعرف اعيش بعيالي. عاوزة أفوق وأبدأ.   علاقتي بالأولاد سيئة جداً طبعاً لأن النفسية صفر. أعمل إيه؟ ابدأ منين؟ نفسي اشتغل ونفسي أربي الأولاد كويس.   

عزيزتي الغارقة في بحر التعاسة،

كم آلمتني رسالتك! لم أتحمل ولو لثانية واحدة أن أتخيل نفسي مكانك أو أن أعيش حياتك ولا أن أسير في طريقك. سوف أبدأ ردي عليك بأول نقطة مضيئة في رسالتك: أنت في مقتبل الثلاثينيات.

أنت تعلمتِ سلسلة من الدروس القاسية جداً ودفعتِ ثمنها سنوات غالية من شبابك.

نصيحتي لكِ هي التأني. لا تتخذي أي قرارات ثورية ولا تقومي بأي تغيرات جذرية.

ابدئي بخطوات صغيرة في اتجاه سعادتك. ابحثي عن تلك الخطوات الصغيرة في خزينة أحلامك المؤجلة.

كتاب كنت تنوين قراءته أو كورس كنت ترغبين في دراسته أو ورشة عمل كنت تتمنين حضورها أو زيارة مكان ما … ابحثي عما يحقق لك انتصارات بسيطة على واقعك المرير.

ابدئي باحتضان نفسك ورعايتها. كفاك تأنيباً وتعذيباً وجلداً لذاتك

كفاك تأنيباً وتعذيباً وجلداً لذاتك، وكفاك حزناً وغضباً ورثاء. ابدئي باحتضان نفسك ورعايتها. 

استيقظي كل يوم واهدي لنفسك ابتسامة صادقة واحدة تعبّر عن تحقيق أحد أحلامك المؤجلة، واستعيني بالمساعدة في خدمة وتربية الخمسة أبناء.

للأسف، اليوم وفي حالتك هذه أنت غير قادرة على العناية بأحد. أنت غير قادرة على إرسال أو استقبال الحب. لهذه نصحتك ان تبدئي بحب نفسك ورعايتها.

أما عن أبنائك وأبنائه، أنت تعلمين أن لا ذنب لهم. بعدما تستعيدي توازنك وتشعرين ببعض الحب تجاه نفسك، أنصحك بخلق فرص للسعادة لكما جميعاً!

فرص السعادة والضحك قد تكون في ألعاب بسيطة مثل الكوتشينة والسلم والثعبان وبنك الحظ وغيرها.

قد تكون في جلسات يتخللها الغناء والعزف والتمثيل وإطلاق النكات. يمكنكما تأجير فلوكة والتنزه في النيل، أو الذهاب إلى أماكن طبيعية حيث السكينة والجمال.

حاولي أن تستغلي وضعك الحالي أفضل استغلال. وضعك الحالي يسمح لك بمطاردة أحلامك المؤجّلة ويسمح لك بقضاء وقت ممتع مع الأبناء ويسمح لك بالعمل على تنمية ذاتك في جو من الاستقرار.  

امرأة حلوة
Pixabay
<أما زوجك فلا تكرهيه ولا تشغلي بالك به. هو مزواج وبصباص من يوم التقيته.

فلا تضيعي عمرك ومجهودك في محاولة تغييره أو تعديله. بالنسبة لك هو بنك يصرف عليك وعلى الأبناء، ولا تفكّري كثيراً فيما يفعل عندما يكون خارج البيت.

لا تشغلي بالك بعمله ولا بزوجته ولا بعلاقاته.>p <الخلاصة: اعمليله "بلوك" في عقلك!

>p <وفّري طاقتك لنفسك، وبعدما تستعيدي توازنك، ابدئي باحتواء الأطفال والمراهقين في بيتك. استمتعي بعزوتهم وطاقتهم وقدرتهم على المرح والضحك واجعليهم مخرجاً لك من الاكتئاب.

>p <لا تضيعي وقتك في سراب كلية القمة التي درست بها ولا فرص العمل التي أهدرتها. اليوم ونظرا إلى ظروفك، لن يمكنك البدء في مجالك الأصلي.

لا تفكري في الانفصال والاستقلال والطلاق وغيرها من الخطوات الجزافية لأنك غير مستعدة لتحمّل أي أعباء إضافية!

>p <

>p <في نهاية ردي أود ان أذكّرك أنّ الحب الحقيقي فعلاً بين يديك، فلا تضيعيه بالقسوة والإهمال.

كل ما تبحثين عنه وتحتاجينه بالفعل موجود حولك؛ أعيدي استكشاف نفسك كإنسانة وأم واستثمري طاقتك في أبنائك – بإمكانك اليوم تحويل الخمسة أبناء إلى خمس نِعَم أو خمس قنابل موقوتة.

>
هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (1)

  1. لا تنتطري من أحد أن يسعدك…
    لا تنتطري من أحد أن يسعدك حاولي انتي أن تسعدي نفسك واحذفي من يضايقك

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات