هل أنت في علاقة مختلة
Pixabay

هل أنت في علاقة مُختلّة؟

كيف تعرف/ين أنك في علاقة مُختلّة؟ ما هي العلاقة المَرَضيّة؟ كيف يمكنك إنقاذ العلاقة؟

في مقال سابق، تطرقت لمفهوم الأسر المُختلّةDysfunctional Families ، ووضحت كيف أن التربية التي نتلقاها في الصغر قد تدفعنا للقيام بسلوكيات مَرَضيّة، غير سوية، في علاقاتنا المستقبلية، مما يجعل العلاقة مع الشريك، بالتبعية، علاقة مُختلّة Dysfunctional Relationship.

كيف تعرف/ين أنك في علاقة مُختلّة؟

 إليك أشهر العلامات أنك في علاقة مَرَضيّة:

“جينا نمشي قالوا لنا نقعد، جينا نقعد شدوا الكراسي”

يتم المنح والمنع، والإحسان والإساءة، من قِبل أحد الشريكين بشكل متناوب.

هذا الأمر يشبه إدمان المخدرات، حيث يَمنح الطرف المُسيء الكثير من المشاعر الإيجابية، إلى حد الإفراط، ثم يسحبها بالإساءة، أو يمنعها.

قبل أن ينفر الشريك/ة، يقوم بإعادة المنح.

هذا يسبب مشاعر الازدواج والغموض العاطفي، حيث لا يمكن تغليب مشاعر الحب والكره بل نشعر بهما معاً.

“كله بسببك”

الشجار الدائم المستمر، الذي لا ينتهي، خصوصاً إذا كان حول نفس الأسباب، ودائماً وأبداً يكون الشريك/ة هو المخطئ وينكر الآخر تحمله لمسئولية أي مشكلة.

“كلمتي لا (ممكن) تنزل الأرض أبداً”

الهيمنة والخضوع، بمعنى أن يكون أحد الطرفين مهيمناً طوال الوقت في العلاقة؛ هو الآمر الناهي وصاحب القرار والكلمة.

يجب أن يتم تنفيذ قراراته، والطرف الآخر يكون دائماً خاضعاً له. إذا قال الطرف الخاضع “لا” على أي شيء، أو لوح بهذا، يتم معاقبته بأشكال مختلفة.

قد يتخذ العقاب شكل ألعاب نفسية تهدف إلى إفقاد الشريك/ة الثقة بالنفس.

“أنا كده وإن كان عاجب”

أن يكون لدى أحد الشريكين، أو كلاهما، سلوكيات المدمن؛ مثل إدمان المخدر أو الكحوليات أو الجنس أو العمل أو العلاقات العاطفية.

“دمي بيجري فيه كرات حمرا وكرات بيضا ونسوان”

أن يكون أحد الشريكين، أو كلاهما، متعدد العلاقات العاطفية؛ أي أنه يتورط في علاقات عاطفية أخرى طوال فترة علاقتكما.

“أنا من بعدك أموت”

الخوف المرضي من الفقد، بمعنى أن يكون أحد الشريكين مدمناً لوجود الآخر، ومعتمداً عليه اعتماداً كلياً.

هذا الطرف في العلاقة يتحمل كل الإهانات والتجاوزات الممكنة، وقد يختار الموت، ولا يستطيع الانفصال.

أخيراً، كما ذكرت في المقال السابق، يمكنكم اعتبار العلاقة مَرَضيّة إذا كنتم تمارسون أدوار الضحية أو الجاني أو المنقذ، أو تتوقعون من الشريك/ة أن يحل محل الأب أو الأم.

انقاذ العلاقة قبل الفشل
Pixabay

كيف يمكنني إنقاذ العلاقة؟

يقول الخبراء دائماً بأن الوعي بالمشكلة هو نصف طريق العلاج، والآن بعد أن أصبح لديك الوعي الكافي، يمكنك أن تنقذ/ي العلاقة حتى إذا كان الطرف الآخر غير مستعد بعد.

التغيير قد يبدأ من عندك أولاً، ويجب أن تتوقع/ي أنك بمجرد انتهاج أساليب مختلفة، قد تجد/ين نفوراً شديداً في البداية من الشريك.

يتطلب الأمر بعض الوقت حتى يحدث التغيير.

إليك خطوات لمحاولة إنقاذ العلاقة:

  • في البداية الق/ي نظرةً متأملةً على طفولتك وطفولة الطرف الآخر، وحدد/ي الصعوبات النفسية التي مررتما بها.
  • اكتب/ي قائمة بالتصرفات والمعتقدات المَرَضيّة التي ترغب/ين في تغييرها، وبجوار كل سلوك أو معتقد، اكتب/ي الخيار البديل الذي ترغب/ين في تطبيقه من الآن.
  • ابدأ/ي بالمعتقد والسلوك الأمثل الذي ترغب/ين في تغييره، وابدأ/ي بتنفيذ ذلك في حياتك اليومية. بعد أن تحرز/ي تقدماً ملحوظاً، يمكنك البدء في سلوك آخر.
  • اسمح لنفسك بالتعبير عن مشاعرك واحتياجاتك مع الشريك/ة، واقض/ي معه/ا وقتاً مخصصاً للنقاش بهدوء. ستشعر/ين مع الوقت أنك تتعرف/ين على شريكك للمرة الأولى!
  • حاول/ي الاستعانة بقراءة المقالات المتخصصة، وحضور الدورات المفيدة، واستشارة المتخصصين – هذا سوف يفيد كثيراً خصوصاً عندما يبدأ الطرف الآخر بالامتعاض.
  • لا تسع للكمال لأنه لا توجد علاقة كاملة. كن/كوني فخور/ة بأي تغيير يحدث في العلاقة، ولا تجلد/ي نفسك إذا حدث أي انتكاس، وعدت للوراء.
  • اطمئن/ي! فبعد الوعي والعلاج والاستمرار في المحاولة، لن تبدأ/ي أبداً من الصفر، ولن تعود/ي للشخص القديم الذي كنت عليه مهما حاولت.
هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (1)

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات