لماذا نظن أن الحياة الجنسية تتوقف بعد الستين؟
من خلال الحديث مع بعض كبار السن الذي وافقوا أن يفتحوا لي قلوبهم؛ سنحاول أن نفهم في هذا التقرير لماذا يظن البعض أن ممارسة الجنس يجب أن تنتهي مع تقدم العمر؟
في بعض الأحيان؛ وفي كثير من المجتمعات؛ يُنظر إلى الجنس على أنه ليس حاجة من الحاجات الإنسانية الأساسية، والكثير لا يعرفون التغيرات التي قد تحدث للجسم سواء بالسلب أو بالإيجاب حين ممارسة الجنس أو عدم ممارسته؛ وهذا لأن الجنس في معظم الثقافات-إن لم يكن كلها- له بعد اجتماعي وأخلاقي، وقد أصبح من الصعب التحدث مع الناس عن الجنس كحاجة إنسانية مجردة مثل تناول الطعام أو الإخراج.
ويندرج السن تحت بند تلك الإطارات الاجتماعية والاخلاقية التي تحدد علاقة الإنسان بممارسة الجنس، وعادة في المجتمعات العربية يُنظر إلى كبار السن – فوق الستين عاماً- ؛ على أنهم قد أنهوا مشوار حياتهم الجنسية سواء بسبب الحالة الصحية، أو مكانتهم الاجتماعية كآباء وأجداد.
لفتت نظري دراسة حديثة نشرت تحت عنوان “Nothing to be ashamed of: sex robots for older adults with disabilities” أو ” لا شيء تخجل منه: الروبوتات الجنسية لكبار السن ذوي الاحتياجات الخاصة”؛ تلك الدراسة أجريت بغرض توفير الجنس لكبار السن الذي لا يستطيعون الحركة، وهذا لعلم الباحثين والعاملين في الطب الدور الذي تلعبه الممارسة الجنسية في تحسين الصحة البدنية والعقلية والعاطفية.
فهل يدرك كبار السن ومن حولهم في مجتمعنا العربي أهمية ممارسة الجنس وأن يكون للشخص الذي تعدى الستين عامًا حياة جنسية صحية؟
من خلال الحديث مع بعض كبار السن الذي وافقوا أن يفتحوا لي قلوبهم؛ سنحاول أن نفهم في هذا التقرير لماذا يظن البعض أن ممارسة الجنس يجب أن تنتهي مع تقدم العمر؟ ولماذا أيضاً يجب أن نلقي الضوء على التحديات التي يواجهها كبار السن عندما يفكرون في ممارسة الجنس؟
” زوجتي ترفض الحلول البديلة”
ما قد لا تعرفه بعض النساء أحياناً عن الرجال أن ممارسة الجنس مع شريكة حياتهم وإسعادها أثناء تلك الممارسة؛ يكون له دور كبير في رضا الرجل عن نفسه وخاصة عندما يكبر في السن؛ هكذا يوضح لنا مجدي -66 عامًا-.
في بداية الستينات من عمره أصيب مجدي بأزمة صحية –جلطة دموية في المخ- والتي كان لها تأثير سلبي على قدرته على الانتصاب، ولكن أيضاً – يوضح لنا- هو لم يفقد رغبته الجنسية، ولا زال يريد ممارسة الجنس مع زوجته خاصة وأنها أصغر منه – 50 عاماً- وفي حالته الصحية ممنوع عليه استخدام أي منشطات جنسية.
يوضح لي مجدي أنه عرض على زوجته بدائل للمتعة الجنسية بينهما، حتى أنه كان متقبلاً لفكرة أن يجربا سوياً بعض الألعاب الجنسية، وكان يشعر أنه رجل يفكر بعملية وعقلانية لحل المشكلة؛ ولكنه تفاجأ برد فعل زوجته والتي اتهمته بأن “مخه باظ” وأن الجلطة أثرت في صحته العقلية.
يتساءل مجدي: “هل لأني وصلت لهذه السن وتعرضت لأزمة صحية؛ لم يعد من حقي أن أعيش حياة جنسية حتى لو كانت غير معتادة؟”؛ والأمر الذي أثار غضبه أكثر أن زوجته اشتكت لابنهما من اقتراحاته، وقد كان رد فعل ابنه أنه شخصياً كشاب لم يعد مهتماً بالجنس بسبب مشاكل الحياة و”انت في السن ده لسه بتفكر في الجنس؟”
مجدي لم يستسلم للأمر وتزوج عرفياً من امرأة تعرف عليها على الإنترنت.
الخجل من الابناء
تخبرني أمل – 68 عاماً- أنها قد يكون لديها جرأة أن تتحدث مع ابنتها عن احتياجاتها الجنسية؛ ولكن فكرة أن يعرف ابنها أو يفكر أنها “تحتاج” للجنس فكرة مخيفة ومحرجة بالنسبة لها للدرجة التي تجعلها تتخلى عن فكرة الجنس نفسه.
“يظن البعض أننا كبار السن لا نحتاج الجنس مثل الشباب؛ ولكن الحقيقة أننا نحتاجه أكثر منهم”؛ هكذا أخبرتني أمل وهي تتحدث عن خمسة عشر عاماً عاشتها دون ممارسة جنس منذ وفاة زوجها، وكانت تظن أنه كلما تقدم بها العمر ستنسى الأمر أو رغبتها ستتراجع؛ ولكن الأمر الغريب الذي واجهته؛ انه كلما تقدمت في العمر، زادت حاجتها الجسدية والنفسية للجنس؛ وصار أيضاً من الصعب في المجتمع المصري أن تصارح من حولها بهذه الرغبة حتى تتزوج.
تؤكد لي أمل إن عدم ممارستها للجنس خاصة في هذا العمر؛ يتركها فريسة للعصبية والشعور بالوحدة والحزن، خاصة أنها لم تكن تعيش حياة جنسية صحية مع زوجها المتوفي، كما أنها لا تستطيع الوصول للأورجازم في كل مرة تمارس فيها الاستمناء، بجانب أن الظروف التي تعيش فيها تمنعها من الاختلاء بنفسها معظم الوقت.
“أوقات أفكر في الزواج، حتى لو سأقول للناس أنه بغرض الونس فقط”؛ تخبرني أمل ولكنها تضيف أنها تشعر بالفزع كلما فكرت أن تخبر ابنها بهذا الأمر أو أشقائها الذكور، وتتوقع أن يقولوا عليها أشياء مثل “اتجننت على كبر”.
“المجتمع لا يعرف شيئًا عن كبار السن”
“عادة ما يتخيل الناس أن كبار السن هم مجرد آباء وجدود”؛ تخبرني عزة – 63 عامًا أرملة -، وتتساءل لماذا ترى السخرية والتقزز في عيون بعض الناس حين يظهر رجل أو امرأة كبيرة في السن في أي عمل درامي يحتاج أو تحتاج ممارسة الجنس؟
ترى عزة أن للدراما دور كبير في بروزة تلك الصورة عن كبار السن؛ أنهم إما مثيرين للشفقة أو السخرية، وروّجت الكثير من النكات عن هذا الأمر سواء في الدراما أو في المجتمع نفسه، وتؤكد لي أنها في هذه السن تشعر بالحاجة للجنس وأن يلمسها إنسان آخر أكثر ما كانت تحتاجه وتفكر فيه في سن أصغر.
ومع ذلك ليس لدى عزة الجرأة أن تواجه أبناءها وأسرتها عن حاجتها للزواج وتعترف لي أنها في السنوات الأخيرة اقتحمت عالم الإنترنت بحساب مزيف لتتحدث مع الرجال عن الجنس من أجل تفريغ طاقتها الجنسية، ولكن هذا يشعرها بالذنب والوحدة بعد ذلك، وتتمنى أن يتفهم من حولها حاجتها لوجود رجل في حياتها يمنحها المتعة الجنسية دون النظر للسن الذي وصلت له.
“لا أبحث عن الونس فقط”
“يندهش البعض حين اقول إنني لن أتزوج إلا رجل أصغر مني”؛ تخبرني نادية -68 سنة أرملة- وأم لثلاثة أبناء متزوجين، وتوضح لي أن وجهة نظرها عن المجتمع الذي نعيش فيه هو أنه يمنح الحقوق ويسلبها للآخرين وفقًا لوجهة نظره، ووجهة نظر المجتمع أن كبار السن لا يحتاجون الجنس وسعادتهم في نجاح وسعادة أبنائهم فقط، وهي لا ترى أن هذا حقيقي.
هي تعيش وحدها الآن، وتفتقد ممارسة الجنس خاصة وأن زوجها توفي منذ عشر سنوات، وأبنائها لا يمكن أن يتقبلوا فكرة زواجها، ولذلك هي قررت الزواج في السر دون علمهم، وفي رحلة بحثها عن زوج كانت ترفض العروض من رجال في سن أكبر منها.
“بعض الرجال في هذا السن لديهم نفس نظرة المجتمع أن الزواج في سن كبيرة ليس من أجل الجنس بل من أجل الونس فقط”، وهي لا تبحث عن الونس فقط، وعندما سألتها هل إذا كان الرجل الكبير في العمر المتقدم لها والذي لا تسمح له صحته بممارسة الجنس، لديه استعداد لاستخدام بدائل للمتعة الجنسية بينهما؛ هل ستوافق؟
قالت إنها ستوافق ولكن من الصعب أن تجد رجل يفكر بهذه الطريقة وإذا تحدثت معه بصراحة في الموضوع ستسمع منه تعليقات سخيفة عن عمرها وأنها لا زالت لديها رغبة في هذا السن كما يعلق الكثير.
الممارسة الجنسية ليست إيلاجاً فقط، وإذا كان السن والحالة الصحية تسلب من الرجل قدرته على الانتصاب، فهناك العديد من الوسائل الأخرى التي يمكن أن يصل بها الرجل والمرأة في العملية الجنسية للنشوة دون إيلاج. الإمكانية الجسدية للمتعة دائماً متاحة مهما كان العمر والحالة الصحية، ولكن الإمكانية الذهنية والثقافية للمجتمعات عن كبار السن والتي تنتقل لهم بالضرورة؛ هي ما تقف عائقاً أمام قدرة كبار السن على الاستمتاع بالجنس.
التخلف وعدم الادراك ان الانسان مهما تقدم به السن فانه يبقى انسان واي انسان في الدنيا يفكر بان السن له علاقة في الحب والجنس والمشاعر فهي باقية الا ان ياخذ الله امانته
ءاحلاء مايكون منكن هوا تقديم مثل هذا الأشيأ لغرض الثقافة الجنسية
أهلاً بك/
برأيك ماهو السبب وراء تقديم مثل هذه المعلومات ؟
ما بعد رجال الخبرة العملية فى زوجة فى الخمسين ورجل فى السبعينات مثلى من تعليق . لأن الله سبحانه وتعالى الذى خلق فينا هذه الرغبة فى الجماع الجنسى قادر على يعطينا الاستمتاع الجنسى طالما نخافه ونعبده وليس الجنس
لكن ارغب فى معرقة خطوه خطوة كيف تتم هذه الممارسة ان شاء الله طبيا وعمليا
أهلاً بك/
هل توجد لديك أي مشاكل في ممارسة العلاقة الجنسية؟