مصابة بسرطان الثدي؟ ما زلت جميلة وفي جعبتك الكثير
يمثل سرطان الثدي تحدياً كبيراً في حياة المرأة، ويمكن أن يساعد الرجل في أن يجعل هذا التحدي أيسر عليها.
“كيف أواجه العالم بدون ثدي؟”
“كيف سأبدو مثيرة دون ثدي؟”
“هل سأفقد شريكي؟”
“هل ستتغير علاقتي به إثر إزالة هذا الجزء الهام من جسدي؟”
كلها أسئلة تدور في أذهان من يجرين جراحة إزالة الثدي جراء إصابتهن بورم خبيث، وهذه الأسئلة لها نفس أهمية السؤال عن إمكانية عودة المرض مرة أخرى بعد الجراحة، وربما عدم الإجابة عن هذه الأسئلة وعدم الرضا والتوافق مع الحالة يساهم في عودة الورم.
هذا المقال موجه للرجال الذين لديهم شريكة فقدت ثديها ويحاولون مساعدتها وتوصيل رسالة لها أنها ما زالت محبوبة.
دعني أخبرك ببعض العبارات التي يجب أن تنتبه لها جيداً ولا ترددها أمام شريكتك مثل “الجمال جمال الروح” أو “أنا في الأساس أعشق روحك”، مثل هذه العبارات التي يكون وقعها على شريكتك أنها لم تعد مثيرة لك.
الرسالة التي يجب أن تهتم أن تصل لها هي: “ما زلت مثيرة، وفي جعبتك الكثير القادر على إثارتي”.
اقرأ المزيد: سرطان الثدي والحياة الجنسية
الثدي مرتبط لدى كل من الرجل والمرأة بالجنس.
جلست مع بنات كثيرات مقبلات على الزواج لديهن صورة سلبية عن أجسادهن، ويعتقدن أنهن لسن مثيرات لمجرد أن لديهن أثداء صغيرة أو هكذا يرونها.
بالتالي فقدان هذا العضو الهام سيشوه صورة المرأة عن نفسها.
وللأسف رغم التطور المذهل في تخصص جراحات الثدي، إلا أن ذلك لم يواكبه تطور في الدعم النفسي الذي يعمل على تحسين صورة المرأة عن جسدها وتصالحها مع الأمر.
ولا توجد مواد تعليمية تُوجه للشركاء حول كيفية التعامل مع مضاعفات المرض وما يقال وما لا يقال، ومعظم الدعم النفسي المقدم في هذا المجال قائم على الأنشطة الترفيهية، لكن هذا ليس موضوعنا الآن.
ما يعنيني هنا كيف ترى المرأة نفسها وكيف يساعدها شريكها على تجاوز تبعات هذه الجراحة.
العلاقة قبل سرطان الثدي
دعوني أؤكد على أن شكل العلاقة قبل الإصابة واحد من العوامل الرئيسية المؤثرة في تقبل الأمر وتجاوزه.
كيف كنت تعامل شريكتك قبل إصابتها، وما الذي كنت تعتقده وتشاركها به حول جسدها. وما هي الصورة التي تعتقد هي أنك تراها بها؟
سيكون من الصعب عليها تجاوز الأمر إذا كانت علاقتكما ضعيفة وكان تعاملك معها يقتصر على الأوقات التي تستمتعان فيها بالجنس.
كلما كانت العلاقة قوية ولديكما ما تفعلانه وتستمتعان به بخلاف الجنس سهُل الأمر عليها. كلما كانت هناك مناطق كثيرة في جسدها تثيرك وتعرف هي أنها تثيرك بخلاف ثدييها، سهُل تقبل الموضوع.
دعني أحدثك عن شيء سيء آخر لا تفعله معها؛ لا تودع ثديها أثناء ممارسة الجنس للمرة الأخيرة قبل إجراء الجراحة، أي لا تشعرها بأنها ستفقد عضواً هاماً وأنك ستفتقد هذا العضو بشدة.
لا تخبرها أنها تمتلك ثدياً آخر وأنكما ستتعلمان كيفية الاستمتاع بثدي واحد.
ربما التركيز على مناطق أخرى بعيدة عن الثدي، وإخبارها أنك تستمتع بأنها تثيرك، هو ما سيجعلها تقتنع أنها ما زالت مثيرة.
وقوفك إلى جوارها وتحمل نوبات غضبها غير المبررة لك في بعض الأوقات سيجعل العلاقة أقوى ويسهل عليها تقبل الأمر.
لديها المزيد من الإثارة
ما زلت أذكر حادثة قرأتها خلال العام الماضي عن سيدة أصيبت بورم في الثدي وطلقها زوجها في رحلة العودة من عند الطبيب.
من المؤكد أن مثل هذه الأخبار تؤثر بشدة وتثير مخاوف الكثيرات من السيدات المصابات، لذا الحديث معها عن مدى حبك ووقوفك بجوارها من خلال الكلام والأفعال سيساعدها على التجاوز وتحدي الميراث الثقيل الذي يصدره المجتمع عن شكل علاقتها بشريكها بعد الإصابة.
رحلة العلاج بعد الإصابة بورم الثدي طويلة لدى الكثيرات من المصابات، وتتضمن جلسات علاج كيميائي وإشعاعي وهرموني وساعات انتظار طويلة في ردهات المستشفيات.
عليك استغلال هذه الأوقات الطويلة في رفقتها وإمتاعها بالحديث وتقديم الونس والسند.
أؤكد لك أنك لن تحظى بوقت طيب في غرفتكما الخاصة إلا إذا حظيت بوقت طيب معها في ردهة المستشفى.
لا تخبرها أن ثديها لا يفرق معك والمهم صحتها، لأنك سبق وأخبرتها أن ثدييها مثيران قبل أن تكتشفا المرض. لكن إذا أخبرتها أنها تملك الكثير من مواضع الإثارة، وأنك أصبحت مهتماً باكتشاف المزيد، وأن لديكما الوقت لمزيد من الكشف واللعب والاستمتاع، ربما يخفف ذلك من وطأة الأمر عليها.
دعني أخبرك أيضاً أنها ستصبح شديدة الحساسية في هذه الفترة، وعليك تقبل هذا الوضع، وربما تصبح غيرتها أشد لأنها تعتقد أنك تنظر وتعجب بأثداء السيدات الأخريات، لذا لا تجعلها تشعر بالغيرة، وتقبَّل شعورها غير المبرر تجاهك في الكثير من الأحيان.
إذا كنت معتاداً على عمل مقارنات بينها وبين نساء أخريات توقف عن ذلك الآن، لأنه سيجرحها بشدة ولن تفهمه بالمنحى الذي تقصده أو الذي كنت تقصده من قبل.
تمتنع الكثيرات من السيدات، بعد الجراحة، عن الجنس لفترة، لشعورهن بأنهن لم يعدن مثيرات، أو يطلبن ممارسة الجنس في الظلام خوفاً من رؤية شريكهن لهن في النور، تفهَّم ذلك ولا تلح عليها.
بالطبع يجب أن تركز على الإطراء عليها في جوانب مختلفة مما تقوم به، وليس عند ممارسة الجنس فقط، حتى يسهل عليها تصديقك.
الكثير من النساء، حتى بدون أي جراحات، يعانين من تشوه صورتهن عن جسدهن، نتيجة الميراث المجتمعي المتشكل من تعليقات الأهل والمحيطين بها، لذا توقع ازدياد معاناة شريكتك المصابة، وخاصة إذا كانت تعاني من قبل.
رحلة التكيف مع الجسد الجديد، في الكثير من الأحيان، تحتاج لمساعدة نفسية متخصصة، لأن الرحلة تصاحبها في الغالب أمراض نفسية مثل الاكتئاب والقلق. فلا تترددا في زيارة مختص يساعدها على التكيف ويساعدك على تفهم الأمر.
تذكرا في النهاية أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الحالة النفسية والرضا عن الحياة وتجدد الإصابة بالأورام مرة أخرى، إذ أوضحت الكثير من الدراسات أن المساعدة النفسية المتخصصة سواء كانت بأدوية نفسية موصى بها من قبل طبيب، أو جلسات دعم نفسي، تساعد بشكل أساسي في عدم الاصابة مجدداً.