يلمسني
Pexels

لا تقبلي برجل لا يلمسِك!

“الرجل الذي يلمسك روحياً، هو رجل واثق وقادر على الوصول إلى روحك، يعرف نفسه جيداً ويعرف ما الذي يريده في الحياة،..”

اللمس حاسّة مُهمة في العلاقات الانسانية عموماً، وأوّل حاسّة يطوّرها الطفل ويستقبل منها ويتعلّم، ولعلها الأهم في العلاقة بين الرجل والمرأة، كُل كلام الحُب والجمل والرسائل والصور والهدايا قد تُختصر في لمسة بعينها من الرجل الذي تحبينه، أو في طريقة يمسك يدك بها، أو في ضمة معيّنة يستقبلك بها في مكان عام.

علاقة دون تلامس…
لا تقبلي برجل لا يلمسك، أو يبدأ عناقاً أو يقبّلك فقط إذا كان هذا مقدّمة للجنس، ويتجنّب لمسِك أمام الناس، قاصراً علاقته بك فقط على الأربعة حيطان، أو يجلس في وسط دائرة من الأصدقاء دون أن يمسك يدك، أو يضع ذراعه على كتفك، هذه اللمسات البسيطة اليومية، هي التي تجعلنا أقرب، روحياً وجسدياً وعقلياً.

معنى حصولِك على لمسات أو ضغطات يوميّة نابعة من الحُب والاهتمام، أنك أسعد وصحّتك النفسيّة أفضل، أشارت بعض الدراسات النفسيّة مؤخراً إلى أن من يحصُل على مساج أو تدليك، هوَ أسعد حالاً بالتأكيد ممن لا يحصُل أبداً، حتّى لو كان هذا المساج عند متخصصين وتدفعين مقابله.

اللمس وسيلة تواصل
تيفاني فيلد، الباحثة المتخصصة ومديرة معهد دراسات اللمس في مدرسة ميامي ميلر الطبيّة، أجرت دراسة على مجموعتين، أحدهما حصلت على حوارات اجتماعية ثريّة وزيارات منتظمة، والأخرى حصلت على زيارات اجتماعية مليئة بالمناقشات أيضاً ولكن معها مساج.

كانت النتيجة أن الصحّة النفسية للمجموعة الثانية كانت أفضل، وتمتعوا بفوائد عاطفية وإدراكية أعلى.

اللمس ليس كتلة واحدة أو حركة واحدة معروفة، اللمس وسيلة للتواصل، تواصل بين اثنين على اختلافهما، وتواصل بين كُل ما يكوّنهما.

الرجل الذي يلمسك روحياً، هو رجل واثق وقادر على الوصول إلى روحك، يعرف نفسه جيداً ويعرف ما الذي يريده في الحياة، لا يخاف من الغرق فيكِ ومعكِ، يحب وجودك ويستطيع أن يتواءم دائماً معه.

عن الرجل الذي يلمسك…  
الرجل الذي يلمسك عقلياً، هو رجل واثق ويستطيع اقامة حوار مع عقلك.

يستطيع الحديث معك حول الأمور التافهة قبل الأمور الهامة، وإذا وجدك تعرفين ما تتحدثين عنه لا مشكلة لديه في الإقتناع برأيك وتنفيذه بنفس راضية، وإذا وجدك مُخطئة يرشدك إلى ما يراه صواباً دون تعسّف أو عنجهية، يعرف أنك “شريكته” وبالتالي لا حاجة لتوضيح هذا كُلما واجهتما قراراً مصيرياً جديداً.

الرجل الذي يلمسك جسدياً، يعرف أن من حقّك أن تتمتّعي بجسدك، وأن تحبّيه كما هو، يعرف أن المُتعة من حقّك وأن عندك رغبة كالتي لديه وربّما أكثر تعقيداً، يحاول أن يرضي أجزاء جسدك كلّها، ويلمس كل سنتيمتر من جلدك بشغف، ويستكشف امكانات المتعة التي تضمّكما سوياً، هذا الرجل ليس لديه مشكلة مع جسده، وليس لديه ما يخجل منه.

اللمس
Pixabay

يبدو صعباً وجود رجل كهذا في ثقافتنا العربية بالتأكيد، لقد قابلت شخصياً العديدين ممن يخافون من فِكرة اللمس، ويعتبرونها شيئاً زائداً، أو يعتبرونها مقدّمة لعلاقة حميمية وفقط، دون الإنتباه لأهمية التواصل بهذه الطريقة.

هناك من يطوّرون حاجزاً نفسياً ضِد اللمس، باعتباره طريقاً للتورّط العاطفي في علاقة يريدون لها دائماً أن تظل على الهامش، تظل هذه ظاهرة عربيّة تتشارك البنات القصص حولها وحول افتقادهم الدائم للمسات الحانية، حتّى في كتابتهم على وسائل التواصل الإجتماعية وشكواهم من الوِحدة، فيما لم تشتكِ أي من صديقاتي من أوروبا وأمريكا، وحتّى السويد – على برودتها – من افتقادهم للمسات الرحيمة في علاقاتهم العاطفيّة.

لا تقللي من شأن التلامس، فهو ليس أمراً سهلاً ولا بسيطاً

لا تقللي من شأن التلامس، فهو ليس أمراً سهلاً ولا بسيطاً، إنه خطير لدرجة أن البشر طوّروا نوعاً من الوسواس القهري هي الخوف المرضي من اللمس، يعاني المريض منها خوفاً شديداً من محاولة لمسه، مما يجعل المحاولة معه تصيبه بدرجات من عدم الإرتياح، بداية من الشعور بالإنزعاج وحتّى الغثيان والرعشة.

قد يولد بها الإنسان ولكنها أيضاً قد تصيبه بعد اعتداءات جسديّة عنيفة أو تعرّضه جريمة اغتصاب، ويجب التعامل معها بجديّة وبنوع من الوعي واللجوء للمساعدة النفسيّة والدعم الإجتماعي.

إذا شعرتِ أنك غير مرتاحة للمسات من تحبّينهم، ابحثي عن المساعدة، فالتعايش وسط البشر ومحاولة مشاركتهم تفاصيل الحياة اليومية، لابد أن يتضمّن قدراً من التلامس، يمنح الأمان النفسي على الأقل، ويضمن بعض الحميميّة والتواصل الانساني.

تقول لورا جويريرو، الباحثة في في جامعة أريزونا الأمريكية في شؤون التواصل العاطفي غير المنطوق،  أننا نرتبط أكثر بمن يلمسنا أكثر، واللمسة هي أفضل طريقة للتعزية أو المواساة.

إذا اختبرنا أي موقف صعب في حياتنا، فإن الناس تذهب إلى أن التصرّف الأول هو الاحتضان، الترتبيت على الكتف وعدّة أنواع أخرى من اللمس، تضيف، ربّما لأن في أوقات الحُزن أو الخوف الشديد، وأيضاً في أوقات المُتعة والحُب، يكون اللمس هوَ اللغة الوحيدة الذي تستطيع التعبير تماماً عمّا نشعر به.
وأنتِ تستحقين ذلك.

ملاحظة: المدونة تعبّر عن رأي صاحبتها وليس بالضرورة عن رأي الموقع

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (6)

  1. روح يلمس روحا ليطل من بين
    روح يلمس روحا ليطل من بين جنبات الروحين شعور ﻻيمكن ان يطلق عليه اسم غيرهما

  2. أهلاً بك، يمكنك طرح استفسارك…

    أهلاً بك، يمكنك طرح استفسارك على منتدى النقاش أو من خلال الإيميل وسيقوم أخصائيو الموقع بإجابتك في أقرب وقت.

     

    تحياتنا

  3. فعلا اللمس شي جدا ضروري و…
    فعلا اللمس شي جدا ضروري و جدا مهم يشعر الطرفين ب الحب و الموده و الرحمه و يشبعهم عاطفيا و بذات الانثى و خاصه لو كانت فاقده هذه اللمسات في حياتها اتمنى لو كل الرجال العرب يصبحون متقنين لهذي اللغه المهمه

  4. ولنكن عادلين فالرجل ايضا يحب…
    ولنكن عادلين فالرجل ايضا يحب أن يلمس كثير من الفتيات يخجلن ان يضعن يدهن على وجه شريكهن او يتعرفون على جسده ويبادرن بالقبل والاحضان وهذه أنانية فالرجل لاتثيره فقط النظرات فلحنية والحب والتلامس مهم وأقوى من فقط غريزة النظر

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات