“ينبغي أن تأكلي لكِ وللجنين”.. لا تصدقي هذه الخرافات عن الحمل

تنتشر العديد من الخرافات والأساطير عن الحمل، بعضها عائد إلى المعتقدات القديمة الخاطئة، وبعضها عائد إلى الصور غير الواقعية التي تظهر في السينما والتلفزيون. في هذا المقال نفنّد أكثر هذه الخرافات انتشاراً.

يأتي الطبيب ويخبر الزوجين: “مبروك المدام حامل”، فينشرح صدر الزوجين وتسعد كل العائلة.

يقول الزوج لزوجته: “ارتاحي في السرير يا حبيبتي، هعمل أنا كل شغل البيت”.

وتأتي الأم لتخبر ابنتها الحامل: “لازم تاكلي كتير ليكي وللنونو”.

تبدأ الحامل في سماع نصائح ومعلومات كثيرة حول حملها، وطريقة معرفة نوع الجنين، وغيرها من المعلومات حول صحةالحامل والجنين.

هذه ليست مجرد مشاهد متكررة في الأفلام والمسلسلات المصرية والعربية، الحقيقة أنها أقرب إلى واقع الحياة اليومية.

في هذا المقال، سنوضح المعلومات الخاطئة والخرافات الشائعة عن الحمل وصحة الحامل.

 

خرافات الأطعمة والحمل

1. “لا بد من زيادة كمية الطعام إلى الضعف، أن تأكلي لكِ وللجنين”.

من أشهر المعلومات الخاطئة أن الحامل لا بد أن تضاعف كمية الغذاء أثناء الحمل. والحقيقة أن الحامل لا تحتاج لزيادة كميات الطعام، فقط تحتاج إلى الحرص على تناول وجبات متوازنة تحتوي على كل العناصر الغذائية المطلوبة من بروتين ونشويات ودهون ومعادن وفيتامينات، وزيادة كمية السوائل والفواكه والخضروات الطازجة خلال اليوم لمنع الإمساك والجفاف.

2. “لا تأكلي سمك أو فراولة فهي تسبب حساسية للجنين”.

إذا تناولت الحامل طعاماً يسبب لها الحساسية قبل الحمل فمن الطبيعي والمنطقي أن تمتنع عنه أثناء الحمل، ليس لأنه سوف يسبب حساسية للجنين، لكن لأنه سيسبب لها هي الحساسية.

لا يوجد دليل علمي على أن الحساسية تنتقل للجنين، ولذا إذا لم تكن الأم مصابة بالحساسية من بعض أنواع الأطعمة قبل الحمل، فلا داعٍ للامتناع عن أي نوع من الأطعمة أثناء الحمل.

3. الوَحَم

كثيراً ما تسأل الحامل الطبيب/ة: “أنا أتوحم وأشتهي تناول الكبدة (مثلاً)، فهل لو امتنعت عن تناول الكبدة سوف تظهر في جسد طفلي علامة تشبه الكبدة؟

تتخيل بعض الأمهات أن الوحمة الدموية بعد الولادة دليل على أن الأم اشتهت طعاماً معيناً ولم تتناوله، فتظهر الوحمة.

لا يوجد أي دليل علمي على هذا الكلام، وهو من قبيل الخرافات فقط لا غير.

الوحمات التي تظهر بعد الولادة لها أسباب طبية معروفة، كعيوب في الأوعية الدموية أو تصبغات، ليس من بينها الامتناع عن تناول ما اشتهته الأم أثناء الحمل، وفي معظم الأحوال لا يكون لها أي ضرر.

الحامل والقهوة
shutterstock

4. من الممنوع تناول القهوة أثناء الحمل

لا يوجد مانع من تناول القهوة أثناء الحمل، وذلك في حدود فنجان أو اثنين يومياً، أما الإكثار من تناول القهوة فهو ما نعتبره خطأ، سواء للحامل أو غير الحامل، لأنه قد يسبب اضطرابات النوم وزيادة في معدل ضربات القلب.

5. “لا تأكلي الأطعمة الحارة (الحرّاقة) أو التمر أثناء الحمل، لأنها قد تسبب الولادة المبكرة”.

لا يوجد دليل علمي على أن بعض المأكولات تسبب سقوط الحمل أو الولادة المبكرة. صحيح أن بعض الأطعمة والمشروبات تسبب انقباضات الرحم مثل التمر، لكن تناولها بشكل متوازن ومعقول لن يسبب أي ضرر.

بالنسبة للطعام الحار (الحرَّاق) فهو قد يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي لأي شخص إن زاد عن حدّه، لكن ليس له علاقة بالولادة والجنين.

 

خرافات الحركة والحمل

1. التزام السرير والامتناع عن ممارسة الرياضة

من أكثر الخرافات حول الحمل هو ضرورة امتناع الحامل عن الحركة أو ممارسة الرياضة. والحقيقة أن 97% من الحوامل يستطعن ممارسة أنشطتهن اليومية العادية من أعمال منزلية تتطلب الحركة وخروج للعمل والزيارات والفسح دون مشاكل أو خوف، بل يستطعن ممارسة رياضات خفيفة ومتوسطة مثل المشي والجري الخفيف والرقص.

نادراً ما يطلب الطبيب/ة من الحامل الامتناع عن الحركة إلا في حالات استثنائية مثل حالات النزيف أثناء الحمل، هذه حالات خاصة وتكون بطلب من الطبيب/ة.

2. السباحة والاستحمام بماء ساخن

كثيراً ما تعتقد الحوامل أن الاستحمام بماء ساخن يضر الجنين، وهذا كلام ليس له أساس من الصحة.

بالطبع لا ينبغي الاستحمام بماء شديد السخونة سواء للحامل أو غيرها، لكن ما يجب الامتناع عنه هو حمامات البخار المغلقة (sauna) لأنها قد تؤدي إلى ارتفاع سريع في درجة حرارة الجسم وبالتالي من الممكن أن تؤذي الحامل أو الجنين.

أما بالنسبة للسباحة فلا مانع منها في البحر والمياه المفتوحة، ولكن ينبغي الحرص من السباحة في مياه حمامات السباحة، خوفاً من حدوث أي عدوى مهبلية.

 

خرافات حول نوع الجنين وطريقة الولادة

1. “إذا كبرت أنف الأم أثناء الحمل، فالمولود ذكر!”

ويقال أيضاً أنه إذا كانت الأم تشعر بحرقان في فُم المعدة فالمولود ذكر.

الحقيقة أن أحداً لا يستطيع التنبؤ بنوع الجنين من أي من العلامات التي تحدث أثناء الحمل نتيجة التغيرات الهرمونية الطبيعية.

التكهن بنوع الجنين
shutterstock

حرقان فُم المعدة سيحدث على أي حال في أي حمل بسبب ارتخاء صمام المعدة والمريء بفعل الهرمونات، أو بسبب ضغط الجنين في الشهور الأخيرة على أحشاء البطن عموماً.

و على أي حال، معرفة نوع الجنين أصبحت حالياً سهلة عن طريق السونار بعد الأسبوع ال19 للحمل، فلا داعٍ للتكهن بالنوع من خلال العلامات الجسمانية على الحامل.

2. “إذا ولدت الأم ولادة قيصرية فلن تستطيع الولادة الطبيعية بعد ذلك”.

هذا خطأ شائع جداً، والحقيقة أن الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية أمر ممكن ومتاح.

فكل ولادة لها ظروفها وأوضاعها والأسباب التي قد تتطلب الولادة القيصرية أو لا تتطلبها، لذلك لا يوجد مانع بشكل مبدئي وعام من الولادة الطبيعية بعد القيصرية إلا في حالات معينة يحددها الطبيب/ة المسؤول/ة عن متابعة الحامل.

 

للإطلاع على المزيد: ولادة طبيعية أم قيصرية؟ ولماذا؟

 

خرافة ممارسة الجنس أثناء الحمل

بعض الأزواج يعتقدون أن ممارسة الجنس أثناء الحمل تسبب سقوطه، والحقيقة أنه لا علاقة بين ممارسة الجنس أثناء الحمل وفقدان الجنين أو الولادة المبكرة.

ونادراً ما يطلب الطبيب/ة من الحامل الامتناع عن ممارسة العلاقة الحميمية إلا في حالات مثل انفصال المشيمة المبكر أو نزول ماء الولادة مبكراً.

لذلك، استمتعي بعلاقتك الحميمية بشكل طبيعي.

دوار وغثيان الصباح يحدث في الصباح فقط

رغم أنه شائع أن دوار الصباح يحدث في الصباح الباكر إلا أنه قد يحدث في أي وقت من اليوم أثناء الشهور الثلاثة الأولى للحمل، فكل سيدة تختلف عن غيرها.

تربية القطط والحمل

لا يوجد مانع من التعامل مع قطتك أثناء الحمل. لكن احذري من ملامسة برازها فهو قد ينقل مرض المقوسات Toxoplasmosis.

واحذري من تنظيف مكان إخراج القطة وارتدي القفازات عند الاضطرار لذلك.

لقاحات كورونا والحمل

منذ أن بدأت دول العالم في إعطاء لقاحات كورونا لمواطنيها، تنتشر الكثير من الأقاويل حول أضرار اللقاحات على الصحة الإنجابية عموماً.

نريد أن نؤكد أنه حتى الآن لا يوجد مانع من تلقي الحوامل لقاحات كورونا، ولا توجد دلائل علمية -حتى الآن- على حدوث أضرار للحوامل أو الأجنة.

وفي كل الأحوال، الأمر شخصي ولا يوجد إلزام للحامل أو غيرها لتلقي التطعيم. ولكن المهم هو متابعة توصيات منظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة العدوى بخصوص هذا الشأن دون الالتفات لأي كلام رائج غير علمي.

للإطلاع على المزيد: تأثير لقاحات كورونا على الصحة الجنسية والإنجابية

مصادر:

Medical news today

Pregnancybirthbaby

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات