الجلطة الدماغية
Shutterstock

الحياة الجنسية بعد التعرض لجلطة دماغية

تؤثر الجلطة الدماغية على العديد من الممارسات الحياتية، وبالتأكيد تؤثر على الممارسة الجنسية، رغم ذلك يمكن الحفاظ على حياتك الجنسية نشطة وسعيدة.

يتعرض الناجون من الجلطة الدماغية للعديد من التغيرات الحياتية على المستوى الجسدي والنفسي والعاطفي، وعلى المستوى الحميمي أيضاً.

بعد أن يخرج الناجي/ة من المستشفى يبدو وكأنه/ا يتعلم الحياة من جديد. لذا يجدر بالناجين والناجيات التعرّف على هذه التغيرات وتعلّم كيفية التعايش مع الشكل الجديد للحياة.

 

ما الجلطة الدماغية؟

 

يتغذى مخ الإنسان على الدم الذي يحمل الأوكسجين والغذاء من خلال الشرايين.

تحدث الجلطة حين لا تصل الدماء إلى المخ بسبب انسداد في الشرايين أو انفجار فيها، هكذا تموت خلايا المخ بسبب نقص الأكسجين والغذاء.

تؤثر الجلطة على الأماكن التي أصابت بها المخ، وقد تعيق المريض عن التفكير أو السلوك أو تناول الطعام أو الرؤية أو أداء الحواس بشكل عام، ويتغير تأثير الجلطة باختلاف المريض.

أي شخص من أي سن معرض لحدوث جلطة دماغية، ولكن النسبة تزيد مع الرجال ومع التقدم في العمر.

توجد بعض الممارسات التي يمكن التحكم فيها لمنع أو تقليل فرصة حدوث جلطة دماغية، مثل:

  • التحكم في مستوى ضغط الدم
  • التحكم في مستوى السكر
  • خفض الكوليسترول
  • الامتناع عن التدخين
  • منع الكحوليات أو تقليلها

 

التغيرات التي تطرأ على الحياة الجنسية للناجين من الجلطة الدماغية

نود التنويه أولاً بأن الجلطة الدماغية بحد ذاتها لا تؤثر مباشرة على ممارسة الجنس، ما يؤثر هو ما يتبع الجلطة من صعوبة الحركة وتغير الحالة المزاجية والنفسية، والتي قد تصل إلى الاكتئاب أحياناً.

بالإضافة إلى ذلك قد تؤثر أدوية علاج الجلطة وأدوية الاكتئاب على الرغبة في ممارسة علاقة حميمية، أو تسبب ضعف الانتصاب عند الرجال.

كيف تؤثر الجلطة الدماغية على الأداء الجنسي:

1. الخوف

معظم ما يطرأ على الحياة الجنسية للناجين من جلطات الدماغ نابع من الخوف والقلق من حدوث جلطة أخرى بعد ممارسة العلاقة الحميمة. إذ تتطلب الممارسة ارتفاعاً في ضغط الدم وزيادة في نبضات القلب.

تأثير السكتة الدماغية
shutterstock

والحقيقة أن هذا الخوف ليس له أساس طبي وعلمي إطلاقاً. رغم التغيرات الفسيولوجية المصاحبة لممارسة الجنس، فلم يحدث أن كان ذلك سبباً لحدوث جلطة دماغية أبداً.

تشير إحدى الدراسات إلى أن 50% من مشاكل العلاقة الحميمة بعد الجلطة الدماغية نابعة من الخوف.

والخوف من حدوث جلطة أخرى لا يكون عند الشريك الناجي فقط، بل أحياناً يكون نابعاً من الشريك الآخر الذي يرعاه، فهو يخاف على شريكه من تكرار المرض.

يؤدي الخوف إلى ضعف الانتصاب عند الرجال الناجين، أو نقص الرغبة وتشوش الاستثارة عند السيدات الناجيات من الجلطة.

الأمر يحتاج إلى الفهم الصحيح من الشريكين، وطلب الدعم من الطبيب/ة المعالج/ة، أو حتى استشارة متخصص/ة في العلاقات الحميمية.

 

2. الرغبة والإستثارة

بالطبع في أوائل أيام الجلطة الدماغية تنعدم الرغبة في الجنس بسبب الوضع المرضي نفسه، لكن مع الوقت وبعد النجاة، تعود الرغبة في استعادة الحياة الجنسية بشكل طبيعي وتدريجي، سواء للشريك الناجي أو الشريك الداعم. 

قد تحدث الاستثارة بسبب نظرة أو لمسة أو حضن وغيرها من مداعبات ما قبل العلاقة الحميمية.

لا تؤثر الجلطة الدماغية على حساسية الأعضاء الجنسية وتفاعلها مع المداعبة واللمس، إلا نادراً.

معظم الجلطات تسبب شللاً نصفياً أو مجرد ضعف نصفي أو ضعف وصعوبة في الكلام.

 

3. الانتصاب

لا تؤثر الجلطة الدماغية على الانتصاب كما أشرنا.

لكن ضعف الانتصاب المؤقت يحدث نتيجة الخوف والقلق، أو نتيجة بعض أدوية خفض الدم وأدوية الاكتئاب. لذلك من الضروري استشارة الطبيب/ة في هذا الأمر.

 

4. جفاف المهبل

أحيانا تسبب الجلطة الدماغية جفاف المهبل عند السيدات، وخاصة مع تناول بعض الأدوية.

 

5. الإيلاج

عادة ما يتأثر الإيلاج بسبب عدم القدرة على اتخاذ وضع حميمي مناسب، بسبب الشلل النصفي وضعف الحركة.

تأثير الجلطة الدماغية
shutterstock

كما أن الإيلاج يتطلب عملاً عضلياً منتظماً لعضلات الحوض والفخذ، بل وعضلات الساعدين أيضاً.

 

كيف يستعيد الناجون من الجلطة الدماغية الحياة الجنسية؟

أهم ما يجب أن يعرفه الناجون أنّ الحياة تستمر.

لذلك عليه/ا تقبل شكل حياته/ا الجديدة والتعايش مع التغيرات الجسدية المستجدة والتخلي عن الخوف والقلق من خوض الحياة الاجتماعية والجنسية على حد سواء.

ويمكن للناجين أن يضعوا في ذهنهم النصائح التالية:  

  1. الاستعانة بالطبيب/ة والمختصين لفهم طبيعة الوضع الجديد بعد النجاة في كل مناحي الحياة.
  2. لا تجبر/ي نفسك على ممارسة الجنس إلا عندما تشعر/ين بالرغبة الحقيقية في ذلك.
  3. التحدث مع الشريك/ة فيما تفكر فيه من مخاوف، ومحاولة استكشاف أوضاع حميمية جديدة تناسب ضعف العضلات المستجد. ومن الأفضل أن يتخذ الشريك الأكثر حركة الوضع الأعلى، حتى يتمكن من مساعدة شريكه في الوصول إلى النشوة بمتعة وهدوء.
  4. العلاقة الحميمية لا تعني الإيلاج فحسب، فقد يناسبكما التقبيل والعناق والملامسة. كلها ممارسات تحافظ على التواصل الحميمي بين الشريكين وتساعد في الشعور باستمرارية الحياة وعدم تغيرها.
  5. لا تتناول أي أدوية لتقوية الانتصاب إلا بمشورة الطبيب/ة المختص/ة. ولا توقف أدوية الجلطة أو أدوية الاكتئاب من نفسك لعلاج ضعف الانتصاب. فقط استشر الطبيب/ة عن كيفية علاج الأمر والتعامل معه.
  6. قد تحتاج الناجيات إلى استخدام المزلقات الحميمية المائية لترطيب المهبل، استشيري طبيباً/ة متخصصاً/ة لتحديد نوع وكيفية استخدامه.  
  7. الاستعانة باختصاصي العلاج الطبيعي أمر ضروري لتحسين القدرة على الحركة عموماً. كما يمكنك الاستعانة به واستشارته في معرفة أوضاع حميمية مناسبة.
  8. أحياناً يصاحب الجلطة الدماغية فقد التحكم في البول. لذا يفضل إفراغ المثانة قبل ممارسة العلاقة الحميمية، وعدم تناول الكثير من الماء.
  9. للسيدات الناجيات؛ لا يفضل الحمل بعد الجلطة الدماغية، لأن الحمل بحد ذاته يسبب زيادة التجلط بالدم. لذا اتبعي طرق منع الحمل باستشارة الطبيب.

مصادر:

 https://strokefoundation.org.au/What-we-do/For%20survivors%20and%20carers/stroke-resources-and-fact-sheets/Sex-and-relationships-after-stroke-fact-sheet

https://www.verywellhealth.com/sexuality-after-stroke-3146001  

https://www.stroke.org/en/about-stroke/effects-of-stroke/emotional-effects-of-stroke/intimacy-after-stroke

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (5)

  1. مفيد ولكني فقدت الرغبه في الحياه رغم اننني من الناجون من الجلطه الدماغيه

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات