إمرأة في فترة الحيض
flickr.com / lauren rushing

مرة في الشهر … نتحول إلى وحش إغريقي

على الرغم من عدم وجود فحوص معملية لتأكيد الإصابة بمتلازمة ما قبل الحيض، إلا أن ما يحدث في محيط الأنثى قبل أيام من دوّرتها الشهرية كفيل بإثبات هذه المتلازمة وتعريف أعراضها.

لا يستوعب الرجال الثورة العارمة التي تجتاحنا خلال ثواني معدودة  وتبدّل أمزجتنا 180 درجة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب بعد التلفظ بكلمة قد تتردد على ألسنتهم بعاديّة مطلقة طوال ساعات اليوم وخلال أيام الأسبوع، ولماذا تصير سببًا لقيام إعصار نسائي مُدمر؟.

الأمر الأشبه بمرورنا المفاجئ في ثقب زمني يحولّنا إلى وحوش خرافية.

لا يتفهم الرجال ذلك، ولكن لا يجب أن نسمح لهم بتسفيه ردود الأفعال النسائية في هذا الوقت من الشهر، فـكما سبق وقالت “رايتشل/جنيفر أنيستون” في المسلسل الأمريكي الشهير” Friends” :

No uterus No opinion (غير مسموح لك بإبداء رأيك طالما لا تملك رَحِماً).

أول معلوماتي عن الحيض

امراة تقف وسط ظلام دامس
أتذكر حين كنت في إحدى السنوات الدراسية وقبل بلوغي، في أثناء حصة اللغة العربية في المدرسة، أمرتنا المُعلِّمة أن نكتب في صمت ما تخطّه على السبورة، لكن كعادة الأطفال في سنوات الدراسة الابتدائية، ما أن أعطتنا المُعلِّمة ظهرها حتى سارعنا بالكلام وفتح الأحاديث الجانبية.

دقّت المُعلِّمة بيدها –دون أن تدير لنا وجها- على السبّورة وطلبت منا الصمت، لكننا –وبالتأكيد- لم نصمت.

استدارت غاضبة، يتطاير من عينيها الشرر، وظلت تصرخ فينا ثم مزقت الكتاب الذي كانت تنقل منه للسبورة. اندهشت جداً من ردة فعلها. فنحن نفعل ذلك طوال الوقت.

مالذي جد حتى تثور هذه الثورة العارمة؟!. لكن زميلتي التي تجلس بجواري أخبرتني أنّ “أبلة فلانة هاتجيلها البيريود“.

اتسعت عيناي ونظرت للمُعلِّمة بريبة، في انتظار أن أرى قطرات دم على الأرض “تفكير طفولي درامي ساذج”. لكن زميلتي والتي كان لها أخوات فتيات كبار، أخبرتني ” لأ يا بنتي، مش دلوقتي.. بعد كام يوم، هما بيتنرفزوا ويتعصّبوا بسرعة كده لما البيريود تكون جايّة.. مش مصدقاني، طب بُصيّ، فيه كمان حبّاية في وشها”.

كانت هذه أولى معلوماتي عن أعراض متلازمة ما قبل الحيض أو المعروفة بـ PMS  (PreMenstrual Syndrome)، تلك الفترة الكفيلة بقلب حياة  من يتعامل مع فتاة تعاني من أعراضها إلى جحيم مُطلق.

أنا PMSing  يُرجى تجنّبي تماماً وعدم استثارة غضبي.

شخصياً…
بالنسبة لي، لا تتأخر أعراض هذه المتلازمة في المجيء شهريًا ولا تغيب ولو على سبيل التغيير لمرة واحدة.

أوقاتها مضبوطة جدًا لدرجة أني أحيانا وحين أشعر بتغيّر غريب في مزاجي وحساسيتي المفرطة والمبالغ فيها تجاه أي كلمة، ومِن ثَمّ ردود أفعالي المتطرفة، أترك ما في يدي وأنظر إلى التقويم لأتأكد من التاريخ فأهز رأسي وأبدأ في تحذير من حولي: أنا PMSing  يُرجى تجنّبي تماماً وعدم استثارة غضبي.

يظن الرجال أن مُجرّد معرفتنا بميعاد ظهور هذه الأعراض وتوقيت دورتنا الشهرية، كفيل بأن نتحكّم في تبدّل أمزجتنا وفي نوبات الغضب. لا يستوعبون أبدًا أن الأمر خارج عن أيدينا. أجسادنا تمتلئ بالهرمونات والتي تتدفق بسرعة جنونية في عروقنا مسببة لنا حالات مؤقتة من الجنون.

تؤكد الدراسات أن 80% من النساء في عمر الإنجاب يعانين من أعراض هذه المتلازمة والتي تشتمل على:

  1. اضطراب المزاج والذي يكون على هيئة سرعة الغضب وعدائية ونوبات قلق وحالات من عدم ضبط النفس
  2. اضطرابات سلوكية وتكون في هيئة ولع بالسكريات وزيادة الحساسية من الضجيج
  3. تغيرات بدنية كالصداع والإرهاق العام وتورم الثديين وزيادة الإحساس بالأم بشكل عام) ولكن بدرجات متفاوتة تختلف من أنثى لأخرى، وأن حوالي 3- 8 % فقط من النساء أو الفتيات مَن تمنعهن أعراض هذه المتلازمة من ممارسة نواحي الحياة بشكل طبيعي شهريًا.

لذا عزيزي الرجل، عليك أن تتوخى الحذر شهريًا، وأن تُفكّر في كل كلمة تتفوه بها أو أي تصرف قد يكون مقبولا خلال أيام الشهر الأخرى، فأنت لا تعرف ما الذي يُسببه تدفق الأستروجين لنا، أنت فقط تحصد ردّات الفعل.

المدونة تعبّر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة عن رأي موقع “الحب ثقافة”

عزيزي الرجل: كيف تتعامل مع شريكتك وهي في فترة الحيض؟ شاركنا النقاش بالتعليق أدناه أو عبر صفحاتنا على فيسبوك وتوتير.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (3)

  1. اشكركم على هذه المعلومات
    اشكركم على هذه المعلومات القيٍّمة، هكذا يتسنّى للشباب تهفُم حالات النساء و الفتيات.

  2. انا بحس اني عايزه اضرب اي حد
    انا بحس اني عايزه اضرب اي حد صوته عالي قدامي

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات