يعايروني بأمي ... ماذا أفعل؟
Wikimedia Commons

يعايروني بأمي.. ماذا أفعل؟

عمري 16 سنة وأعيش مع أمي لحالنا منذ كان عمري 3 سنوات. من بعد ما تطلقت، وأمي بتشتغل راقصة وفي حفلات خاصة وأعراس وراتب مكفي وزيادة. كبرت وهي بتواعد شباب حتى إذا يجو البيت وأنا صغير، تعلمني أن الشخص اللي جاي لازم أناديه عمي..

بس الحين جيت ثانوي، وهي المدرسة كبيرة، ومن عدة أماكن. اللي يدرسو فيها حولو حياتي جحيم بسبب شتمهم وقذفهم لي ولأمي عشان هي منفتحة وايد بثيابها واللي يقول ويوصفها بكلام واللي يشهر فيني وفي صور أمي – يقولو شوفو صور أم  فلان.

أنا متفوق و أمي مهتمه لدراستي وكل فترة تيجي تتطمن في المدرسة – ويقولو أني أنجح بواسطتها وأنني دلوع ماما، وكل شي أحصله يربطوه بأمي لدرجة كثر غيابي وأخاف ينزل معدلي. أروح المدرسة وكأني أروح  للنار برجلي.. والله أطول في الحمام وأبكي وأفكر اطلع من المدرسه بسببهم.

ما اقدر افتح لأمي الموضوع لأن بتكبر المشكلة وإذا اشتكي عليهم بالمدرسه بس يهددونهم ولا يسوون لهم شي ويزيدون.

أهل منطقتنا وجيراننا أبدا ما نتواصل معاهم ولا نعرف عنهم شي بس هم كانو يتعرضون لنا ويكتبون على باب شقتنا من زمان بس بعدها ملّو.  كنت متأقلم وعادي بس الوضع الحين في المدرسة ما أتحمله باقي سنه ونص وابغى أموت ولا أواصل.

والله كرهت أم الدراسة وأنا في فترة امتحانات منتصف وكل درجاتي أحسها نازلة. ما أبي أمي تعرف ولا يسألوني شو السبب بلييييييبز ساعدوني أرجوكم تعبت تعبت وااايد.

يعايروني بأمي ... ماذا أفعل؟
Pixabay

عزيزي “كاره المدرسة”

لا تحزن! الكثيرون ممن يطلقون عليك لقب “دلوع ماما” يتمنون أماً مثل أمك من حيث اهتمامها بك وحبها وتشجيعها لك. هناك فئة أخرى، بخلاف الحاقدين، منظورهم للحياة، وحكمهم على الأمور، يكون من  محدوداً وأفقهم ضيق.

قد تكون ظروف حياتك هي الاستثناء وليست القاعدة، ولكنها حياة غنية بالخبرات وثرية بالمواقف. قد تكون خطة القدر هي إعدادك لتكون كاتباً أو شاعراً أو سيناريست. قد تصبح في يوم ما طبيباً نفسياً أو مدرباً حياتياً.

حياتك المختلفة – سواء في البيت أو المدرسة – صقلت شخصيتك وأنضجتك بصورة رائعة، وبعد عام ونصف ستكون جاهزاً للانطلاق إلى الحياة الجامعية.

تعلم يا عزيزي أن الكلاب تعوي والقافلة تسير، وما تعانيه في المدرسة ليس سوى عواءً قبيحاً.

أنصحك بتجاهل العواء وفي الوقت نفسه تسجيله وتدوينه؛ اكتب كل يوم المواقف والكلمات التي تتعرض لها لأنك ستحتاجها في رحلتك. اكتب بالتفصيل عن الأشخاص والكلمات والمواقف وكأنك تنظر للأمر من بعيد.

حلل شخصية كل منهم وارسمها كما يرسم المؤلف شخصيات كتابه؛ ارسم منازلهم وأسرهم وحياتهم اليومية كما تريد. اذكر رأيك فيهم وردك عليهم في كتاباتك. فرغ غضبك وشحنتك السلبية على الورق.

قد يكون اسم كتابك هذا “عواء الكلاب” وقد يكون “عواء في نفق مظلم”.. اختر الاسم الذي يمثل كل فصل من فصول حياتك اليومية واجعل التدوين مهمتك اليومية.

اذهب إلى مدرستك كل يوم متطلعاً مشتاقاً لكتابة فصل جديد من روايتك. اذهب إلى مدرستك وكأنك مشاهد يتابع أحداث مسلسل شيق. تخيل نفسك كل صباح وأنت ترتدي درعاً واقياً وخوذةً ضخمةً، واذهب إلى مدرستك وتلق الضربات وأنت واثق أنها لن تصلك ولن تؤذيك ولن تلتصق بك.

ليس من حق أحد محاكمة والدتك وليس من حق أحد الاعتداء على حياتها الشخصية. كذلك، ليس من حقك أحد الإساءة إليك ولكن للأسف المجتمع الجائر ظلمها وظلمك بالتبعية، وليس بوسعك سوى تجاهل العواء والمضي قدماً بحياتك.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (1)

  1. اعجبتني اجاية الصفحة جدا
    من…

    اعجبتني اجاية الصفحة جدا
    من الممكن ان تقول اننا لن نشعر بك لاننا لسنا في موقفك. لكن هل تعلم انك جزء من المشكلة بمعنى انك ايضا مقتنع بداخلك ان مهنة والدتك عيب هذا ما جعلك تشعر بالنقص و بان كلامهم و مسباتهم صحيحة
    عليك ان تقتنع ان والدتك احسن ام بالعالم مهنتها ليست عيبا.. الرقص فن و هي تمارس الفن بطريقتها . حبها لك و اهتمامها بك شيء جميل اغلب الذين يدرسون معك لا يتوفرون عليه.
    اقتنع انك مميز ووالدتك مميزة واجههم بانك فخور بأمك اذا شتموا تجاهلهم او احكيلن ” و بعدين ” ” وين المشكلة ”
    خليك واثق بحالك و لا تستسلم
    هنن بدن يحطموك و يكسروك و ازا خفت و اتراجعت رح يكسبو
    خليك قوي و اربح انت

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات