لا تخافوا ولكن احذروا.. تغيرات في الثدي لا تتطلب الهلع!
يظهر سرطان الثدي كشبح للنساء عندما يسمعن عنه، وقد تصاب الكثير من البنات والسيدات بالهلع عند ملاحظة أي تغيرات في أثدائهن ظنًا منهن أن أي تغيرات ما هي إلا مؤشر لوجود “المرض الوحش”. ولكن في هذا المقال ستتعرّفي معنا على التغيرات التي قد تطرأ على الثدي في مختلف مراحل الحياة ولا تعني بالضرورة وجود سرطان.
بعض التغيرات التي تطرأ على الثدي هي مجرد تغيرات حميدة يتعدى معدل حدوثها الـ90%. بينما مُعدل الإصابة بسرطان الثدي يتراوح من 3-6% من مجموع حالات التغيرات الطارئة على أثداء النساء حول العالم.
و مع ذلك، لا تنسي أنكِ بكل الأحوال ستحتاجين لمراجعة طبيب/ة متخصص/ة عند ظهور أي تغيرات أيًا كانت، ولكن قد تكوني أكثر اطمئنانًا هذه المرة.
تغيرات قد تحدث في أي وقت على مدار العمر
- الورم الغُدِي الليفي – Fibroadenoma:
هو ورم حميد وليس سرطانًا، وهو أكثر أورام الثدي شيوعًا في عمر المراهقة والشباب، ومن النادر أن يتحول لسرطان.
لا يسبب غالبًا الورم الغدي الليفي شعور بالألم ولا يسبب تغيير في شكل الثدي، إلا أنه يظهر على شكل كتلة صغيرة مثل حبة البازلاء أو مثل عملة معدنية سهلة وسريعة الحركة داخل الثدي، لذلك يُسمّى بـ (فأر الثدي).
قد يقرر الطبيب استئصاله جراحيًا إن زاد حجمه عن 3 سم، و لكن إن كان أصغر فلا بأس بتركه دون أي تدخلات طبية أو جراحية، و لكن من المهم متابعة حجمه بشكل دوري.
- الورم الحليمي القنوي – Duct Papilloma:
هو كتلة حميدة تتكون في قناة الحليب الرئيسية في الثدي، وقد تأتي بدون أعراض أو تظهر على شكل إفراز دموي من الحلمة في أحد الثديين، علاجه يتطلب إجراء جراحي لاستئصال القناة الرئيسية المصابة بالورم.
- الغداد المصلب – Sclerosing Adenosis:
هو حالة غير سرطانية من تصلب الغدد المنتجة للحليب مسببًا تضخمها وتشوهها، وغالبًا ما تُصاب به النساء في سن الثلاثينات والأربعينات.
يأتي الغداد المصلب عادةً بدون أعراض واضحة، إلا أنه قد يظهر بألم أو كتل صغيرة في الثدي، و نتيجةً لتشابه تغيراته مع السرطان على الماموجرام، قد يتطلب الأمر فحص لنسيج الثدي. ولكن إن تأكدنا أنه الغداد المصلب و ليس سرطانًا، قد لا يحتاج الأمر لأي استئصال جراحي.
- إكزيما الثدي – Breast Eczema:
هي حالة شائعة من الحساسية الجلدية، تصيب النساء من كل الأعمار. أعراضها تتضمن:
– إصابة كلا الثديين، وليس ثدي واحد
– جفاف وحكة
– احمرار والتهاب
– تقرح وترشح
– ولا تتسبب في تغيرات في شكل الحلمة
و علاجها يكون عن طريق:
– تجنب المهيجات والمحفزات لحساسية الجلد
– استخدام المرطبات المناسبة
– كريمات ومراهم الكورتيزون الموضعية
- تكيسات الثدي – Breast cysts:
هي عبارة عن كيس أو أكياس متعددة، مستديرة أو بيضاوية الشكل، مليئة بالسوائل، تسبب كتل حميدة غير سرطانية و تظهر غالبًا للنساء بعد سن 35 سنة بسبب التغيرات الهرمونية. قد لا ينتج عنها أي أعراض،
ولكن أعراضها الممكنة تتضمن:
– كتلة ملساء في الثدي يتراوح حجمها من ملليمترات إلى سنتيمترات
– ألم أو عدم راحة بالثدي
– زيادة الأعراض مع الدورة الشهرية أو عند تناول أدوية هرمونية
قد تختفي أكياس الثدي من تلقاء نفسها بدون الحاجة لتدخل طبي، لكن في بعض الأحيان يتطلب العلاج شفط السائل من داخل الثدي بإبرة ثم فحص العينة.
ولكن إن تكرر امتلاء الأكياس بالسوائل مجددًا فقد يعني هذا احتمالية أعلى للإصابة بسرطان الثدي، و لذلك يستوجب الأمر حينها الفحص و من ثم الاستئصال الجراحي للتكيسات.
تغيرات قد تحدث كنتيجة لإصابات معينة:
- ورم دموي/تجمع دموي – Hematoma:
يحدث التجمع الدموي داخل الثدي بسبب النزيف الداخلي، أو الكدمات، أو بسبب أدوية منع التجلط. وتظهر أعراضه في صورة:
– تغير لون الثدي
– آلام
– تورم الثدي
قد يختفي الورم من تلقاء نفسه، وقد يُعالج بسحب الدم المتخثّر.
- نخر دهون الثدي – Fat Necrosis of the Breast:
هو وجود كتلة حميدة من الأنسجة الدهنية التالفة داخل الثدي، بسبب الإصابة بكدمات، أو إجراء جراحة سابقة، أو الخضوع للعلاج الإشعاعي.
يظهر نخر دهون الثدي على شكل كتل صلبة أو قطع من الجلد السميك مما يشبه في بعض الأحيان مظاهر وعلامات سرطان الثدي، و غالباً ما يكون غير مصحوب بألم. و نظرا لتشابهه مع السرطان في العلامات، يتطلب التشخيص فحص عينة من الثدي لاستبعاد الأورام الخبيثة بأنواعها، و من ثم يعالج نخر الدهون إما بتطبيق كمادات دافئة، أو استخدام المسكنات ومضادات الالتهاب، أو التخلص منه جراحيا، و عادةً ما يختفي النخر من تلقاء نفسه.
تغيرات تحدث مع الدورة الشهرية:
- الداء الكيسي الليفي في الثدي Fibrocystic disease:
هو عبارة عن آلام في الثدي مع الدورة الشهرية، وتعطي الثدي ملمس كتل أو نتوءات في الجزء الخارجي العلوي بالقرب من الإبط عادةً.
سبب تكون الداء الكيسي الليفي غير معلوم، لكن يعتقد الباحثون أن هذه التكيسات مرتبطة بتغير الهرمونات الأنثوية، والدليل على ذلك ظهورها مصاحبةً للدورة الشهرية واختفائها كلياً عند انقطاع الطمث. تتضمن أعراضه:
– إفرازات من الحلمة متغيرة الألوان (شفافة، خضراء، بنية داكنة)
– كتلة أو أكثر في الثدي (متغيرة الحجم)
– ألم في الثدي (عادةً مصاحباً للدورة الشهرية)
– قد يأتي أيضاً بلا أعراض
تشمل وسائل علاجه:
– ارتداء حمالات صدر ليّنة، داعمة، ومناسبة لحجم الثدي
– استخدام مسكنات لآلام الدورة الشهرية
– سحب السوائل التي بداخل أكياس الثدي أو استئصالها جراحيًا إن كانت كبيرة في الحجم
– قد لا تحتاجين لأي من هذه الوسائل إن كانت الأعراض غير مزعجة
تغيرات بعد الولادة / مع الرضاعة الطبيعية:
- احتقان/تحجر الثدي – Breast Engorgement:
يحدث تحجر الثدي لكثير من الأمهات بسبب تراكم الحليب بداخل الثدي بشكل مفرط، مما يقلل من قدرة الرضيع على الالتصاق بالثدي بطريقة صحيحة، فلا يستطيع الرضاعة جيدا، مما يؤدي لزيادة الاحتقان لأن الرضيع لا يمكنه إفراغ الحليب من الثدي.
من أسباب احتقان الثدي بالحليب:
– زيادة إنتاج الحليب لأسباب هرمونية
– تقليل عدد مرات الرضاعة يوميا
– الفطام المفاجئ
وتتضمن أعراضه ألم الثدي:
– كتل الثدي أو تسطح الحلمات
– ارتفاع درجة الحرارة نسبيا
– صعوبة التقام الطفل للحلمة
نصائح لتخفيف احتقان الثدي:
– الانتظام في الرضاعة الطبيعية
– وضع كمادات دافئة
– إخراج الحليب يدويا باستخدام السبابة والإبهام
– استخدام مضخة الحليب
– ارتداء حمالات صدر مريحة ومناسبة للرضاعة
– مسكنات للألم
- تشققات حلمة الثدي – Nipple Sores:
تسبب تشققات الحلمة آلام شديدة تزداد أثناء الرضاعة، تحدث تلك التشققات بسبب تقنية الرضاعة الطبيعية غير الصحيحة وعوامل أخرى مثل عض الرضيع للحلمة، استخدام منتجات تسبب تهيج الحلمة، و تنظيف الثدي بشدة.
طرق الحل:
– تطبيق الوضعيات الصحيحة للرضاعة الطبيعية
– عدم استخدام الصابون والمنظفات الكيميائية للثدي
– الحفاظ على حلمة الثدي جافة
– وضع إصبع الأم بين الحلمة و فم الرضيع أثناء الرضاعة لمنعه العض
– ترطيب الحلمات أثناء الفترة الأخيرة من الحمل استعدادا للرضاعة
- التهاب الضرع – Acute Mastitis:
يحدث ذلك بسبب عدم علاج احتقان الثدي، ثم الإصابة بعدوى بكتيرية، أعراضه تتضمن:
– سخونة واحمرار الثدي
– تورم وألم الثدي
– أعراض الإنفلونزا
– حمى مع إعياء عام
– افرازات خضراء من الحلمات
– حلمات مقلوبة
وعلاجه يشمل الاستمرار في الرضاعة الطبيعية مع تطبيق النصائح السابق ذكرها لتخفيف احتقان الثدي.
- خراج الثدي الحاد – Acute Breast Abscess:
يحدث نتيجة لإهمال علاج التهاب الضرع، أو لضعف المناعة لأسباب مرضية أو بسبب تناول أدوية مثبطة للمناعة. أعراضه مشابهة تماما لأعراض التهاب الضرع و لكن أكثر حدة. علاجه يتضمن:
– عدم التوقف عن الرضاعة الطبيعية
– استخدام المضادات الحيوية
– تفريغ الخراج من الصديد عن طريق إبرة يستخدمها الطبيب/ة في عيادة الجراحة العامة.
- توسع قنوات الثدي – Duct Ectasia:
هي حالة غير سرطانية من توسع قنوات الحليب في الثدي خلف الحلمة مباشرة. يعتقد الأطباء أنه بسبب التقدم في العمر أو لأسباب مناعية. تشمل الأعراض:
– إفرازات من الحلمة
– حلمة مقلوبة أو مسطحة
– احمرار وألم في الحلمة
– كتل محسوسة خلف الحلمة
غالبا ما يكون العلاج تحفظي بأخذ مضادات حيوية ومسكنات إن كانت السيدة في عمر الشباب، لكن مع السيدات الأكبر سنا قد يكون العلاج باستئصال قناة الحليب المتأثرة جراحيا.
و كما رأينا معًا، تعددت الحالات و التغيرات الحميدة بالثدى، ولكن تشابهت أعراضها وعلاماتها مع سرطان الثدي في الكثير من الأحيان. لذا من الضروري للغاية إجراء الفحص الذاتي للثدي شهرياً بانتظام.ومن المهم أن تتعرف النساء من كل الأعمار على شكل أثدائهن؛ كي يلاحظن الفرق حين يحدث أي تغير للثدي يستوجب اللجوء لزيارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة، و لكن و انتِ مطمئنة هذه المرة من فرصك الحميدة.
كما يجب أن تخضع السيدات ابتداءًا من سن ال50 و حتى ال74 لتصوير الثدي بالأشعة وتكرار ذلك بانتظام كل عامين.
وتذكري أنه أياً كان التغير الملحوظ في الثدي، سيزيد اطمئنانك بعد إجراء الفحص الطبي.