تأثير انخفاض ضغط الدم على الحياة الجنسية
انخفاض ضغط الدم مشكلة قد تؤثر على ممارسة حياتك بشكل طبيعي، ومن الممكن أن تؤثر سلباً أيضاً على حياتك الجنسية.
تعتبر أمراض ضغط الدم من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً في العالم، ويمثل مرض ارتفاع ضغط الدم النسبة الأكبر من الانتشار، وقد تحدثنا عنه وعن تأثيره على الحياة الجنسية في مقال سابق.
أما في هذا المقال، سوف نتعرف على مرض انخفاض ضغط الدم وكيف يمكن أن يؤثر على الحياة الجنسية.
يُعرف ضغط الدم بأنه القوة التي تولدها الدماء التي تسري في شرايين الجسم، وهناك حدود معينة طبيعية لمقدار هذه القوة، وعندما تنخفض قوة الضغط عن تلك الحدود يكون الشخص وقتها مصاباً بضغط الدم المنخفض، ولكي نُشَخِّص مرض انخفاض ضغط الدم لا بد من معرفة القياس الطبيعي له.
ما هو ضغط الدم الطبيعي؟
يقاس ضغط الدم عبر رقمين يُعَبِّران عن قوة الضغط في حال انقباض عضلة القلب، وقوة الضغط عندما تكون عضلة القلب منبسطة، وعندما يكون قياس ضغط الدم أقل من 120/80 يبدأ وقتها الشك في الإصابة بضغط دم منخفض.
وتختلف قياسات ضغط الدم على مدار اليوم حسب مجموعة من العوامل منها: وضع الجسم ونوعية الأطعمة والمشروبات والأدوية ومستوى الهرمونات في الجسم والحالة النفسية والبدنية، ويصل مستوى الضغط إلى أدناه أثناء النوم ويرتفع في اليقظة.
أسباب انخفاض ضغط الدم
جميعنا معرضون لانخفاض ضغط الدم في وقت أو آخر من حياتنا، وكثيراً ما يكون حدثاً عارضاً لا يستدعي الانتباه حين نذكر تاريخنا المرضي. ولكن ليس هذا هو ما نتحدث عنه.
عندما يتكرر انخفاض ضغط الدم ويصبح وجوده واضحاً، ويستمر لفترات زمنية طويلة، يصبح خطراً يجب التدخل لمنعه، وتحديد العلاجات اللازمة للتحكم فيه.
وهنا نعرض بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى انخفاض الضغط لفترات زمنية طويلة:
- الحمل
في هذه الفترة تحتاج الأم لنسبة كبيرة من الدم لكي يتم إمداد الجنين بما يحتاجه، وقد يتسبب هذا الاحتياج الشديد إلى انخفاض في مستوى ضغط الدم.
- النزيف
يتسبب فقدان كميات كبيرة من الدم إلى انخفاض ضغط الدم وقد يتسبب أيضاً في فقدان الوعي إذا زادت كمية الدم المفقودة.
- أمراض القلب
قد ينتُج ضعف في الدورة الدموية بسبب تكرار النوبات القلبية أو وجود قصور في صمامات القلب.
- اضطرابات الغدد الصماء مثل السكري وقصور الغدة الكظرية وأمراض الغدة الدرقية
تؤثر الهرمونات على مستوى ضغط الدم في الأوعية الدموية، وحدوث أي خلل فيها ينتج أمراض ضغط الدم.
- الأدوية
تؤدي بعض الأدوية إلى انخفاض ضغط الدم. حيث تعتبر مستقبلات بيتا والنيتروجلسرين التي تستخدم في علاج أمراض القلب سبباً في انخفاض ضغط الدم. يمكن أن تتسبب مدرات البول وبعض مضادات الاكتئاب وأدوية ضعف الانتصاب إلى انخفاض ضغط الدم.
قد يعاني البعض من انخفاض في ضغط الدم لأسباب غير معروفة. هذا النوع من انخفاض ضغط الدم، المسمى انخفاض ضغط الدم المزمن، خالٍ من الأعراض، وهو ليس ضاراً ولا يشكل خطراً على حياة المريض.
أعراض انخفاض ضغط الدم
تظهر أعراض انخفاض ضغط الدم بوضوح عندما يصل القياس إلى 90/60 وتختلف الأعراض من شخص للثاني، وقد يشعر بها بعض الأشخاص والبعض الآخر لا، ولكن من أعراضه الحادة فقدان الوعي. ويمكن إيجاز الأعراض في التالي:
- الشعور بالغثيان
- زيادة التعرق
- الشعور بالدوار (الدوخة)
- الإرهاق
- قلة التركيز
- عدم وضوح الرؤية
- سرعة التنفس
- فقدان الوعي
أنواع انخفاض ضغط الدم:
- انخفاض ضغط الدم بعد الوقوف
- انخفاض ضغط الدم بعد الأكل
- انخفاض ضغط الدم بسبب الأعصاب
- انخفاض ضغط الدم بسبب تدمير الجهاز العصبي
تتأثر جميع خلايا الجسم تبعاً لمستوى انخفاض ضغط الدم، ولكن هل يتوقف الأمر على الشعور بالغثيان والتعب؟ هل يمكن للحياة الجنسية عند الشريكين أن تتغير؟ هذا ما سنتحدث عنه.
تأثير الضغط المنخفض على حياة الرجل الجنسية
يؤثر انخفاض ضغط الدم على كمية الدم التي تتدفق في الأوعية الدموية لتصل إلى القضيب، أي تقل كمية الدم التي تصل إليه، ولذلك تأثير واضح على عملية الانتصاب.
عندما تكون كمية الدم المتدفق إلى القضيب مناسبة يحدث انتصاب كافٍ لإتمام الجماع، ويمكن الحفاظ على فترة مقبولة لإمتاع كل من الطرفين، وفي حالة نقص الدم المتدفق يحدث العكس.
كما أن بعض الأدوية التي تستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم قد تسبب انخفاضه، وبالتالي تؤثر على الانتصاب كما شرحنا؛ مثل تناول مستقبلات بيتا.
كما أن الشعور بالغثيان والدوار (الدوخة) شعوران مزعجان أثناء ممارسة العلاقة الحميمية وقد يتسببان في عدم الإشباع لدى الطرفين، كما أن هناك بعض من أنواع المرض التي تتأثر بالحركة مما يعيق سهولة الممارسة.
تأثير الضغط المنخفض على حياة المرأة الجنسية
قد تسبب بعض أدوية الضغط في تثبيط الرغبة الجنسية، وقد يؤثر أيضاً الدوار والإجهاد على العملية الجنسية ويسبب غياب الرضا عنها.
قد يؤثر ضغط الدم المنخفض أيضاً على عملية الإثارة والتي يحتاج فيها الدم أن يتدفق بكمية كبيرة إلى الأعضاء التناسلية الأنثوية. عندما تقل كمية الدم التي تصل للأعضاء التناسلية يمكن أن يتأثر الشعور بالاستثارة.
إذا كنت تعاني/ن من أعراض ضغط الدم المنخفض يمكن اتباع هذه النصائح من أجل المحافظة على سلامتك وتجنب الأعراض:
- زيادة كمية الملح في الطعام لأنه مسؤول عن ارتفاع ضغط الدم بنسبة معينة.
- ارتداء الجوارب الضاغطة على الساقين والتي تمنع تجمع الدم في القدم وبالتالي تتحكم في ضغط الدم.
- تناول الماء بكمية كبيرة إذ أنها تساعد في زيادة حجم الدم وبالتالي تقلل من انخفاض ضغط الدم.
في حالة لم تنجح هذه الإرشادات في تقليل الأعراض يُنصح بزيارة طبيب/ة مختص/ة، وخاصة في حالة وجود مشاكل متعلقة بالانتصاب أو الإثارة، أو أن يكون انخفاض ضغط الدم مؤثراً على حياتك بشكل عام.
وحتى مراجعة الطبيب/ة يجب الامتناع عن تناول الأدوية التي تحافظ على طول فترة الانتصاب، مثل السيلدينافيل، لأنها قد تتسبب في انخفاض مُضاعف في ضغط الدم وبالتالي قد تهدد حياتك.