الورم الليفي
Shutterstock

الورم الليفي الرحمي.. هل هو خطير؟

الأورام الليفية التي تصيب الرحم ليست خطيرة كما يبدو اسمها، لكن من المهم أن نكون على وعي بأعراضها ومضاعفاتها.

عند سماع لفظ “ورم” تبدأ الخيالات والتصورات عن خطورة الورم وطرق علاجه والتخلص منه. فما بالك لو قيل لك إنك مصابة بورم ليفي في الرحم!

الحقيقة رغم أنّ الورم الليفي يندرج تحت مسمّى الأورام الحميدة (غير السرطانية) والتي تصيب الرحم، لكنه يُعَد شيئاً عادياً جداً يصيب معظم السيدات في مرحلة ما من حياتهن.

ما هو الورم الليفي؟ وما هي أعراضه؟ وهل هو خطير أم لا؟

لتبسيط الأمور، فالرحم يشبه ثمرة الكمثرى، وبالطبع هو وعاء لحمل الجنين.

يتكون جدار الرحم من ثلاث طبقات:

طبقة داخلية (بطانة الرحم): تتكون من أوعية دموية وخلايا تسمح بتكوين المشيمة لتغذية الجنين.

وطبقة متوسطة: وهي عضلات الرحم التي تنقبض عند الولادة لتسهيل خروج الجنين إلى الحياة.

والطبقة الخارجية: وهي غشاء خفيف لتغليف وحماية الرحم، مثلها مثل الغشاء البلوري على الرئة مثلاً.

والورم الليفي هو نمو زائد لبعض خلايا طبقة الرحم المتوسطة -أي العضلات- وهذا النمو الزائد قد يظل داخل العضلات، أو يبرز للخارج على سطح الرحم الخارجي، أو يبرز لداخل تجويف الرحم من خلال بطانة الرحم.

يعد الورم الليفي من أشهر الأورام الحميدة والتي تصيب الكثير من السيدات خلال فترة الخصوبة، أي بين سن 16 وسن 50 سنة. وحسب الدراسات فهو يصيب 40% إلى 80% من السيدات.

وعادة ما يُكتَشَف الورم الليفي بالصدفة أثناء فحص النساء الروتيني في متابعات الحمل العادية أو أثناء الولادة.

لا يوجد سبب معين لظهور الورم الليفي وتكوّنه، غير أنه يزداد حجماً مع ارتفاع مستوى هرمونات الأنوثة في الجسم.

 

أعراض الورم الليفي وعلاقته بالدورة الشهرية

في الحقيقة، معظم المصابات بالورم الليفي لا يشكين من أي أعراضُ ويُكتشف الأمر مصادفة كما ذكرنا. لكن واحدة من كل ثلاث من المصابات بالورم الليفي تشكو من:

  1. نزول دم غزير أثناء الطمث، مصحوباً أحياناً بكتل دموية.
  2. آلام عسر الطمث العنيفة.
  3. آلام أسفل البطن والظهر أثناء الطمث أو في غير أوقاته.
  4. ألم عند ممارسة العلاقة الحميمية.
  5. بعض الأعراض مثل الإمساك، أو التبوّل مرات كثيرة خلال اليوم، بسبب ضغط الورم الليفي على المستقيم أو المثانة.

و تختلف حدة الأعراض حسب حجم الورم وموقعه في جدار الرحم. فالورم الليفي يتراوح حجمه بين حجم حبة الحمص وحجم ثمرة البطيخ! وحجم ثمرة البطيخ من النوادر، وبالطبع سيظهر في شكل انتفاخ غير مألوف في البطن.

 

الورم الليفي والإنجاب

الأورام الليفية بالرحم
shutterstock

لا يؤثر الورم الليفي على فرص الإنجاب إطلاقاً، إلا في بعض الحالات التي تحتاج إلى تدخل جراحي، ومعظم المصابات بالورم الليفي أنجبن أكثر من مرة دون تأخر أو مشكلات.

وبالعكس فإن عدم الإنجاب هو ما يزيد فرصة تكوّن الورم الليفي بسبب التأثير الدائم لهرمونات الأنوثة.

 

هل الورم الليفي خطير؟

 

الورم الليفي ورم حميد، ونادراً ما يتحول إلى ورم خبيث.

حسب الدراسات، واحدة فقط من بين كل 350 من المصابات بالورم الليفي يتحول لديهن الورم إلى نوع خبيث. فلا داعي للقلق إذا كنت مصابة به.

والورم الليفي من الأورام التي تتأثر بهرمونات الحمل والأنوثة، وعادة ما ينكمش من تلقاء نفسه عند سن الأمان أو انقطاع الطمث نتيجة انخفاض مستوى الهرمونات الأنثوية بالدم.

ولأن الورم يتأثر بمستوى الهرمونات، نادراً ما يصيب الفتيات قبل البلوغ. وبالطبع إذا كانت إحداهنّ مصابة بالورم فإنه يكبر في الحجم أثناء الحمل وينكمش بعد الولادة.

لكن وجود الورم الليفي قد يسبب بعض المضاعفات مثل الأنيميا، بسبب غزارة الدورة الشهرية.

كما يزيد الورم الليفي من فرص الولادة القيصرية إما بسبب حجمه الكبير والخوف من النزيف أثناء الولادة الطبيعية، أو لأنّ الورم الليفي، وخاصة ذلك الذي يبرز داخل تجويف الرحم، يعيق حركة الجنين ويسبب نزوله في وضع المقعدة.

 

علاج الورم الليفي

معظم حالات الورم الليفي لا تحتاج إلى علاج، خصوصاً إذا كانت المصابة لا تشكو من أي أعراض ولم تشخّص بعد. ولا توجد خطورة كما أشرنا.

يعتمد العلاج بالأساس على وجود أعراض تشكو منها السيدة، كما يعتمد على حجم الورم وموقعه.

وعادة ما يكون العلاج دوائياً لتقليل النزيف أثناء الحيض باستخدام حبوب منع الحمل، ونؤكد أن استخدام هذه الحبوب لا يؤثر على الخصوبة أو فرص النساء في الإنجاب.

وقد ينصح الطبيب/ة باستخدام المسكنات لتخفيف آلام الدورة الشهرية، أو ينصح بعلاج الأنيميا بسبب كثرة النزيف شهرياً.

بالطبع لا تتناولي أي أدوية إلا باستشارة الطبيب، وبالجرعات التي يحددها.

أما العلاج الجراحي، فيكون باستئصال الورم من خلال الجراحة أو منظار الرحم، حسب موقع الورم وحجمه.

باختصار، الورم الليفي ورم حميد شائع بين النساء في سن الخصوبة، ولا يسبب خطورة، بل عادة لا يحتاج أي علاج ويختفي من تلقاء نفسه مع انخفاض مستوى الهرمونات. لذلك لا داعي للقلق من الإصابة به. المهم هو الوعي به وبأعراضه وبكيفية التعامل معه.   

مصادر

https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9130-uterine-fibroids

https://www.nhs.uk/conditions/fibroids/

https://www.healthline.com/health/uterine-fibroids

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

آخر التعليقات (2)

    1. تسعدنا دوماً متابعتك ذات…

      تسعدنا دوماً متابعتك ذات القبعة الوردية، تحياتنا

الحب ثقافة

مشروع الحب ثقافة يهدف لنقاش مواضيع عن الصحة الجنسية والإنجابية والعلاقات