بعيد عن العين وقريب من القلب.. كيف نحافظ على العلاقة رغم المسافات؟
قد تجبر الظروف الشريكين على التباعد، بسبب العمل أو الدراسة أو أي ظرف طارئ. العلاقة بعيدة المدى تحدٍ لأي شريكين، ولكن يمكن ببعض المجهود الحفاظ على العلاقة.
تعد الصحبة والمشاركة والحميمية والجنس من أساسيات العلاقات العاطفية. يبحث الناس عن العلاقات ليظلوا بالقرب ممن يحبونهم، ويشاركون معهم لحظاتهم السعيدة، وليجدوا من يساندهم في الأيام غير الطيبة.
ولكن ماذا يفعل الشريكان إذا وجدا نفسيهما أمام مئات أو آلاف الأميال التي تفصلهما عن بعضهما؟ هل هي نهاية العلاقة؟ أو هل ستتأثر علاقتهما؟
قد يدرك الشريكان منذ وقت مبكر أن علاقتهما ستحمل قدراً من التباعد، نتيجة وجودهما في بلدين مختلفين، أو بسبب ظروف عمل أحدهما التي تجبره/ا على الانتقال إلى مكان آخر لفترات طويلة.
ولكن قد تفاجئ الظروف الشريكين القريبين بتباعد لم يكن في الحسبان؛ فمن الممكن أن يضطر أحدهما إلى السفر إلى مكان آخر لفترة قصيرة أو طويلة، وخلال السنوات السابقة شهدنا مستجدات أجبرت العديد من الشركاء على التباعد، منها ظهور فيروس كورونا الذي قيَّد السفر في بعض البلاد.
في الحالتين علينا أن نكون مستعدين. التباعد وارد، ولكن علينا أن نؤهل أنفسنا له بحيث نبقي على العلاقة حية بين الشريكين.
كيف نستعد للعلاقات بعيدة المدى؟
من الضروري مناقشة هذا الأمر سوياً قبل بداية العلاقة.
هل توجد احتمالية قائمة بسفر أحدكما إلى بلد أو مدينة أخرى؟
العديد من الأشخاص قد ينشغلون في العلاقات بتحديد القواعد والخطوات الكفيلة بالحفاظ على علاقتهما ولكنهم لا يطرحون على أنفسهم هذا السؤال: ماذا نفعل إذا تواجد أحدنا في مكان بعيد عن الآخر؟
وسواء كان هذا هو الوضع، أو كانت العلاقة بعيدة المدى من الأساس، عليكما التفكير في هذه الأمور:
- لا بد من تفهم أن استمرار العلاقة بعيدة المدى أمر صعب، ويتطلب الكثير من المجهود والصبر من الشريكين.
- يمكنكما مناقشة جميع حالات السفر، هل مسموح بالسفر لفترة محدودة لا تتجاوز مدة معينة أم يمكن السفر لمدد طويلة قد تتجاوز السنوات.
- هل أحد الشريكين مستعد للتنازل من أجل الشريك الآخر. إذا كان أحدهما لا يشعر بالارتياح من هذا الوضع، هل يمكن الاستغناء عن فرصة العمل أو الدراسة، أو هل أحد الطرفين مستعد للتخلي عن مقر إقامته للالتحاق بالمكان الذي يعيش به شريكه؟
- اتفقا على مدة محددة تستطيعان بعدها رؤية بعضكما، بحيث يكون من غير المسموح تخطي موعد اللقاء. حددا مبلغاً معيناً تدخرانه كل شهر لحجز تذاكر سفر إضافية إذا أردتما مقابلة بعضكما في غير مواعيد الإجازات.
كيف نحافظ على العلاقة رغم المسافات؟
المشاركة
اسعيا للتشارك في كل شيء بشكل تلقائي، تشاركا الصور والأغاني والنكات والمنشورات الطريفة.
من المحبب أن يشعر كل منكما أن الشريك الآخر يفكر فيه كلما استمع إلى أغنية أعجبته أو شاهد منشوراً أضحكه.
شاركا تفاصيل يومكما، مثل صور الأماكن المختلفة التي زرتها، أو صورة تلقائية أثناء العمل أو قبل الاستعداد للخروج.
مشاركة هذه التفاصيل ستقلل من الفجوة الناتجة عن التباعد.
بالطبع قد يمل البعض من التواصل الإلكتروني فقط، ولكن من الأفضل التفكير في هذا الأمر كوضع مؤقت.
أما إذا عجزتما عن التأقلم مع هذا الوضع، فعليكما الجلوس سوياً والتفكير في حلول تساعدكما على تجاوز الموقف الحالي، وقد تسرعان بالاتفاق على موعد متاح لتمضية الوقت معاً.
إذا كنتما في بلدين مختلفين يمكن الاتفاق على اللقاء في بلد ثالث قريب منكما ولا يتطلب العديد من إجراءات السفر. وكذلك إذا كنتما في البلد نفسه، يمكن البحث عن مدينة في منتصف المسافة تمضيان فيها الوقت سوياً بدون أن يشعر أحدكما بالضيق.
التلقائية
لا تجعلا المواعيد المحددة تفسد التلقائية.
الكثير من الشركاء يتفقان على ميعاد محدد يومياً للاتصال بشريكه، وفي معظم الحالات تكون هذه المكالمة ليلية. وبالفعل من المحبب أن يكون صوت الشريك/ة آخر ما يسمعه الشخص قبل الخلود للنوم، ولكن ماذا سيحدث إذا كان أحد الشريكين مرهقاً أو واجهه التزام في البلد الذي يعيش به جعله يتأخر عن هذه المكالمة أو يؤجلها؟
سيحدث أن تؤجَّل المكالمة إلى اليوم التالي، أو سيختصر أحد الشريكين وقت المكالمة لانشغاله/ا، وهذا سيُشعِر الطرف الآخر بالضيق، وقد يبدأ في التذمر واتهام الطرف الآخر بالإهمال والجفاء.
حل هذا الأمر بسيط، لأنه لا يوجد ما يمنع من الاتصال والتواصل مع الشريك/ة خلال اليوم، سواء بمكالمات تليفونية أو رسائل نصية، فالتواصل خلال اليوم سيمكنك من معرفة مشاعر الطرف الآخر خلال اليوم، وهل كان يومه طيباً أم سيئاً، وساعتها يمكن أن نتوقع سبب تغير مزاجه/ا في المكالمة الليلية.
الثقة
قد يتخيل البعض أن في حالة تواجد أحد الشريكين بعيداً عن الشريك/ة فإن الفرصة ستكون سانحة للخيانة أو إقامة علاقات أخرى، وقد يبدأ أحد الشريكين في توجيه الاتهامات في حالة انشغال الطرف الآخر أو تواجده وسط أصحابه/ا، وهذا أمر غير صحيح.
العلاقات الناجحة تتطلب الإحساس بالثقة بين الشريكين، وكم من أشخاص أقاموا علاقات جانبية رغم وجود الشريك/ة معهم في نفس المنزل.
لا بد أن تتوفر الثقة بين الشريكين في كل الحالات، أما لو تأكدت بوجود علاقة جانبية، فهذا لا يتعلق بكون علاقتكما بعيدة المدى، ولكن لوجود مشكلة في علاقتكما، تجعل الخيانة محتملة في كل الأحوال.
للاطلاع على المزيد: ماذا أفعل عندما أكتشف خيانة شريكي؟
تَفَهُّم اللحظات الصعبة
كثيراً ما يواجه الشركاء عبر العلاقات بعيدة المدى بعض حالات الملل أو الضيق نتيجة للوحدة أو ضغوط العمل. وعندها قد يبدأ الطرف الأخر بالشعور بالذعر أو الخوف من ضياع العلاقة.
في حالة شعور شريكك بعدم الرغبة في التواصل أو التحدث لا تلجأ/ي إلى تكرار الأسئلة والملاحقة، بل اجعل/ي السؤال واضحاً وقصيراً: هل هناك مشكلة ما؟ هل توجد أزمة بالعمل؟ ماذا يمكنني أن أفعل لأساعدك في الخروج من هذه الحالة؟
إذا لم يكن هناك ما يمكنك المساعدة فيه، تحدث/ي عن مشاعرك صراحة مع الطرف الآخر، ووضح/ي لها أنك تتفهم/ين شعوره/ا بالضيق، وأنك ستترك/ين له/ا مساحة حتى لا يشعر بالضغط، ولكنك موجود/ة دائماً في أي وقت أراد التحدث.
حاول/ي عدم تكرار الأسئلة، ويمكن بدلاً منها إرسال صور لطيفة أو عبارات حب قصيرة، تشير إلى أنك تفتقدينه أو تفتقدها.
اترك/ي له/ا المساحة لاستعادة إقباله/ا على العلاقة مرة أخرى، حين يكون مستعداً/ة لذلك.
الصراحة
من المهم في العلاقات بشكل عام التحدث بصراحة عن المشاعر والاحتياجات المختلفة التي تمران بها، مع العلم أن تأثير العلاقات بعيدة المدى قد يكون مختلفاً عند أحد الشريكين منه عند الآخر.
لذلك في حالة الشعور بتغيرات في الاحتياجات أو مشاعركما تجاه العلاقة، من الأفضل التحدث عن هذه الأمر فوراً ومحاولة مناقشة الشريك/ة عن ما يمكن فعله للوصول إلى مشاعر أفضل.
الحميمية
يعتبر غياب الحميمية والعلاقة الجنسية أكبر تحدٍ قد يؤثر على استمرارية العلاقة بعيدة المدى. قد يؤدي غيابهما إلى الشعور بالجفاء والابتعاد عن الشريك/ة.
حاولا أن تتبادلا العبارات الحميمية باستمرار، يمكنك أيضاً ممارسة إمتاع الذات مع الطرف الآخر من خلال التطبيقات المختلفة لتشعرا بالتواصل واللذة سوياً.
ولكن احرصا على الالتزام بنصائح الأمان الإلكترونية حتى لا تتعرضا للإبتزاز أو تسريب أي مكالمات أو صور.
للاطلاع على المزيد عن الأمان على الإنترنت: الحب على الإنترنت.. الخصوصية والأمان الشخصي
أخيراً، إذا حدث ولم تستمر العلاقة بعيدة المدى، فهذا لا يعني أنها لم تكن علاقة قوية أو حقيقية، إنما هي علاقة ذات تحديات أصعب، وقد لا يستطيع بعض الشركاء اجتياز هذا الاختبار.
سامش بنفس الطريق
سامش بنفس الطريق
عليهما ان يبحثان عن طرق آمنة…
عليهما ان يبحثان عن طرق آمنة للسعادة..
وليس امامهما سوى امتاع الذات…
وليس امامهما سوى امتاع الذات من خلال التواصل عبر الإنترنت على اقل تقدير
بقالنا سنتين في علاقتنا واحنا بعاد عن بعض
Kolhom awrad