سرطان الثدي والحياة الجنسية
لا شك أن لسرطان الثدي تأثيره الصحي والنفسي على الحياة الجنسية، ولكن هذا لا يعني على الإطلاق أن الحياة الجنسية انتهت.
لن أنسى تلك السيدة التي أتت إلى عيادة جراحة الثدي بإحدى المستشفيات، بصحبة زوجها. وهو مخالف لما تعودته، إذ تأتي النساء هذه العيادة عادة بصحبة صديقتها أو أمها أو أختها.
ولكن الغريب أن زوجها هو من تحدث معبراً عن شكوى زوجته، فقد اكتشف الزوج “كلكيعة” (كتلة صلبة) في ثديها الأيمن أثناء مداعبتها. وأضافت الزوجة أنها لم تلحظ هذه “الكلكيعة” إلا بعد اكتشاف زوجها.
وللأسف لم يكن ظهور هذه الكتلة سوى إشارة على سرطان الثدي.
لا يخفى على أحد أهمية الثدي لكل امرأة على وجه الأرض. ليس فقط كأهم معبر عن الأنوثة وجمال الجسد، بل لدور الثدي في العلاقة الحميمية بين الرجل والمرأة.
اقرأ/ي المزيد: 5 حقائق عن سرطان الثدي
كيف يؤثر سرطان الثدي على ممارسة الجنس؟
بالطبع لحظة اكتشاف سرطان الثدي من أشد اللحظات ألماً وستجعل كل تفكيرك أنت وزوجك/شريكك ينصب على فكرة السرطان نفسه.
من الطبيعي أن يمر وقت حتى تستعيدي قدراتك الجسدية والنفسية بالقدر الكافي لاستئناف حياتك الجنسية كما قبل.
ولكن يمكن أن نوجز المشكلات الجنسية التي تصادف مريضة سرطان الثدي كالتالي:
1. فقد الرغبة الجنسية
الكثيرات من مريضات سرطان الثدي يفقدن الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمية، أو تقل لديهن طوال فترة العلاج وحتى بعده.
قد يستمر فقد الرغبة هذا شهوراً، لكن في كل الأحوال وبمرور الوقت، تعود الأمور إلى طبيعتها.
علاج سرطان الثدي يسبب إجهاداً جسدياً عظيماً، سواء كان العلاج جراحياً أو إشعاعياً أو كيماوياً. وهو ما يجعل رغبتك في ممارسة الجنس تقل بالطبع.
وأحياناً كثيرة وبسبب فقد الثدي نفسه، تهتز ثقتك بنفسك، وبعض السيدات يشعرن بأن أنوثتهن أصبحت غير كاملة.
كل ذلك يؤدي إلى نقص الرغبة الجنسية أو فقدها. بالإضافة إلى الأعراض الجانبية.
كذلك، بعض أدوية سرطان الثدي تسبب نقص الرغبة الجنسية.
2. تغيرات الثدي والجسم أثناء وبعد العلاج
الكثير من أنواع سرطان الثدي تحتاج إلى استئصال الثدي كاملاً.
وأحيانا يُستأصَل الورم مع جزء من الثدي.
في كل الأحوال، يظل هناك جرح وندبة، والتي عادة ما تسبب آلاماً وتنميلاً (خدر). وزيادة حساسية السيدة للمس ومداعبة الثدي، فتصبح المداعبة مؤلمة بعد أن كانت ممتعة.
ويزيد من هذه الآلام، شعور الفقد نفسه وهو أمر لا يمكن تجاهله أو التقليل من شأنه.
كما أنه في أوقات العلاج الإشعاعي تزداد هذه الآلام، مصحوبة بألم العزل، إذ يكون جسم السيدة متأثراً بالإشعاع خلال 48 ساعة.
ويؤدي العلاج أيضاً إلى حدوث أعراض تشبه أعراض سن اليأس، وخاصة جفاف المهبل. وهو ما يسبب ألماً وصعوبة في عملية الإيلاج وتأخر الوصول للنشوة.
3. الأثر النفسي والعاطفي
سرطان الثدي وعلاجه يسبب كثير من التغيّرات النفسية، مثل، التوتر والذي يؤثر بدوره على ممارسة الجنس والعلاقات الحميمية والعاطفية، وكذلك تغير المزاج والاكتئاب.
أ. التوتر وممارسة الجنس
الشعور بالتوتر بعد اكتشاف سرطان الثدي أمر طبيعي ومنطقي. وقد يكون هذا الشعور مؤقتاً وقد يستمر فترة حتى بعد العلاج، الأمر شخصي تماماً ويختلف من سيدة إلى أخرى.
قد يكون مصدر التوتر هو خوفك من عدم قدرتك على ممارسة الجنس بسبب العلاج وفقد الثدي. أو أنك أصبحت أقل جاذبية عن السابق. أو أنك لن تستطيعي إقامة علاقات عاطفية في المستقبل.
وأحياناً يشارك الزوج-دون قصد-في هذا التوتر، إذا بدا عليه أنه غير معتاد على جسدك بشكله الجديد.
ب. تغيرات المزاج والإكتئاب
كثيراً ما يسبب علاج سرطان الثدي تغيرات مزاجية تصل أحياناً لدرجة الاكتئاب. وبالطبع يؤثر ذلك على الرغبة الجنسية والقدرة على الاستمتاع بالعلاقة الحميمية.
وتحتاج ممارسة الجنس إلى قدر كبير من الاسترخاء والهدوء للوصول إلى النشوة والإشباع الجنسي.
وفي كل الأحوال تقل كل هذه المشاعر السلبية والتوترات مع الوقت وتختفي تماماً. المهم هو الوعي بها وطلب الدعم في الوقت المناسب.
ممارسة الجنس بعد سرطان الثدي: كيف نبدأ ومتى؟
من الضروري أن تستعيدي نشاطك الجنسي وعلاقتك الحميمية في الوقت الذي تشعرين فيه بقدرتك النفسية والجسدية على ذلك.
والحقيقة أن هذا الأمر شخصي جداً كما أشرنا.
بعض السيدات يعاودن ممارسة حياتهن الجنسية أثناء العلاج نفسه. وبعضهن يتأخرن حتى انتهاء جرعات العلاج الكيماوي والإشعاعي. ومرات تتأخر بعضهن لشهور بعد انتهاء كل العلاج.
لا توجد قاعدة لتوقيت ممارسة الجنس بعد سرطان الثدي ولا توجد خطورة من الممارسة الحميمية أثناء العلاج (بخلاف أوقات العلاج الإشعاعي أو وجود جرح)-كما قد تعتقد بعض السيدات أو أزواجهن.
وعادة ما يحتاج ذلك إلى طلب الدعم والمساعدة من الطبيب أو الممرضة أو صديق/ة مقرب. ومن المحبب أن تتحدثي مع زوجك/شريكك عن مخاوفك وآلامك بشأن ممارسة الجنس في هذا الوضع الجديد.
نصائح لممارسة الجنس بعد سرطان الثدي
نؤكد مجدداً أن الأمر شخصي تماماً ويختلف من سيدة إلى أخرى، وكذلك من رجل إلى آخر.
يمثل وجود الثدي بالنسبة لبعض الأزواج دوراً رئيسياً في الممارسة الجنسية. والبعض الآخر لا يكترث لمداعبة الثدي.
ولكن من المهم أن نضع هذه النصائح في الاعتبار أثناء التفكير في ممارسة الجنس بعد الإصابة بالمرض:
- التواصل الجيد والتعبير عن النفس: من الضروري أن تتحدثي عن مخاوفك بشأن علاقتك الحميمية بعد سرطان الثدي، مع من ترتاحين له، ويكون جديراً بالثقة، سواء كان أحد الأطباء أو الممرضين أو صديق مقرب وبالطبع مع زوجك/شريكك.
واعلمي أن معظم الأطباء لن يبادر بالسؤال أو إبداء النصح عن حياتك الجنسية بشكل روتيني في زيارات العلاج والمتابعة.
وإليك بعض الأسئلة التي يجدر الإستعانة برأي الطبيب فيها:
كيف سيؤثر العلاج على ممارسة الجنس؟ هل أستطيع ممارسة الجنس أثناء العلاج؟ هل توجد ممارسات جنسية معينة يجب تجنبها؟ هل توجد بعض الأدوية التي قد تؤثر على زوجي عن طريق الاتصال الجنسي؟ وهكذا…
- لا داعي للمقارنة: مقارنة وضعك الآن بما كان قبل سرطان الثدي سيزيد التوتر ويفقدك القدرة على الاستمتاع الجنسي. الأمر فقط يحتاج بعض الوقت للتعوّد والتكيّف مع شكلك الجديد.
- استخدام المرطبات المهبلية: لتقليل جفاف المهبل المصاحب لعلاج سرطان الثدي.
- ممارسة تمارين تقوية الحوض: تساعد في تحسين الدورة الدموية بالمهبل وتقليل الجفاف والشعور بحسن الحالة.
- اكتشاف طرق إمتاع جديدة: حاولي اكتشاف جسدك من جديد بأصابعك. ومعرفة مناطق إثارة أخرى غير الثدي. واطلبي من زوجك/شريكك المساعدة في ذلك.
- الاستمناء والاستمناء المتبادل: يساعدك كثيراً على الاسترخاء والتغلّب على التوتر. المسي جسدك وثديك وداعبيهم بهدوء وبطء حتى تستثاري وتساعدي زوجك على الاستثارة.
- تعزيز الثقة بالنفس: سواء بارتداء ثدي صناعي أو بإجراء عملية إعادة بناء الثدي. مع العلم أن عملية بناء الثدي هي لتحسين الشكل فقط وليس لها علاقة باستعادة الإحساس مثل الثدي السليم.
- إرشاد شريكك بيديك: إذا كنت تشعرين بألم عند لمس زوجك للثدي أو مكان الجروح، يمكنك توجيه يده بعيداً عن مكان الألم. ومن الأفضل التحدث معه قبل بدء العلاقة الحميمية عن الأماكن التي تؤلمك ولا تريدين لمسها.
عموماً استمتعي بممارسة الجنس متى رغبت في ذلك.
أحيانا تكون ممارسة الجنس عاملاً لتخفيف التوتر بسبب فقد جزء عزيز عليك. كما أنّ مداعبات ما قبل الإيلاج مثل الحضن والتقبيل ولمس الجسد؛ كلها تؤدي إلى الاسترخاء وتحقيق قدر أكبر من المتعة والإشباع الجنسي والعاطفي.
لا تترددي أنت وزوجك/شريكك في طلب الدعم والمساعدة من استشاري علاقات أو طبيب أو تمريض أو صديق مقرب موثوق به.
زوجتي عملت استئصال للثدي قبل عشر ايام .
سؤالي متى نستطيع ممارسة الجماع وفي نفس الوقت لا يسبب الضرر لزوجتي .
مرحباً عزيزي/
يمكنكما ممارسة الجنس عندما تتعافى زوجتك بشكل نهائي، وعند ممارسة الجنس راقب ردود أفعال زوجتك فإذا شعرت أنها بحاجة إلى التوقف توقف فوراً.
بشكل عام لا تسبب الممارسة الجنسية أي ضرر، لكن ممارسة الجنس في وضع نفسي أو جسدي غير ملائم يمكن أن تتحول إلى مصدر إزعاج.
تحياتنا
كيف يمكن ممارسة العلاقة الحميمية وهي في فترة العلاج اليس خطر على صحتها اذا وقع حمل؟ وحتى لا يسمح لها بتتاول موانع الحمل!؟
أهلاً بك/
يمكن إستخدام الواقي الذكري في هذه الحالة لمنع حدوث الحمل