جندر، جنس، تعبير، أدوار .. إيه يابني بدع القرن الـ 21 دي؟!

كتير مننا سمع عن مصطلحات جديدة كتير تخص موضوع الجندر، وكتير مننا عنده قصر في الفهم، أو معلومات خاطئة بخصوص الموضوع. مصطلحات مثل الهوية الجندرية، الجنس البيولوجي، التعبير الجندري، الأدوار الجندرية. ده هيكون شرح مبسط خفيف على القلوب (أتمنى) لهذه الكلكيعة الكبيرة.

بس قبل ما نخوض في شرح المصطلحات ديه، في مفهوم مهم جداً محتاجين نكون عندنا علم بيه.

وهو البناء الاجتماعي، يطلع أيه البناء الاجتماعي ده؟!

البناء الاجتماعي هو نظرية في علم الأجتماع، بتقول أن بعض الأفكار حول الواقع المادي اللي بنختبره بتنشأ من اتفاق تعاوني على ما تعنيه تلك الظواهر، اللي الأفكار ديه بتتكلم عنها، بدلاً من الملاحظة الصرفة للواقع المذكور بطريقة علمية بحتة.

 يعني في ظواهر في الواقع المادي بتاعنا، بنتفق كجمع من البشر على معانيها ومش بنلتزم ساعتها بالمعني العلمي الصرف للظواهر ديه، علشان نتجنب التعقيدات.

اللي بنتفق عليه ده بيكون إيه؟!

بيكون “وصف” والوصف ده بيكون في أشكال مختلفة، منها القياسات والمؤشرات، ابتكرناها كبشر لفهم وللإشارة وللكلام عن الظواهر الغريبة اللي بنواجهها في حياتنا على الأرض.

يعني علشان نسهل الدنيا على نفسنا ببساطة، والحياة تمشي.

بناء على نظرية البناء الاجتماعي، الجندر هو بناء اجتماعي، وأيضاً الجنس البيولوجي، وأيضاً الأدوار الجندرية، والتعبير الجندري.

عارف ايه كمان يا عزيزي القارئ بناء اجتماعي الفلوس! تخيل!

هنبدأ بالأقل تعقيداً للأكثر تعقيداً!

الجنس البيولوجي ده ايه؟!

الجنس البيولوجي هو مؤشر بيشير للتركيب البيولوجي للجسم، واللي بيشمل الكرومسومات، والتركيب الهرموني، وشكل الجسد والأعضاء التناسلية.

طيب ليه ده بناء اجتماعي؟

فيه تركيبة معينة للجنس البيولوجي للبشر اللي بنشيرلهم بأنهم ذكور أو أناث.

التركيبة ديه للذكور هي كروموسومات XY، صفات الجنس الذكرية، والأعضاء التناسلية الذكرية.

والتركيبة ديه للإناث هي كروموسومات XX، صفات الجنس الأنثوية، والأعضاء التناسلية الأنثوية.

المشكلة هي أن أحنا عملنا خانتين فقط للإشارة للجنس البيولوجي، في حين أن في واقع الأمر، تنوع الجنس البيولوجي أكثر بكتير من أنه يتحصر في خانتين، أو نوعين فقط.

حيث إن الخبراء بيقولوا أن نسبة الأفراد الإنترسكس 1.7% من الناس، واللي هما تركيبتهم البيولوجية مش متناسقة تماماً مع ذكر أو أنثي، يعني تركيبتهم البيولوجية لا هي تركيبة الذكور 100% ولا تركيبة الإناث 100%.

طيب ده رقم قليل جدا انتي بتتكلمي في أيه؟!

انتوا عايزنا نغير العالم علشان حيالا 1 في المية؟!

محتاجة هنا أشير لنقطة مهمة وهي إن 1.7% من سكان العالم ده رقم مش هين خالص، دول 130 مليون إنسان بالتقريب، بيتولدوا لا هما ذكر ولا هما أنثى.

أكتر من عدد سكان بلاد كاملة.

نرجع لتعريف البناء الأجتماعي فوق كده

ونجاوب سؤالي هنا “طب ده معناه أن الجنس البيولوجي إيه؟ ……… (أكمل)

طيب يطلع ايه الجندر ده؟!

الجندر هو نتيجة جمع الأبنية الاجتماعية اللي بتشكل النوع الاجتماعي. وبالتالي ممكن نقول إن الجندر هو الهرم، والمفاهيم التانية اللي هانناقشها في المقال هي الأحجار المكونة له.

طيب الهوية الجندرية بقى تطلع إيه ديه؟!

الهوية الجندرية، هي الشعور الداخلي بمن أنت. 

طيب إيه هو هذا الشعور؟ الشعور ده هو مؤشر بيبين إحنا شايفين نفسنا موقعنا فين على طيف الهويات الجندرية.

تخيل أننا نولد وهناك عدة اختيارات للجندر بتاعنا، وفيه بوصلة داخلنا هى اللي بتحدد الجندر بتاعنا عبر الإشارة ليه.

البوصلة ديه ممكن نقول إن فيه نسبة 90% أنها تشير للجندر المتوافق مع الجنس البيولوجي الخاص بك.

يعني أن ولدت ذكراً، فيه نسبة 90% إن البوصلة هتقولك انك شايف نفسك رجل.

ولو اتولدتي أنثي، فا فيه نسبة 90% إن البوصلة هتقول انك شايفة نفسك امرأة.

في حالة العابرين جندرياً يمكننا تخيل أن هما بيكونوا الـ 10% الباقية اللي البوصلة بتاعتهم، بوصلة تحديد الجندر دي، بتشير لهوية جندرية غير متطابقة مع جنسهم البيولوجي أياً كانت.

طيب ايه حكاية الأدوار الجندرية؟!

زي ما قولنا إحنا عندنا جندرين اتنين بس معتمدينهم وبنتعامل معاهم كأنهم المعيار المحدد.

إذاً احنا خلقنا نوعين من البشر.

فاحتاجنا إننا نخلق دور لكل جندر/نوع من الاتنين دول.

الراجل بيعمل إيه، ومتوقع منه إيه.

الست بتعمل إيه ومتوقع منها إيه.

طيب مين اللي حط الأدوار دي؟ أو مين اللي حدد هي هيبقي شكلها عامل ازاي؟!

إحنا يا عزيزي القارئ، المجتمعات البشرية على مر التاريخ، فضل كل مجتمع يحط طوبة في مبنى الدور الجندري بتاع الراجل، وبتاع الست.

لحد ما وصلنا للشكل اللي أحنا عارفينه حاليا في القرنين الـ 20 للـ 21.

وهو إن الست هي اللي بتعتني بالأطفال وبتعتني بالمنزل، وإن مسؤوليتها تكمن في مساندة الرجل بشكل ثانوي.

وإن الراجل يكون هو المعيل، هو اللي بينزل للعمل، وهو اللي بيقود.

وهنا حصل خلق ل “معايير الأسرة” المتفق عليها في المجتمعات، الأسرة المصرية، الأمريكية، البريطانية، الحمصية.

هو نفس الأساس مع شوية تعديلات حسب السياق الاجتماعي للمنطقة الجغرافية.

 نقطة أخيرة وجب الإشارة إليها.. وهي إن الأدوار الجندرية أخدت الشكل اللي يخدم مصالح من كان عندهم قوة أكبر في المجتمع على مدار تاريخ البشر. إذ إنهم كانوا بيؤثروا بدرجة أكبر بكتير في الشكل اللي بتتنظم على أساسه مجتمعاتهم. 

كمان  كان مهم أن تكون هذه الأدوار الجندرية، على شكل مفيد أيضاً للحاكم، ولمن في يده السلطة، وحيث أننا نتواجد في عالم رأسمالي كانت هذه الفئة أصحاب الرأسمال.

هناك استفادة اقتصادية أيضاً لهم من هذا الشكل، ويمكننا بعد إنهاء هذا المقال، أن نبحث أكثر في الموضوع. الجمل المفتاحية هنا “الاقتصاد والأدوار الجندرية، الاقتصاد وأدوار الجنسين، علاقة الاقتصاد بالدور الجندري”

 ولكن الملخص هو إن الأدوار الجندرية هي هياكل اجتماعية بمجملها أنشأتها المجتمعات والثقافات القائمة على السلطة الأبوية لإجبار الناس من مختلف الجنسين على الاضطلاع بأدوار محددة تجعلهم أكثر فائدة لمصالح اللي عندهم قوة أكبر.

كمان مهم نقول إن اعتماد مجتمعاتنا البشرية، والهياكل اللي بتحكم حياتنا، للجندرين دول فقط، كان له توابع ضارة جدا على الأفراد اللي مش بيتماشوا مع هذا التنسيق. 

فإذا بإمكاننا ان نقول انه هذا التنسيق يعطيك اختيارين فقط، يا اما دكتور بشري يا اما مهندس معماري، ومقدامكش غير التخصص هذا المفروض على كل أبناء جندرك، يا اما رجل يا اما أمرأة بالشكل المتفق عليه. في حين انت عايز تطلع عالم أحياء بحرية، أو دكتور أو مهندس بتخصص آخر غير المفروض. لو عملت كده فلن يقابلك سوى عنف لأنك بفعلك هذا، انت قمت بالتنويه على جميع الناس بأن ليس عليهم الالتزام بما يفرض عليهم. ووعيتهم بأن فيه غير كده. 

والمستفيد هيتضرر وهيحتاج يشغل مخه، وهيحتاج يعمل تحليل للموضوع ويبذل جهد علشان يقدر يسيطر عليك تاني، بعد ما تكون فلت منه. 

اعتمادنا لهذه الثنائية خلق رفض تام في مجتمعاتنا للتنوع الجندري بكل أشكاله حتى وان كان طفيفا غير مؤثر، رفض التنوع والإختلاف يؤججه المستفيدين من هذه الثنائية التي تم سبق ذكرهم، اما احنا الناس العادية لقطع الخيط الذي يتحكمون بنا عن طريقه كالدمى، كل ما نحتاج أن نفعله هو فهم، فهم ايه؟ فهم أن في التنوع والاختلاف قوة، وأن التنوع والاختلاف يجعلوننا مميزين، وهو ما يجعل الحياة على الأرض بالفعل مميزة ومعجزة للوجود.

طيب إيه هو التعبير الجندري بقى؟!

التعبير الجندري : هو أشكال التعبير عن الذات اللي ليها قياس جندري.

“أنا بحب ألبس فساتين، وبحب شعري يكون طويل، وبحب أحط ميكب”

بنوصف ده على إنه تعبير جندري أنثوي.

“أنا بحب ألبس بدل، وبحب شعري قصير، وبحب أطول لحيتي، وبحب السيارات”

إحنا بنوصف ده على إنه تعبير جندري رجولي.

مع أنه في واقع الأمر، أن صفة أياً من هذه الأفعال، بأنها رجولية أو أنثوية هو بناء اجتماعي. لأن في باطن الأمر هي “ليست سوى أفعال البشر بيعملوها”. 

أي حد قادر على أن يفعل هذا أو هذا، إحنا اللي وصفنا هذا الفعل بإنه رجولي، وهذا الفعل بإنه أنثوي.

التعبير الجندري أيضاً غير ملازم للجندر ولا للجنس البيولوجي.

التعبير الجندري يعتبر أكثر شئ لنا الحرية فيه، في هذا السيناريو، وأكثر شئ تحكمه إرادتنا.

فإذا يمكن لرجل أن يطول شعره، وزمان كنا بنقول ان ده عيب، وده شئ أنثوي.

لكن دلوقتي ده صار شئ عادي، ولم نعد نقول إن الشعر الطويل حكر على النساء فقط.

وممكن لامرأة أن تكون لديها قصة شعر قصيرة، ويمكنها أن تحب لبس الملابس الرجالية.

كالجزم الرجالي، والبدل كمثال.

ممكن لرجل أن يطلى أظافره

ويمكن لامرأة أن تقص أظافرها قصيرة

سواء حكمنا على ده بأنه عيب، لا يغير حقيقة أن لكل فرد المقدرة على التعبير عن نفسه بأي شكل يريده.

أنا نفسي كاتبة هذا المقال، امرأة عابرة جندرياً، وتعبيري الجندري، لا هو أنثوي تماماً، ولا هو رجولي تماماً.

بحب شعري قصير، وأوقات بحب ألبس ملابس رجالية، وأوقات بحب ألبس ملابس نسائية – حسب المناسبة.

ومفيش حد، وأنا في النقطة دي أد التحدي، كل طرقه في التعبير عن نفسهم هي رجولية 100% ولا أنثوية 100%.

مفيش راجل كل ما يفعله رجولي 100%.

ولا فيه ست كل الحاجات اللي بتعملها أنثوية 100%.

ونشاط صغير أنهي به هذا المقال ( علشان نشغل مخنا شوية في الموضوع) :

نحضر ورقة وقلم، ونكتب كل الحاجات اللي بتصنف رجولية وبنعملها، وكل الحاجات اللي بتصنف أنثوية وبنعملها.

 ونفتكر أن وصف الأشياء ديه بكونها أنثوية أو رجولية، المجتمع هو اللي بيحدده.

علشان في واقع الأمر – ديه كلها مجرد حاجات البشر كلهم بيعملوها.

مش يمكن اللون الوردي زمان كان اللون الرجالي؟!

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (10)

  1. الى صاحبة المقال
    انت قولين :
    أنا نفسي كاتبة هذا المقال، امرأة عابرة جندرياً، وتعبيري الجندري، لا هو أنثوي تماماً، ولا هو رجولي تماماً.
    بحب شعري قصير، وأوقات بحب ألبس ملابس رجالية، وأوقات بحب ألبس ملابس نسائية – حسب المناسبة.

    لماذا تذكرين هذا ؟ هل تظنين أنك مهمة او مميزة أو تستحقين مكانة إجتماعية عالية والتقديرفقط بسبب لبسك أو طريقة حياتك
    هل تنتظرين من الاخرين ان يبجلوك وينبهرو بك فقط بسبب إحساسك في داخلك انك مميزة أو شي من هذا القبيل
    ماذا قدمت للبشرية ؟ بكم تساهمين في الناتج المحلي في بلادك ؟ كم من عمل أو شركة تديرينها ؟ كم من بحث علمي قمت بإنجازه ؟ كم من البشر في حاجة لخدمات مالية إجتماعية صحية قمت بمساعدتهم ؟ هل لديك موهبة معينة تفيذ الناس ؟
    هذا ما يجعل البشر مهمين ومستحقين للتقدير وليس ما يحسونه أو يظنونه عن أنفسهم وهم حرفيا ولا شي
    هذا ناهيك ان ما كتب هنا يحتاج كل متخصصي اللغه واللسانيات للاجتماع بشكل طارئ ليخترعوا كلمة جديدة تسطتيع وصف هذا الهبل والهراء

    1. مرحبًا،
      الكاتبة تطرح بعض المعلومات الشخصية لتستدل بها على التصور الذي تطرحه في مقالها عن التنوع الجندري وعدم انحصاره على النوع البيولوجي أو الجنس المحدد عند الولادة.

  2. أولا من العار نشر مقالات لاشخاص مجهولين أكاديميين للنشر في منصة تابعة لمؤسسة وتخاطب العموم ، المنصة ليست مدونة شخصية كي تنشر فيها مقالات الصرف الصحي مثل هذا المقال
    ثانيا تم الاعتداء ببشاعة على العلم والمنهج العلمي نشر كومة من الاكاذيب والمغالطات الاكاديمية التي يمكن لاي طالب في سنة الاولى الرد عليها وضحضها

    ثالثا : اعتقد حان الوقت لجذب الانتباه القانوني لمثل هاته المنصات وما نشر فيها
    لا يمكن ترك ثلثة من ذوي الاكيو المنخفظ الذين ربما بعضهم غير قادر على الإنتاج (مع احترامي لاخرين ) ينشرو مغالاطات لا بل وتتلقى مؤسساتهم ميزانيات من الذاخل والخارج.

    1. مرحبًا بدوي،
      هل ترغب في التوضيح لماذا ترى هذا المقال يعتدي على العلم والمنهج العلمي؟

  3. أنا كمان بحب أضرب الناس في الشارع بحس إنو ده طبيعتي و بحب أعبر عنها
    بحب أحسس الاخرين بالألم ،في ناس بتقولي ده مش كويس وغير أخلاقي لكن بشوف كلامهم مجرد تصورات مجتمعية لازمها تتغير لأنو مافيش معيار ولا أي حاجة ممكن نقيس عليها إنو ده صح او غلط كل حر يعمل ويقول ما يريد في ناس كمان بتبني رياضيات جديدة ممكن يكون فيها واحد + واحد يساي خمسة أيوا هما أحرار وهما على حق بالنسبة لانفسهم ولانو اصلا مافيش حق المهم يعبرو عن ذواتهم فكل شي سائل ملهوش أي معيار ولا قيمة ولا مرجع
    أنا بشوف لازم الناس تحترم حقي وهويتي ولازم اعبر عنها واستمتع بضرب الناس في الشارع لانو إيه المانع ، ليش ده غلط ،باي معيار ، ممكن اضرب وأتضرب مافيش مشاكل
    بفكر كمان أروح لرئيس الشركة وأطالبو بإجازة الدورة الشهرية ولو إعترض علي وقال أني راجل سأتهمه بالتمييز العنصري والجنساني ضدي وأنه يشكك في هويتي الجندرية وراح أقد بلاغ لدى الامن ، ما انا حر اعرف نفسي اني راجل متى ينفعني الامر واعرف نفسي اني إمرأة متى ينفعني الامر، إيه المانع يعني !! ماهو كلو صار مزيف والناس لم تعد تستمع لعين العقل والمنطق ، سوى القلة منهم.

    1. مرحبًا،
      ألا ترى أن هناك بين ما تطرحه الكاتبة وبين التصورات الخيالية التي طرحتها أنت في تعليقك؟

      1. هاته المشاكل الخيالية هي ما يقع في كندا وأمريكا لو كنت متتبعة لهذا الأمر
        لا بل تقع أمور في قمة السريالية والهبل
        وكله بدأ من مثل الترهات والزيف والاكاذيب التي يراد لها ان تكون علما بقوة المال والنفوذ والاعلام

        1. مرحباً عزيزي/
          هل يمكنك توضيح نقاط اختلافك مع المقال وتفنيدها كي نتمكن من خوض نقاش مثمر؟

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات