إعادة بناء الثدي
Shutterstock

إعادة بناء الثدي.. حياة جديدة بعد السرطان

تؤثر عملية استئصال الثدي، الناتجة عن الإصابة بسرطان الثدي، على الحياة النفسية للمرأة، وعن صورتها لذاتها، ولكن الطب استطاع أن يتوصل إلى عملية إعادة بناء الثدي، ليتيح حياة جديدة للمرأة.

مجرد كونك أنثى يحتم وجودك في دائرة احتمالية الإصابة بمرض سرطان الثدي، وهنا يجب الإشارة أن مرض سرطان الثدي هو أكثر سرطان منتشر بين النساء في العالم، حيث رصدت الإحصائيات إصابة أكثر من 2 مليون حالة في عام 2018 وذلك حسب موقع المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان.

ويتزامن شهر أكتوبر مع التوعية بمرض سرطان الثدي. تمتلئ صفحات التواصل الاجتماعي بصيحات التوعية ضد المرض، وأهمية الفحص الدوري والكشف المبكر، لكن قليلاً ما يجري التحدث عما يلي الإصابة والعلاج الكيميائي و جراحات استئصال الثدي.

يختلف مصير المصابات في العلاج، إما يلجأن العلاج الكيميائي أو العلاج بالإشعاع أو جراحات استئصال الثدي، وقد ينتهي الأمر عند الاستئصال. ولكن في خطوة تالية قد تقرر المصابات إجراء عملية جراحة إعادة بناء الثدي.

في هذا المقال سوف نتحدث عن جراحات إعادة بناء الثدي بأنواعها المختلفة.

 

ما هي جراحات إعادة بناء الثدي؟

 

هي إجراء جراحي قد تلجأ له السيدات لاستعادة شكل الثدي بعد استئصاله، وقد يطلق عليها أيضا عملية ترميم الثدي، ويقوم بها جراح التجميل. 

وتختلف نوع العملية على حسب التوقيت، أما أن تكون فورية بعد الاستئصال مباشرة، حيث تدخل المريضة غرفة العمليات مرة واحدة فقط، إذ يعقب الترميم الاستئصال. ثم يمكن أخذ موعد لإعادة تشكيل الحلمة بعد مرور بعض الوقت.

أو قد تكون العملية متأخرة، حين تحتاج الحالة للمزيد من الترتيب والإعدادات. 

يمكن تقسيم العملية أيضاً حسب نوع النسيج المستخدم في الترميم، فمن الممكن الاستعانة بأنسجة من إحدى مناطق الجسم مثل الكتف أو البطن، أو يمكن استخدام نسيج خارجي لزرعه، أو استخدام تقنية توسيع الأنسجة.

تتوافر جراحة إعادة بناء الثدي في مصر وتقدمها عدة مستشفيات.

يحدد جراح التجميل الاختيار الأنسب للناجية على حسب اعتبارات كثيرة منها:

  • الحالة الصحية  للناجية، ويتضمن ذلك العوامل التي قد تؤثر على عملية التعافي مثل التدخين أو أمراض مثل السكر.
  • حجم الجزء المصاب بالسرطان ومكانه.
  • حجم الثدي.
  • شكل جراحة الاستئصال، فقد يتم نزع الثدي بأكمله أو جزء منه فقط.
  • احتياج الناجية لعلاجات أخرى بعد الجراحة.
  • كمية الأنسجة الصالحة للاستخدام في جراحة إعادة البناء. في حالة المصابات التي تعانين من النحافة الشديدة قد لا توجد أنسجة كافية في منطقة البطن لاستخدامها في الجراحة.
عملية إعادة بناء الثدي
shutterstock

هل كل المصابات يمكنهن إجراء العملية؟

الإجابة هنا لا. ففي كثير من الأحيان لا يحدث استئصال كامل للثدي، ولا تتمكن الناجيات من إجراء عملية إعادة البناء بأنواعها التي سبق ذكرها، ولكن يمكن اللجوء لبديل، مثل زراعة دهون في الثدي لإعادة تشكيله. 

 

فوائد عملية إعادة البناء

  • تساعدك في الحصول على شكل أفضل لمنطقة الصدر وخاصة عند ارتداء حمالة صدر أو ملابس سباحة.
  • استعادة مظهر الثدي بشكل دائم
  • استعادة صورة الجسد وتحسينها.

وهنا لا ينبغي النظر إلى سرطان الثدى على أنه مرض عضوي فقط، ولكن هو أيضاً له أبعاده النفسية والاجتماعية، وذلك بسبب أهمية الثدي للمرأة في تكوين صورتها عن جسدها وعن نفسها وكذلك في جنسانيتها، وفي الأمومة. 

 

يعتمد تعريف صورة الجسد بشكل كبير على مدى رضا المرأة عن ثدييها والذي يمكن التنبؤ من خلاله برضاها عن نشاطها الجنسي. 

 

وبناء على اعتماد صورة الجسد على مظهر الثدي فإن أي تغيير فيه سوف يسبب التوتر الشديد للمصابة لأنه مسؤول بشكل كبير عن التوقعات العالية للجمال الشكلي.

وبالحديث عن العملية الجنسية فيجب ذكر أنها قد تتأثر بالمرض والألم والقلق والغضب والتوتر والأدوية، وأظهرت العديد من الأبحاث أن السرطان مرتبط بالعديد من الأمراض النفسية مثل التوتر والاكتئاب وغيرها من الاضطرابات النفسية الناتجة عن الإصابة بالمرض.

هكذا  قد تلجأ النساء في كثير من الحالات لعمليات إعادة بناء الثدي لتحسين صورة الجسد.

وأظهرت الأبحاث أن تلك العملية تساهم في تحسين الحالة النفسية للناجيات، وبحسب إحصائية تمت فيها المقارنة بين ناجيات قمن بإجراء العملية وناجيات قررن تأجيل العملية، شاركت فيها 173 ناجية، 116 امرأة منهن قمن بها مباشرة بعد الجراحة، و57 قررن التأجيل، وذلك بعد مرور عامين من انتهاء العلاج. كانت النتائج المتعلقة بتحسن الحالة النفسية تصب في صالح عدم التأجيل، أما بخصوص تحسن صورة الجسد لم تفلح السرعة في ذلك.

أما في حالة تأجيل إجراء عملية إعادة بناء الثدي كانت النتيجة تشير إلى تحسن صورة الجسد وإن كانت توجد اختلافات ترجع إلى تقنية العملية نفسها، إذ تحسنت بشكل أفضل في حالات جراحات إعادة البناء باستخدام الترميم بأنسجة الجسم مقارنة بالزرع أو توسيع الأنسجة.

أما بالمقارنة بين الحالات التي أجرت العملية والحالات التي اكتفت بإزالة الثدي فقط، أظهرت الأبحاث أن إجراء العملية يحسن من النشاط الجنسي ومن صورة الجسد عموماً، ومن الآثار النفسية الناتجة عن فقدان الثقة في النفس مقارنة بالناجيات التي قمن بجراحات الإزالة فقط، إذ أصبن بالاكتئاب والإحباط الجنسي وخاصة في حالات عدم وجود شريك، أو في حالات اللواتي يسعين لنيل درجات علمية عالية.

سرطان الثدي
shutterstock

مخاطر جراحة إعادة بناء الثدي

مثل أي جراحة تحمل جراحة إعادة الثدي فوائد ومخاطر، فقد تحدث مخاطر أثناء إجراء العملية أو بعدها مباشرة مثل:

  • مضاعفات بسبب التخدير.
  • نزيف.
  • تجلط في الدم.
  • قد يحدث انتفاخ أو ألم في منطقة الصدر أو في المنطقة التي سيتم أخذ الأنسجة منها.
  • حدوث عدوى في المنطقة.
  • مضاعفات أثناء التئام الجرح.

كذلك ينبغي أن نضع في الاعتبار اختلاف حساسية الثدي عن الفترة السابقة للعملية. فقد يكون الثدي الناتج عن جراحات الترميم مشابهاً لدرجة كبيرة للثدي السابق، ومع تطور جراحات التجميل نجح الأطباء في الحصول على نتائج هائلة في هذا الشأن.

ولكن الإحساس بالثدي الذي كان تشعر به المرأة عند لمس ثدييها أو عند الإثارة الجنسية هو ما لم تقدر الجراحات عليه، حيث يركز الأطباء في المظهر الخارجي ولا يعطين اهتماماً كبيراً، حتى الآن، للشعور بالثدي.

 

بدائل جراحة إعادة البناء 

 

في حال إذا كانت جراحة إعادة البناء غير متاحة بالنسبة لك لأي سبب، يمكنك استخدام ثدي صناعي أو حمالة صدر تكون مبطنة جيداً بحيث تعطيك الشكل التي تريدينه.

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات