خمس قواعد لتجاوز كذب الشريك/ة
كيف يؤثر الكذب على سلامة العلاقات؟ وهل هناك ما يسمى بـ “الكذبة البيضاء”؟ وهل المجاملات والمبالغات تدخل تحت بند الكذب؟ اعرف/ي من هذا المقال
من أكثر الشكاوى التي أقابلها في العيادة الشكوى من كذب أحد الطرفين في العلاقة، والسؤال الذي يطرحه أحد الشريكين يكون: متى يمكنني الصفح واستكمال العلاقة، وكيف أعرف أن ذلك لن يتكرر مجدداً؟
هناك مجموعة من المعايير تحدد نوع هذا الكذب وكيف ستتعامل/ين معه.
دعونا نجيب أولاً على السؤال الأشهر والذي قد يبدو ساذجاً في كثير من الأحيان: هل هناك ما يسمى بالكذبة البيضاء؟
في مجال الصحة النفسية لا يوجد ما يسمى بالكذب الأبيض، حتى تلك العبارات التي نقولها ونحن لا نعنيها مثل: “أحبك” و”أنا على استعداد للتضحية بكل شيء من أجلك” قد تسمم العلاقة وتؤذي الطرفين، إذا كانت مجرد “كذبة بيضاء” لا تعبر عن مشاعر قائلها.
إذا كنت غاضبة من الشريك ولا أستطيع التعامل معه وما زلت أردد عبارات الحب بدلاً من التعبير عن غضبي والسعي لحل الموقف، سيظل هذا الغضب يتصاعد داخلي ويؤذي الطرفين بصور مختلفة.
الكذب من المنطلق النفسي هو نوع من الخداع اللفظي للآخرين وينبع السبب الرئيسي للكذب من خوفنا من معرفة الآخر لحقيقتنا، وكلما زاد الخداع زادت تأثيراته على الطرفين. فالشخص الكاذب نفسه ستتأثر صورته عن ذاته سلباً.
هناك أسباب أخرى للكذب، منها الهروب من المسؤوليات، كأن أدَّعى أن لديَّ موعداً هاماً لا يمكن تأجيله، وسيترتب عليه مستقبلى المهني، وذلك حتى لا أذهب مع زوجتى لطبيب الاطفال مع ابننا المريض.
هناك أيضاً نوع من الكذب يمكن تسميته، إن جاز التعبير، بـ “الكذب التلاعبي”، وهو النوع المستمر والدائم، والذي تصاحبه بعض اضطرابات الشخصية، مثل: “اضطراب الشخصية الحدية” borderline personality، أو الشخصية السيكوباتية.
في الغالب يكون هذا نوع الكذب الذي يتوقف عنده الكثيرون في العلاقات، ويتساءلون: هل يمكننا استكمال العلاقة في ظل هذا النوع من الكذب؟
يستغل الكثير من المرضى باضطرابات الشخصية، وخاصة اضطراب الشخصية الحدية، سمات مرضهم، وحين يُفتضح أمرهم ويُعرف كذبهم، يقنعون شركاءهم أن هذا جزء من المرض، وأنهم بصدد العلاج.
لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، ففي الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية DSM5، تم نفي كون الكذب أحد أعراض اضطراب الشخصية الحدية، وإن كان الكثير من مرضى هذا الاضطراب يدعون أن الكذب من ضمن الأعراض.
ما زلت أذكر صديقة تعرضت لنوع من الابتزاز العاطفي من شريكها المصاب باضطراب الشخصية الحدية والذي كثيراً ما كان يكذب عليها لدرجة أنها كانت تقف حائرة بين الكذب والصدق في كل أمور حياتهما، وأقنعها أن ذلك جزء من مرضه، وأنه يسعى للتغيير وجاد فيه، ويتلقى مساعدة متخصصة.
وبناء عليه أعطته فرص عديدة، وهو استغل كل الفرص وظل يكذب طوال العلاقة حتى انتهت بعد وقت طويل جداً، بعد أن استُنزفت لدرجة أنها لم تعد مستعدة للدخول في أي علاقات أخرى.
وهنا يمكننا أن نطرح سؤالاً: كيف أعرف أن الشخص سيتغير؟ وهل ذهابه لتلقي المساعدة يعني عدم تكرار الكذب مرة أخرى؟
من واقع خبرتي العلاجية أكاد أجزم أن ليس كل من يأتي لتلقي المساعدة يكون جاداً في التغيير، ففي كثير من الأحيان يكون الشخص قد استنفد كل الطرق الأخرى مع الشريك ويريد فتح باب جديد للأمل يسمح باستمرار العلاقة، فيعلن عن رغبته في التغيير وتلقي المساعدة، وهنا يشعر الطرف الآخر بأن المشكلة انتهت لمجرد ذهابه لتلقي المساعدة.
أريد أن أوضح أن الأمر أشبه بالذهاب إلى طبيب التخسيس. هل مجرد ذهابي إلى الطبيب يعني أنني سأفقد وزني؟ بالطبع لا، طالما لا ألتزم بالتعليمات ولا أبذل جهداً لن يحدث أي تغيير.
لا تمنح/ي الكذب فرصاً عديدة
يجب فهم هذه القاعدة الأولى جيداً، وهي أن الذهاب إلى جلسات العلاج النفسي لا معنى لها، بدون تحقيق نتائج التغيير المرغوبة.
لا تمنح/ي العلاقة المؤذية المليئة بالأكاذيب فرصاً أخرى بدون ملامسة رغبة في التغيير وتقييم النتائج، وإذا أبلغك الشريك بأنه سيذهب للعلاج شجعه/شجعيه وانتظر/ي التغيير، لكن لا تتوقع/ي أن الذهاب وحده يعني الشفاء.
اعتراف أم اكتشاف؟
هناك قاعدة ثانية: وهي من الذي كَشَف الكذب؟
هل شريكك هو من صارحك بكذبته؟ أم أنك اكتشفت ذلك؟ أم أن أحداً وشى به؟
هذه القاعدة مهمة، فاعتراف الشخص نفسه بكذبه يعكس استبصاراً بما يحدث داخله، ونية للتغيير في معظم الأوقات.
بمعنى أن يأتى إليك ليتحدث بشأن كذبته قبل أن تكتشف/ي أنت أنها كانت كذبة، ويعترف أنه فعل ذلك ويناقش معك دوافعه للكذب.
هذا يعني أنه من صارحك، أي لديه النية للتغيير، ولست أنت من اكتشف الكذب.
عمومية الكذب
تكمن القاعدة الثالثة في عمومية الكذب في بقية مجالات حياته/ا، الشخص الكاذب يستخدم هذا الخداع في كل العلاقات.
إذا كنت تجلس/ين مع هذا الشريك/ة ستجده يكذب في مواقف أخرى مع أشخاص آخرين، ويفعل ذلك بدون أدنى إحساس بالذنب، وقد يصبغ المسألة بصبغة مهارية، كأن يعتبر ذلك شطارة ونجاحاً في العلاقات.
ملاحظة سلوك شريكك مع الآخرين أمر مهم، ويكشف لك زيف العبارة التقليدية “المهم هو معايا إزاي”، التي تصير بلا معنى على الإطلاق.
تكرار الكذب
تكمن القاعدة الرابعة في مدى تكرار الكذب وتوازيه مع الفرص التي منحتها للعلاقة.
ثق/ي أن الكذب مؤذٍ ومسمم للعلاقة.
عند أخذ تاريخ الحالة من كثير من الشركاء في العلاقات أجدهم يتحدثون عن الفرص التي تم منحها للعلاقة بعد اكتشاف الأكاذيب.
أغلب هذه العلاقات تعدت فيها الفرص العشرات دون فائدة، ويتكرر الأمر كثيراً حتى يشعر أحد الطرفين بالإنهاك وعدم الجدوى فيترك العلاقة وهو مُستنزف تماماً.
المهم هنا، إذا اكتشفت أن الشريك/ة دائم الكذب وسبق ومنحته بضعة فرص، ألا تكرر/ي الأمر لأنك ستحصل/ين على نفس النتائج.
أسباب الكذب
القاعدة الأخيرة هنا هي محاولة تفهم نوعية الكذب الذي يحدث، وذلك على الرغم من أننا سبق وقلنا إن الكذب كله واحد ونتائجه واحدة.
لكن ما الذي يدفع هذا الشخص للكذب؛ هل هو عدم القدرة على المواجهة وإبداء الاختلاف معك؟ أم التهرب من المسؤوليات أم التلاعب؟
من واقع الملاحظات فإن النوع الأكثر شيوعاً لدى السيدات هو عدم القدرة على المواجهة، إذ تجد الشريكة قد اتفقت مع شريكها على أمر وأُرغمت على الموافقة عليه حتى لا تخسر العلاقة، وهي غير مقتنعة بهذا الأمر، وبدلاً من التفاوض، تكذب في كل مرة تنتهك فيها ما اتفقا عليه.
وفي الحقيقة هذا النوع مؤذٍ على المدى الطويل، لأنه يشعرها بالذنب ويؤدي إلى تدني صورتها عن ذاتها، وينمي شعوراً دائماً بالغضب ينتظر الانفجار ليدمر العلاقة في الكثير من الأوقات.
أخيراً قد يراودنا سؤال: هل المجاملات والمبالغات بين الشركاء تندرج تحت بند الكذب؟
عندما أقول لشريكي أو شريكتي “أنت أهم شخص في حياتي”، في حين أن أهلي هم الأهم في الحقيقة، يمكن أن تكون الجملة تعبيراً عن الحب ولا تندرج تحت بند الكذب.
ولكن يتغير هذا إذا كان الشريك يضغط على شريكه ويدفعه باستمرار للاختيار بينه وبين أهله، ساعتها سيجد هذا الضغط متنفساً للخروج في موقف آخر.
ملخص ما أريد قوله هو أنه لا يوجد كذب أبيض وآخر أسود، كل الكذب مؤذٍ للعلاقة، فكونوا على حذر في العلاقات مع الشركاء الكاذبين.
وإذا اكتشفت أنهم غير جادين في التخلص من هذا الكذب، اعرف/ي أن هذه السمة قادرة على تسميم حياتكما.
مصادر
http://oaji.net/articles/2015/1170-1427635231.pdf
https://www.verywellmind.com/link-between-borderline-personality-and-lying-q-a-425190
الانسان الصادق مع نفسه صادق…
الانسان الصادق مع نفسه صادق مع الناس وقلبه مطمءن مرتاح والكذاب لايكذب الا على نفسه وقلبه ممتلء بالخوف والرعب .
مقال جدا جميل وراءع ?????
مقال جدا جميل وراءع ?????
أهلاً بك/
شكراً لك على…
أهلاً بك/
شكراً لك على متابعتك لنا، ويسعدنا تعليقاتك
ازاى اقدر اتحكم فى غضبى هل…
ازاى اقدر اتحكم فى غضبى هل تتجاهل ما حدث
أهلاً بك/
نعتذر منك، موقع…
أهلاً بك/
نعتذر منك، موقع الحب ثقافة منصة مختصة للإجابة عن أسئلة الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات، يمكنك إرسال سؤال لأحد المنصات المختصة بهذا الأمر.
أين انتم يافريق الحب ثقافه…
أين انتم يافريق الحب ثقافه يومين وأنتم غير موجودين أنني ابعث لكم هذه في غيابكم ?
أهلاً بك/
شكراً لك على…
أهلاً بك/
شكراً لك على متابعتك لنا ونتمنى أن نكون عند حسن ظنك
مقال جدا هادف ومفيد مزيد من…
مقال جدا هادف ومفيد مزيد من التقدم والانبهار