نصائح لمواعدة ناجحة مع العابرين جنسياً
كل العلاقات تحمل تحدياتها، والعلاقات مع العابرين جنسياً أيضاً تحمل صعوبات، لذلك الوضوح والحرص على عدة تفاصيل من البداية سيكون مفيداً للعلاقة.
في أغلب الأحيان، تكون المواعدة بالنسبة للعابرين والعابرات جندرياً أو جنسياً مليئة بالمصاعب، مقارنة بتجارب الأفراد منسجمي النوع الجندري.
تشيع العديد من المفاهيم الخاطئة حول الأفراد العابرين جندرياً، ما يجعل تجربة المواعدة تحمل العديد من التحديات؛ بعض الناس يعتنقون هذه المفاهيم الخاطئة، وآخرون يعاملوننا على أننا معجزة.
تكرر أن واعدت أناساً كانوا شديدي اللطف، واهتموا بي بالفعل، لكنهم طوال الوقت كانوا يطرحون عليَّ أسئلة شخصية، كانوا سيتعرفون على إجاباتها لو كان لديهم الصبر الكافي لأخبرهم عنها في الوقت المناسب. ولكن بدلاً من ذلك، تعاملوا معي كأنني مُدرِّسة الجندر الخاصة بهم.
في مرة أخبرني أحدهم أنه ليس منجذباً للنساء العابرات، وأخبرته آنذاك أنه لا مشكلة في ذلك، وأن الناس أحرار في الانجذاب لمن يريدونه، المهم ألا يكون ذلك نابعاً عن أفكار مغلوطة عن الأفراد العابرين، ولكنه استمر في لوم نفسه، وكأنه ارتكب خطأ، أو كان متخوفاً من أن تعبيره عن مشاعره سيجعلني أقاطعه.
يحدث أيضاً أن يخطئ الأفراد من منسجمي النوع الجندري في استخدام ضمائر الأفراد العابرين، وساعتها قد يضخمون الموضوع بالاعتذار المفرط، مع أن المسألة قد تمر بسهولة.
لذلك نذكر في هذا المقال عدة نصائح قد تفيدنا أثناء المواعدة بين العابرين جندرياً وغير العابرين.
نصائح لمنسجمي النوع الجندري
- حين نبدأ في مواعدة عابر/ة جندرياً، علينا أن نسألهم في البداية، باحترام، عن اسمهم/ن، والضمائر التي يفضلون/ن المخاطبة بها: “أنا فرحان/ة إننا اتقابلنا، ممكن أسألكم إيه الضماير اللي بتستخدموها عشان أكلمكم بيها؟”
عندما نعرف ذلك، علينا احترام هويتهم/ن الجندرية وطريقة تعريفه/ن لذاتهم/ن.
قد يحدث أن نستخدم، سهواً، ضميراً خاطئاً، حينها يمكننا الاعتذار، لكن لنحرص على عدم تضخيم الأمور.
- في العلاقات العاطفية بشكل عام من المفترض أن نخوض حواراً عميقاً مع شركائنا، يمكن أن نستفيد من هذه الحوارات لنوعِّي أنفسنا بالمشاكل التي يعاني منها العابرون والعابرات جنسياً، ولكن لا داعي بأن تقتصر حواراتنا على هذا الموضوع، حتى لو كان غرض ذلك زيادة وعينا. لا ينبغي أن نعامل شركائنا على أنهم “مكتبة”، هم معكم/ن للمواعدة وتعزيز العلاقة، لا إلقاء محاضرة عن تاريخ العبور الجندري. ولا تطلب/ي منهم/ن على الدوام مجهود الشرح. جوجل صديقنا.
- لا ينبغي أن نعامل كونهم/ن عابرين كمأساة، بل نعاملهم/ن كما نعامل أي شخص آخر. الأفراد العابرون بالفعل حياتهم/ن مليئة بالتحديات، لكن هم/ن ليسوا هنا لنشعرهم بالشفقة، بإمكاننا فقط أن نعرب عن تعاطفنا معهم/ن بسبب التحديات التي يخوضونها في مجتمعات لا تتفهم العابرين جندرياً، وأن نكون داعمين لهم، مثلما هو مفترض أن ندعم من نحبهم.
- إن أخبرنا الأفراد الذين نواعدهم/ن أننا فعلنا شيئاً ضايقهم/ن، حتى وإن لم نفهم لم ضايقهم/ن، علينا احترام ذلك.
- علينا أن نعي أن العلاقة مع شخص عابر/ة لا تعني تغير ميولكم الجنسية، لأن هذا تابو يحيط بالعلاقات مع العابرين والعابرات. إذا كنت رجلاً مغايراً جنسياً وارتبطت بامرأة عابرة، ما زلت رجلاً مغايراً، وإذا كنت امرأة مغايرة جنسياً وارتبطت برجل عابر، ما زلت امرأة مغايرة. قد يجبرنا ضغط المجتمع على حمل تصورات أخرى، ولكن المهم أن نكون نحن وشركاؤنا سعداء، ولا نجعل كلام الناس يؤثر على علاقاتنا.
- لا تشعروا شركاءكم العابرين أبداً أنكم خجلانين من وجودهم. طالما أحببت الشريك/ة لا تتردد في أن تظهر معه/ا في الأماكن العامة. لا تشعروا شركاءكم أنهم سر في حياتكم، لأن هذا يجعل العلاقة مبنية على خطأ، ولا يعتبر أمراً منصفاً لهم.
ما لا ينبغي علينا أن نقوله لشركائنا العابرين
– “أنا مش مصدق\ة إنكم ترانس! أنا عمرى ما كنت هعرف!”
هذا يفترض أن بإمكاننا التعرف على كل الأفراد العابرين من مظهرهم وهذا خطأ، العابرون مثل كل الناس يأتون بجميع الأشكال والألوان.
– “أنتم اتولدتم أيه؟”
هذا سؤال مهين، لأن الجنس الذي حُدد لهم أثناء الولادة لم يعد قائماً الآن، وسيبدو الأمر وكأنك تحاول/ين استكشاف أجسادهم/ن بطريقة ضمنية.
– “طيب هو انتم اسمكم الحقيقي إيه؟”
الأفراد العابرون هم من يصرحون بالاسم المفضل لهم، سواء كان الاسم القانوني أو لا. يصف العابرون أسماءهم القديمة باعتبارها أسماء “ميتة”، وقد لا يصرحون بها لأقرب أصدقائهم. علينا أن نحترم الهوية الحالية للعابرين، ونعي أن الاسم الميت قد يستحضر ذكريات ومشاعر سيئة.
– “انتم عملتم العملية؟”
أعطوا الفرصة للأفراد العابرين بإخباركم/ن بذلك بأنفسهم/ن، لأنه إذا تطورت العلاقة سيشعرون بالارتياح في إخباركم/ن بهذه التفاصيل.
– “بس انتم كنتم أحلى الأول”
تحمل هذه الجملة نوعاً من العدوانية. لا يسعى العابرون إلى العبور لإرضائكم، وإنما من أجل أن يكونوا مرتاحين بشكل أكبر مع أنفسهم وأجسادهم.
نصائح للعابرين جندرياً
- أنتم لكم كامل الحق في خوض علاقات عاطفية مثمرة، وأنتم مستحقون للحب، ولا تدعوا أحداً يخبركم بأي شيء غير هذا.
- أنتم لستم/ن مجبرين أن تخبروا من تواعدونهم/ن أنكم/ن عابرون أو عابرات، وقد يكون من الأفضل أن تصرحوا بذلك إلكترونياً من أجل الأمان الشخصي وتفادي المواقف الخطرة، خاصة إذا لم نُجرِ عملياتنا التصحيحية بعد.
لنتذكر أن لنا كامل الحق في اختيار الوقت المناسب لنا للإفصاح عن هويتنا الجندرية أو عن أجسادنا. وإن تجاوز أحدهم وأهاننا لأننا لم نتوافق مع توقعاتهم/ن عن أجسادنا، فهذا ليس خطأنا.
- من المهم أني نعي أننا لسنا مدينين للآخرين بالتوعية بكل ما يخص الأفراد العابرين، وإذا كان الشركاء مهتمين بنا بالفعل، سيسعون لبذل هذا الجهد من تلقاء أنفسنا.
- من المهم الحفاظ على حدودنا الشخصية. العلاقات العاطفية ليست دائماً واضحة، لذلك الحفاظ على الحدود الشخصية سيساعد الشريكين على الفهم؛ فهم أين تبدأ علاقتنا وأين تتوقف، وتساعد في خلق حدود طبيعية. تعمل هذه الحدود على تعزيز علاقاتنا، حتى يتفهمها الشريكان ويلتزمان بها.
تساعد الحدود في معرفة مسؤولية كل منكما في العلاقة، ونؤكد من خلالها على أن جسدنا وكلامنا ومشاعرنا وتصرفاتنا وتفضيلاتنا ملكاً لنا.
يعني هذا أن لدينا الحق في التعبير عن اعتراضنا على أي شيء غير مرتاحين له، وفي المقابل إذا قلنا أي شيء فظ أو غير مقبول علينا أن نتحمل مسؤولية ذلك ونعتذر. ولنتذكر أن التواصل الجيد أساس كل علاقة عاطفية صحية.
تعريفات بسيطة
بالاستعانة بقاموس موقع ترانسات
الهوية الجندرية: الطريقة التي يعرِّف بها الشخص نفسه اعتماداً على النوع الاجتماعي الذي يشعر بالانتماء له.
امرأة عابرة: هي من عُيِّن جنسها أثناء الولادة كذكر، ولكن هويتها الجندرية هي امرأة، وقد تكون قد مرت بالعبور الجسدي، أو الاجتماعي.
رجل عابر: هو من عُيِّن جنسه أثناء الولادة كأنثى، ولكن هويته الجندرية هي رجل، وقد يكون قد مر بالعبور الجسدي، أو الاجتماعي.
الرهاب من العابرين جندريا/ترانسفوبيا: وهو التخوف من العابرين جندرياً، ورفضهم مجتمعياً، وقد ينعكس ذلك في شكل تصرفات أو قواعد تميِّز ضد الأفراد العابرين.
** تاريخ آخر تحديث: 3 إبريل 2024