الأورجازم
Shutterstock

استمتعي بعلاقتك الجنسية.. لأنك لن تصلي للأورجازم في كل مرة

تنشغل المرأة بمسألة بلوغها النشوة عند ممارسة الجنس، بل أن نشوة المرأة تشغل بال الرجل أيضاً، ولكن الحقيقة أن النشوة ليست مضمونة مع كل ممارسة.

تحكي لي صديقة عن عدم اكتراثها بالنشوة الجنسية، تقول لي إنها تستمع بالجنس وبكل ما يحدث فيه أكثر من النشوة، تظن أن الحديث عن النشوة Overrated أو مبالغ فيه على حد قولها.

كان قولها مفاجئاً بالنسبة لي، كيف لا تكترث سيدة بالنشوة؟ هل النشوة فعلاً أمر مبالغ فيه؟

بحسب مقال منشور على موقع Psychology Today يقول الكاتب إنه عندما يتعلق الأمر بالنساء، يبدو أن النشوة الجنسية تشبه إلى حد كبير السحر في عالم هاري بوتر: البعض يمتلكه والبعض الآخر لا يمتلكه.

ولكن المهم حين نقرأ المقال أن نعرف أن النشوة الجنسية ليست وجبة أساسية عند ممارسة الجنس. عَبْر العديد من الدراسات المختلفة في السنين الماضية، لاحظ العلماء أن ما بين 60% إلى 80% من النساء لن يصلن إلى النشوة الجنسية أثناء ممارسة الجنس، وأن 10% أخريات لن يصلن إلى النشوة الجنسية على الإطلاق في حياتهن.

يطرح هذا سؤالًا مثيرًا للاهتمام: هل يجب على النساء توقع المزيد من هزات الجماع أثناء ممارسة الجنس؟

يشير جيمس شيرلوك، باحث الدكتوراه بجامعة كوينزلاند، في مقاله المذكور، إلى أن إجابة هذا السؤال تتطلب النظر إلى أمرين رئيسيين:

الأمر الأول هو المقصود بـ “الجنس” في هذا السياق، وهل يشير الجنس فقط إلى الجماع بين القضيب والمهبل؟ ولا يقصد به أي من الأنشطة العديدة الأخرى التي تتم قبل أو بعد أو أثناء الجماع، أو تلك التي يمارسها الشركاء من نفس الجنس؟ بالطبع لا يمكن التقليل من شأن أهمية هذه العوامل.

الأمر الثاني يتعلق بمسألة “الضرورة” في هذا السياق، بالطبع ينبغي أن تحصل جميع النساء على النشوة الجنسية في كل مكان وفي أي وقت تختاره، بمفردهن أو مع شريك من اختيارهن. لكن بناءً على ما نعرفه، هل هذا توقع معقول؟

نحن نعرف أنه في أي لقاء في غرفة نوم، لن تصل معظم النساء إلى النشوة، ولكن هناك عدد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ذلك:

 

  • على سبيل المثال، يمكن أن لا يكون الرجال أكفاء في السرير أو جاهلين تمامًا بما تحتاجه النساء. يصعب إنكار هذه الحقيقة. على سبيل المثال، في إحدى الدراسات، كان أكثر من 40٪ من الرجال الباكستانيين غير مدركين أن الإناث يمكن أن يصلن إلى النشوة الجنسية.
  • عدم الانتباه إلى التفاصيل جزء من الأمر، ولكن حتى في العلاقات طويلة الأمد حيث يتوقع الشركاء ما يحتاجه الطرف الآخر، قد لا تصل النساء للنشوة الجنسية .
الأورجازم ليس مضموناً
shutterstock
  •  هناك الكثير من المعلومات المتعلقة بعلم التشريح وخاصة تشريح الجهاز التناسلي الأنثوي التي يتم تجاهلها هنا والتي يمكن أن تفسر لماذا -بغض النظر عن مدى الجهد أو مدى مهارة شريكك- تظلين عاجزة عن الوصول إلى النشوة.
  •  تحتاج النساء إلى وقت أطول للوصول للنشوة من الرجال، ويعتبر هذا عقبة أساسية لعدم الوصول لللإشباع المشترك. بالإضافة إلى أن الجينات تلعب دوراً في وصول المرأة للأورجازم.

توجد معلومة أخرى مهمة، وهي أنه مع زيادة الوعي الجنسي في الإعلام (والمقصود الغربي بشكل خاص) صار غياب الأورجازم من العملية الجنسية يعتبر أمراً غير طبيعي، رغم أنه في الواقع، وعلمياً، لا يعتبر الأورجازم مضموناً طوال الوقت.

تشير هذه النقطة إلى انشغال الإعلام الغربي بالحديث عن الأورجازم كتعبير عن تحرر المرأة من الكبت الجنسي ومن تشييئها لصالح استمتاع الرجل، ولكن هذا قد يمثل ضغطاً على المرأة لتحقق تحررها، رغم أن الأورجازم ليس ضرورياً في كل مرة.

أخيراً يصل الكاتب في مقاله إلى رأي يشبه رأي صديقتي في بداية المقال، الأورجازم إضافة مرحب بها في عالم الجنس، ولكنها ليست مضمونة.

 

الرجل أيضاً مشغول بنشوة المرأة

 

ليست المرأة فقط المشغولة بوصولها للأورجازم، كذلك الرجل، مثلما هو مشغول بنشوته، فهو مشغول بنشوة المرأة أيضاً.

يحتاج الرجال إلى وصول المرأة للأورجازم حتى يشعرون بذكوريتهم، إذ يمثل الأورجازم بالنسبة لهم “إنجازاً ذكورياً”.

يعتمد هذا الرأي على دراسة أجراها باحثون بجامعة ميتشيجن، طُلب فيه من 810 رجال أن يقرأوا وصفاً جنسياً يحدث فيه أن تصل امرأة للأورجازم أو لا تصل، ووجدت الدراسة أن الرجال شعروا بذكوريتهم وزيادة في ثقتهم الجنسية حين كان الوصف يشير إلى وصول المرأة للأورجازم.

أشار الباحثون إلى التأثير الإيجابي لهذا الشعور على المرأة، إذ يستثمر الرجال جهداً أكبر حتى يوصلون المرأة التي معهم للأورجازم. ولكن في المقابل، إذا تحول الأمر في ذهن الرجل إلى هوس، قد يمنع المرأة من التعبير عن مدى رضاها الجنسي صراحة، وقد تزيف شعورها بالأورجازم لإرضاء الرجل، وهذا أمر شائع.

تضيف الدراسة أن العديد من النساء الذين يلجأون للاستشارة الطبيبة من أجل الوصول للأورجازم يكون في ذهنهم شعور شريكهم بعدم كفاءته.

نصائح للوصول إلى الأورجازم
shutterstock

أصبحت هزات النشوة الجنسية لدى المرأة متجذرة في إحساس الرجل بالذكورية، فقد يُنظر إلى ندرة هزات النشوة الجنسية على أنها “فشل” في مهارات الرجل أو براعته، أو تصور نوع من الخلل الوظيفي الطبي أو النفسي أو الاضطراب داخل المرأة.

 

كيف تصلين للنشوة

 

من المهم أولاً أن نعرف أن الاستمتاع الجنسي ضروري سواء وصلت للنشوة لا، ليس من المفترض أن تكون النشوة الجنسية وجبة أساسية مع كل ممارسة.

ولكن في العموم يمكن أن تضعي في ذهنك هذه النصائح التي وضعها مايكل كاسلمان في مقاله بموقع Psychology Today:

  • لا تعتذري عن ذلك، بل أعيدي التنظيم. الاعتذار يقر بالمشكلة لكنه لا يساهم في علاجها. بدلاً من ذلك، القي نظرة ثاقبة على حياتك بما فيها الممارسات الجنسية، وحاولي تحديد العوامل التي قد تضعف قدرتك على الحصول على النشوة. لمزيد من المعلومات يمكن الاطلاع على هذا الموضوع عن طريقة عمل الأورجازم في البيت.
  • استخدمي مزلقات حميمية، إذ يعزز اللعاب والزيوت النباتية والمزلقات التجارية متعة اللمس الحسي وغالباً ما تسرِّع النشوة الجنسية، المزلقات التجارية متوفرة بدون وصفة طبية في الصيدليات تجدها بجانب الواقيات الذكرية.
  • صححي المفاهيم الخاطئة، إذ يعتقد الكثير من الرجال والنساء أن المرأة “يجب” أن تبلغ النشوة أثناء الجماع. ومع ذلك، تظهر الكثير من الأبحاث أن 25 في المائة فقط من النساء يصبن بالنشوة الجنسية فقط من الجماع المهبلي. تحتاج ثلاثة أرباع النساء إلى مداعبات البظر المباشرة: التدليك اللطيف باليد أو المداعبة الفموية. وتتفق العديد من الدراسات الحديثة على أن السبب الرئيسي وراء صعوبة وصول النساء إلى النشوة الجنسية هو أن عشاقهن لا يقدمون ما يكفي من مداعبة البظر.
  • قلل/ي من تناول الكحول. يزيد الكحول من احتمالية أن يقول الناس “نعم” للدعوات الجنسية، لكنها تضغط على الجهاز العصبي وقد تمنع النشوة الجنسية. مع تقدم الناس في العمر، يزداد احتمال تثبيط النشوة الجنسية الناتج عن الكحول. إذا كانت النشوة الجنسية تمثل مشكلة بالنسبة لك، قللي من تناول الكحوليات.
  •  المخدرات والأدوية المضادة للقلق والأدوية الأخرى التي تغير الحالة المزاجية قد تؤدي أيضاً إلى تدمير النشوة الجنسية. هل تتناولين أي أدوية قد تمنع النشوة الجنسية؟ ابحثي على الإنترنت واسأل طبيبك أو الصيدلي. إذا كان الأمر كذلك، اسألي طبيبك عما إذا كان بإمكانك التبديل إلى دواء آخر.
هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (1)

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات