خانة الصديق والأخ
الحب ثقافة

الرجل اللطيف ليس أسطورة.. ولكنكم تحبون “الباد بويز”!

لماذا نضع الرجل اللطيف في خانة “الأخ”؟ دائماً ما كنت أرى الرجل اللطيف المتعاون الحنون مجرد “أخ” لا يمكن أن يثير مشاعري أو أنجذب له جنسياً. كان مكانه في الـ “فريند زون” المعروف لدى كل فتاة مثلي.

أغلق صوت الهاتف حتى لا أعيش في حالة انتظار متواصلة، ومع ذلك، أنظر للهاتف كل خمس دقائق باحثة عن الرسالة التي لا تأتي أبداً.

بعد الانتظار، ألحق رسالتي الأولى بأخرى تحتوي على علامات استفهام فقط.

أدرك في تلك اللحظة أن هذه العلاقة ليست سوى علامة استفهام كبيرة في حياتي.

لماذا أحب هذا الرجل وهو يعذبني؟ لماذا أحن عليه وهو يتلذذ – حرفياً – بمعاناتي؟ لماذا يزداد وسامةً وإثارةً في عيني، كلما كان قاسياً أو خائناً؟ 

الإجابات، إذا صارحت نفسي بها، ستكون مخيفة. لذلك كنت أكذب على نفسي، وأقول إن كل الرجال أوغاد، وأنني مجرد ضحية لهم.

الحقيقة، أنا لست إلا ضحية اختياراتي الخاطئة، ورفضي ونفوري من الاختيارات الصحيحة والمناسبة لي.

لماذا نضع الرجل اللطيف في خانة “الأخ”؟

دائماً ما كنت أرى الرجل اللطيف المتعاون الحنون مجرد “أخ” لا يمكن أن يثير مشاعري أو أنجذب له جنسياً. كان مكانه في الـ “فريند زون” المعروف لدى كل فتاة مثلي.

على النقيض، حينما يمر هذا الرجل الواثق غير المهتم، عابث الوجه، والذي لا يعريني اهتماماً، تركض كل جوارحي خلفه، وأقع في فخ نرجسيته، وأعيش المزيد من الحزن والكآبة في حبه.

بعد أخر علاقة مررت بها، كانت صديقتي المقربة قد تزوجت من رجل نصنفه، نحن القطط المخنوقة، خارج قائمة “الباد بويز.” تزوجت من “أخ وصديق”!

راقبت تجربتها، فوجدتها سعيدة وهادئة، تعيش في سلام، مستقرة وآمنة. بالطبع تواجههم مشاكل، ولكن، في النهاية، هي علاقة طبيعية وسوية.

وقتها اتخذت قرار بعدم العودة لطريق “الولد الشقي خناق القطط”. لا أريد المزيد من الحزن والانتظار والوحدة.

 لم يكن التنفيذ بهذه السهولة.. لجأت للطبيب النفسي.

تلك النوعية من العلاقات، التي نسعى فيها للوصول إلى الرجل الذي يطلق عليه “باد بوي”، ليست سوى حيلة نفسية لتعذيب الذات.

الإنسان، أحياناً، لا يحب نفسه كما يتخيل، وفي بعض العلاقات، يسعى المرء لتعذيب نفسه بسبب مفاهيم خاطئة ترسخت في العقل الباطن عن الحب والعلاقات والذات.

للأسف، ساهم في ترسيخ هذه المفاهيم المجتمع والأسرة الذين يحمّلون الإنسان في طفولته ونشأته أكثر مما يتحمل. بالتالي يظهر مُقصراً أمام الجميع. هو إذاً في حاجة للعقاب.

هكذا أخبرني طبيبي النفسي، وأكد لي أن تلك الحالة النفسية المنتشرة تنطبق عليّ؛

أنا لا أشعر أنني أستحق الحب وأنني لا أستحق سوى الألم والعقاب.

بالإضافة إلى الطفولة وآثارها، علاقة الحب الأولى في حياتي، تعرضت فيها للخيانة والتجاهل والمحاولات المضنية لإرضاء الحبيب.

الأمر الذي رسخ في عقلي الباطن أن العلاقة العاطفية يجب أن تكون مرهقة، وإذا لم أشعر بالعذاب، لن أصدق أن ما أشعر به حباً حقيقياً.

مش منجذبة للراجل اللطيف
الحب ثقافة

طلب مني طبيبي النفسي تجنب أي علاقات عاطفية في الفترة القادمة، حتى أعمل على تصحيح الخلل النفسي ومفاهيمي المغلوطة عن الحب والرجال.

بعد فترة من مقاومة كل الإغراءات التي تظهر أمامي من رجال تعودت أن أنجذب إليهم في أقل من ثانية، قابلت “شاباً لطيفاً” – أصبح اليوم زوجي.

كان هذا الشاب أبعد ما يكون عن تصنيف “الباد بوي”. كان رجلاً لطيفاً، لا يحب الألعاب العاطفية. أحبني ثم طلب مني الزواج بعد شهر من ارتباطنا.

منحني مفتاحاً لشقته بعد شهرين فقط. كان واضحاً وصريحاً وليس غامضاً بالمرة. منحني الحب والاحترام والأمان والتشجيع والاهتمام.

إذا كنت قد قابلته قبل فترة علاجي النفسي، لما كان زوجي الآن. هذه هي النوعية من الرجال التي تحتاجها المرأة في حياتها لتعيش سعيدة حقاً.

امنحي الرجل “اللطيف” فرصة!

أتذكر حينما قرأت عن تلك المنحة في بلجيكا، وخفت أن أتحدث مع حبيبي عنها. تذكرت العلاقة السابقة حينما رفض شريكي انضمامي لمنحة تعلم التمثيل. خيرني بينه وبين هوايتي المفضلة.

اخترته هو، وبعدها كرهته لأنه أبعدني عن حلمي.

رغم خوفي، ذكرت المنحة أمام شريكي الحالي، لأجده يتحمس ويساعدني في إكمال الاستمارة. ثم يسألني يومياً إذا كانت النتيجة قد ظهرت.

بعد أن حصلت على المنحة، بدأ في تجميع كتب إرشادية عن بلجيكا حتى أسافر وأنا على دراية بالأمر. تلك الحالة الرائعة التي أعيشها مع شريكي الآن لم تأت بسهولة لمن اعتادت العلاقات المرهقة وملاحقة الأوغاد.

لقد تابعت مع طبيبي النفسي خلال الخمسة أشهر الأولى من علاقتنا. كانت تنتابني الرغبة في الهروب.

أردت أن أهرب من السعادة التي أستحقها حقاً.

كنت أخشى ما يفعله هذا الرجل اللطيف معي. لم أصدق أن مشاعره حقيقية لأني لم أعتد هذا النوع من المعاملة. كنت أنتظر أن يجرحني في أي لحظة. زادت نوبات القلق المزمن لدي حتى وصف لي طبيبي مهدئاً.

بداية العلاقة مع رجل لطيف قد تكون مخيفة ومنفرة لكِ. ستشعرين بالغربة في العلاقة لأنه يحترمك، ولا يضعك في مواقف قلق أو غيرة أو شك.

سبب نفورك هو أنكِ لا تعرفين كيف تتعاملين مع الرجل اللطيف وما يقدمه لكِ.

 اصمدي! بعد شهور الخوف والرعب ونوبات الهلع والشك، ستتغير الحياة تماماً. سوف تدركي معنى الحب الحقيقي وتقتنعي أن العذاب والسهر والسهاد ليس مرتبطاً بالحب.

لن يقدم لكِ “الباد بوي” الحياة المستقرة التي تستحقينها – حتى لو تزوجك.

صدقيني! الرجل “اللطيف” موجود ولكننا نحب «الباد بويز»! انظري حولك، هل يوجد رجل لطيف يحاول التقرب منكِ؟ لم لا تمنحيه الفرصة؟ لماذا لا تجربي، ولو لمرة واحدة، على سبيل الاختلاف، وترين ما سيحدث؟

استعيني بطبيب نفسي لمساعدتك، إذا لزم الأمر، للتخلص من الرسائل المدمرة التي تمت برمجتك عليها في العلاقات السابقة وفي مرحلة الطفولة الأولى والمبكرة.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (5)

  1. شكرا على مجهوداتكم
    بصراحة…

    شكرا على مجهوداتكم
    بصراحة سؤالي بعيد عن الموضوع لكن لم أجد سوى هذه النافذة لأطرحه
    عضوي الذكري لايقذف المني وهذا الموضوع شكل لي عقدة بصراحة
    بحتاج لتحفيذ حتى يطرحه خارجا على شكل نقط

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات