في مجتمعاتنا الشرقية، يتعلم الصغار أن التعبير عن مشاعرهم ضعف وعيب بهم يستلزم الإصلاح والتهذيب.
يتعلم الفتى أن البكاء عار والحب ضعف والاحتياج يقلل من رجولته. يعاقب الطفل إذا بكى أو صرخ أو تمسك بحضن أمه.
أما الفتاة، فتتعلم أن البكاء يرقق قلب الأب الحازم ويخفف العقاب الصارم. تتعلم الطفلة أن جسدها مقزز وأن شعرها يجب أن يكون طويلاً ناعماً وبشرتها يجب أن تكون بيضاءً صافيةً وفمها يجب أن يكون صغيراً مغلقاً، بلا صوت أو رأي.
يستمر القمع في المراهقة، حتى ينفصل الشباب والشابات، أكثر، عن رغباتهم الحقيقية، وتكبر أجيال غارقة في ضلالات النفس، ولا تعلم كيف تعبر عن نفسها؛ لا يعلمون كيفية التعبير عن مشاعرهم ورغباتهم الجنسية.
خاصة الفتيات – كيف تعبرن عن رغباتهن الجنسية؟ هل من حقهن أصلاً مشاعر الشهوة والرغبة؟ هل مسموح لهن بالتعبير عنها؟
في حالات كثيرة، تكون اللغة المنطوقة عكس الحقيقة تماماً
الحقيقية ضاعت وسط متناقضات المجتمع الشرقي، والأمر اليوم يستلزم رجلاً من طراز خاص، ليفك شفرة الرغبة الجنسية التي تعبر عنها شريكته. تستخدم المرأة أكثر من طريقة للتعبير عن رغباتها الجنسية، منها اللغة المنطوقة ولغة الجسد.
قد يظن الرجل أن من تستخدم اللغة المنطوقة هي الأكثر وضوحاً، ولكن الرجل الخبير يعلم أنه، في حالات كثيرة، تكون اللغة المنطوقة عكس الحقيقة تماماً.
مثلاً، قد تسأل المرأة،
* إذا كانت قد وصلت للرعشة الجنسية وقد تجيب بالإيجاب حتى لا تجرحك وحتى تتجنب الاتهام بالبرود الجنسي.
* إذا كانت تفضل هذه اللمسة أو تلك وقد تصمت خوفاً من الاتهام بالخبرة السابقة.
* إذا كانت تريد أن تجرب وضعاً جديداً وقد تجيبك بالإيجاب فقط لتسعدك وترضيك.
بالنسبة للغة الجسد، تطلب قراءة لغة جسد المرأة رجلاً حساساً متفهماً متفتحاً. مثلاً، إذا لاحظ الرجل أن شريكته لا تغمض عينيها قط أثناء المداعبة، هذا معناه أنها متيقظة متحفزة وليست في حالة استرخاء أو متعة. السبب قد يكون بعيد تماماً عن المداعبة نفسها؛
قد يكون السبب هو عدم الثقة بنفسها، أو عدم شعورها بالأمان، أو خوفها من أن يصدر شريكها أي أحكام على جسدها أو أخلاقها أو أسلوب حياتها أو تربيتها.
عزيزي الرجل، إذا أردت أن تفك شفرة تعبيرات شريكتك عن رغباتها الجنسية عليك بالآتي:

تقبلها كما هي، شكلاً وموضوعاً، وقم بالإطراء عليها وعلى تفاصيل جسدها حتى تتخلص، مع الوقت، من عبء الخجل من الجسد.
كن صادقاً معها مخلصاً لها حتى تشعر بالأمان معك وبين أحضانك.
لا تصدر أي أحكام عليها ولا تتهمها بأي شيء.
لا تسألها عن الماضي ولا تشكك بإخلاصها لك في الحاضر أو المستقبل.
تمهل في كل لمسة حتى تتعرف على تعبيرات جسدها! متى تتأوه أو متى تتقوس أو متى تبتسم ابتسامة خفيفة.
تبادل معها الكثير من القصص والحكايات لتتعرف على وجهها وتعبيراته. نفس هذه التعبيرات ستجدها في العلاقة الخاصة بينكما.
اقرأ معها كتب عن الجنس أو قصص جنسية ذات طابع رومانسي، ومن خلال مناقشة هذه الكتب، أو الروابط، ستتعرف على رغباتها.
إذا طلبت منها شيئاً ورفضته صراحةً، لا تلح. في وقت أخر اطرح الموضوع للنقاش الموضوعي لتتعرف على مخاوفها.
ضع قواعد للمكاشفة في العلاقة بينكما، وأولها أن تذكرها بحقها في الرفض في أي وقت حتى لا تضطر للتصنع.
اقرأ عن الجنس بدون إيلاج، واستخدم هذه المعلومات كخريطة عامة تدلك في استكشاف حقل ألغام الرغبة الجنسية للمرأة.